المهندس الحاج عباس عواضة خلال إلقاء كلمته

أعوذ باللهِ من شرِّ الشيطانِ الرجيم،

بسم اللهِ الرحمن الرحيم،

الحمدللهِ ربِ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على أنبياءِ اللهِ ورسلِهِ سِيّما خاتمهم الحبيب المصطفى وآل بيته الطيبين الطاهرين.

الحضور الكريم، أهلنا الأعزاء.

السلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،،

...

يسعدنا أن نلتقي معكم لنتناول موضوعاً يُعنى بصحةِ الإنسانِ وسلامةِ جسدِهِ.

ونشكرُ كلَّ من ساهمَ في تنظيمِ هذا اللقاء وشاركَ فيهِ.

يقولُ تعالى في مُحكَمِ كتابِهِ الكريمِ "يا أيُّها الّذين آمنوا كلوا من طيِّباتِ ما رزقناكم واشكروا الله إن كنتم إيَّاه تعبدون" (البقرة 32)

التغذيةُ هي منَ الأمورِ المهمةِ والأساسيةِ في حياةِ البشرِ لِمَا لَهَا منْ علاقةٍ في نموِّ الإنسانِ واستمرارِهِ والمحافظةِ على صحّتِهِ وسلامةِ جسدهِ. وزادَتْ أهميَّتُهَا في هذا الزمنِ الذي كَثُرتْ فيهْ مهالكُ الجسدِ ومفاسدُه، وأصبحَتْ تُعرَضُ بأشكالٍ مختلفةٍ ومتنوعةٍ، وبمظهرٍ جميلٍ وجذابٍ ومغرٍ للكبارِ ولمْ يسلمْ مِنْها الصغار.

ونُلفِتُ النظرَ إلى مجموعةٍ من العناوينِ هي موردُ اهتمامٍ للتغذيةِ الصحية والسليمة.

فَمِنْ حيثُ نوعيةِ الغذاءِ: فبالرغمِ منْ أهميةِ المحافظةِ على التنوّعِ الغذائي للفردِ وضرورتِهِ، فإنّنا أصبحنا نعيشُ في زمنٍِ تتوفرُ فيهِ كافّة الأطعمة – من خضارٍ وفواكه وحبوب ولحوم – وفي كلّ الفصول ولكنّها تفتقدُ غالباً للقيمةِ الغذائية وأصبحت بلا طعمٍ ولا نكهة.

ومن حيث كميةِ الغذاء:يقولُ سبحانَه وتعالى "كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنَّهُ لا يُحبُّ المسرفين". فالاعتدال في تناولِ الغذاءِ وعدمُ الإسرافِ هو مطلبٌ صحيٌّ لسلامةِ الجسدِ وسلامةِ المجتمع. "فما زاد عن حدِّهِ إنقلبَ إلى ضدِّهِ" "والزائدُ أخو الناقصِ" وحتّى لا يَصدُق علينا القول "ما مُتِّع به غنيٌّ إلا بجوعِ فقيرٍ".

ومراعاةِ الأوقات لتناولِ الطعامِ والمحافظةِ على تناولِ الوجباتِ الأساسيةِ.

والاهتمامِ الشديد بالنظافةِ والطهارةِ لما نأكلُهُ ونشربُهُ.

كما نلفتُ الانتباهَ - ولو بشكلٍ مختصرٍ-

أنَّ النفسَ الإنسانية لها ظاهرٌ وباطنٌ. فظاهرُها هو هذا الجسد، وباطنُها هو جوهرُها وحقيقتُها. وكما أنّ الاهتمام بالجسدِ والمحافظةِ عليهِ مطلبٌ مهمٌّ جدّاً، فإنَّ الاهتمام بجوهر النفسِِ أشدُّ في الأهمية وأخطرُ على مصيرِ الإنسان.

وكان الجهادُ الأكبر هو جهادُ النفسِ الذي هو تهذيبُها وصونُها وحفظُها، مُكمِّلاً للجهادِ الأصغرِ الذي هو مواجهةُ ومحاربةُ المعتدين.

وللروحِ أيضاً غذاؤها – من تفكّرٍ وتأملٍ وعبادةٍ – يُساهمُ في تكاملِها وعُروجِها نحو حقيقتِها وهدفِها الّذي خُلِقت لأجلِهِ، نحو السعادةِ المُطلقةِ ونحو الكمالِ المُطلقِ.

فالاهتمامِ بالنفسِ الانسانيةِ يكونُ بظاهرِها وباطنِها، هذهِ الوديعةُ والامانةُ الإلهية فينا والّتي مرجِعُها ومصيرُها إليه سبحانه وتعالى. وهذهِ حقيقةٌ طالما نُكرِّرُها ونُردِّدُها في قولِنا "إنَّا للهِِ وإنَّا إليهِ راجِعون".

وهذا الاهتمامُ هو مسؤوليةُ الجميعِ - بلا استثناء - أفراداً وجمعياتٍ ومؤسساتٍ ووزارات، وكلُّنا يجب أن نشاركَ ونتعاونَ في إصلاحِ مُجتمعِنا وبيئتِنا.

...

وأحبُّ أن أشيرَ أنَّنا في المجلسِ البلديّ قد شكّلنا لِجاناً (صحيّةً، تربويةً، ثقافيةً، إجتماعيةً، رياضيةً وغيرِها) لتهتمَّ بمختلفِ اهتماماتِ وحاجاتِ مجتمعِنا، كما أنَّنا نعمل على تشكيلِ لجانٍ للأحياء، وأوَّلُها كان لجنةً في الحيّ الشرقي.

والدعوةُ مفتوحةٌ لِمَنْ يحبَ أن يشاركَ في أيٍّ من هذهِ اللجانِ.

فإنَّنا نؤمنُ بأنَّ التعاونَ هو توفيقٌ إلهيٌّ يوصلُ إلى النجاحِ والتكاملِ.

كما أنَّنا بادرنا – على المستوى الصحيّ – من اللحظاتِ الأولى للتعاقدِ مع طبيبٍ بيطريٍّ للكشفِ على الذبائحِ ومراقبةِ الملاحمِ لما لهذا الأمرِ من حساسيةِ وخطورةٍ على ما يأكُلُهُ الناس، منَ الأمراضِ التي تُصيبُ المواشي وتنقلُ عدواها للناسِ. كما عقدنا جلسةً مع أصحاب الملاحمِ للالتزامِ بمجموعةٍ من الضوابطِ الّتي تضمن صحّةَ وسلامةَ ونظافةَ اللُّحومِ الّتي يبيعونَها للناسِ.

هناكَ مجموعةٍ من الإجراءاتِ والأعمالِ التي قمنا بها تتناولُ الشأنِ الصحيّ والبيئي، ولكنَّ الوقت الآن لا يتسع لذكرِها – وإلتزاماً بالوقتِ الذي حدّدَهُ المنظِّمونَ لهذا اللِّقاءِ – وهناك الكثير ما زالَ ينتظِرُنا .

معاً، يداً بيدٍ، نتكامل، ونسعى لنُحقّقَ أجملَ ما نتمنّاه لمدينتنا الخيام وبلدنا لبنان.

والسلامُ عليكُم ورحمةُ الله وبركاته.

...

المهندس الحاج عباس عواضة

* رئيس بلدية الخيام

(الكلمة ألقيت خلال الندوة التي عقدها في الخيام موقع خيام دوت كوم برعاية وزير الصحة بتاريخ 13 ت2 2010 والتي حاضرت فيها خبيرة التغذية فاطمة صادق).

...

ألبومات صور الندوة

كلمة المهندس أسعد رشيدي في هذه الندوة

كلمة الرئيس عباس عواضة في هذه الندوة

كلمة الدكتور وسام شروف في هذه الندوة

ممثل وزير الصحّة الدكتور علي غندور، محاطاً بالرئيس عباس عواضة وبالدكتور محمد سليمان

قبل بدء الندوة

سيدات الخيام كن الأكثر حضوراً في هذه الندوة عن الغذاء الصحّي