أنا مسلم اذاً انا شيعي وانا سني - الجـزء الثامن والأخيـر ‎

اعتمد العثمانيون التفرقة بين المسلمين ولتعميق الخلافات فيما بينهم
اعتمد العثمانيون التفرقة بين المسلمين ولتعميق الخلافات فيما بينهم


في الأجزاء السابقة من هذه المقالات من واحد الى سبعة عَرّفنا بقدر المستطاع من هو المسلم، ونبذة عن تاريخ المدرسة الفقهية ، ومن تتلمذ فيها من أئمة نسبة اليهم المذاهب المعروفة والشائعة ،ونكمل في هذا الجزء عن الإمام الرابع ابن حَنْبَل :

احمد بن حَنْبَل : هو ابو عبدالله احمد بن محمد بن حَنْبَل الشيباني فَقِيه ومُحدَث مسلم وهو رابع الأئمة الأربعة عند ما يعرف بأهل ( السنة والجماعة ) وهو صاحب المذهب الحنبلي في الفقه الإسلامي .

ولد احمد بن حَنْبَل سنة 164 هـ وتوفي سنة 241هـ وأخذ الكثير عن العلماء المسلمين والمحدثين ، والتقى الإمام الشافعي في مكة وأخذ عنه الفقه والحديث ، كما عاد والتقى الشافعي في بغداد .

كان احمد بن حَنْبَل يُجلُ اهل البيت ويعرف قدرهم ويعلم حقهم ، وكان يوليهم جميل الرعاية وحسن العناية ، وقام احمد بن حَنْبَل بجمع الأقوال والروايات عن " الصادق المصدوق " سيد الأولين والآخرين وسيد أهل البيت وهم ( علي وفاطمة والحسن والحسين ) كما عرف عنهم القرأن الكريم في آية المباهلة ، وسيد العالمين عليه أفضل الصلاة والسلام .

ونكتفي بما قدمناه عن احمد بن حَنْبَل ، وهو من أخذ عن الشافعي تلميذ مدرسة الإمام جعفر الصادق بغير المباشرة وكذلك الحنبلي .

من نافلة القول بأن اصحاب المذاهب الأربعة قد تتلمذوا على يد الإمام جعفر الصادق ( ع ) عن طريق مباشر وغير مباشرة ، وجميعهم يعترفون بأن الإمام جعفر الصادق ( ع ) ابٌ للمذاهب الفقهية ، وأستاذ أئمتها ويردون تعظيمهم له ( ع ) علمياً وفقهياً وتقوى .

الأئمة الأربعة هم من العلماء المجتهدين ولم يسمو مذاهبهم كما يحلوا للبعض ولكن من اطلق التسمية على هذه المذاهب العباسيون كما سيأتي .

نشأت المذاهب الأربعة :

لاحظ المنصور العباسي بأن الشعب يميل الى الإمام جعفر الصادق ( ع ) وقد افتنوا به ، فقرر أن يؤسس مذاهب فقهية بإمامة تلاميذ الإمام الصادق ( ع ) ليصرف مرجعية المسلمين منه اليهم ، واعتمد اجتهاد الحنفي والمالكي كمرجعية للدولة العباسية ، وأطلق على كل واحد منهم " مذهب ".

وأستمر المنصور في معاداة الإمام الصادق ( ع ) ومعاداة أهل البيت بنشر المذهبيين الحنفي والمالكي ، وهو الأقوى في الدولة العباسية بل هو اميرها ، واستقطب خلال حكمه الكثير من الناس في مدرستي الحنفية والمالكية .

كان توجه المنصور سياسياً وليس دينياً بتأسيس المذاهب حتى يصرف الناس عن الإمام الصادق ( ع ) الذي لاقى وأهل بيته الظلم الكثير والقتل من المنصور حتى وصل بالمنصور عند بناءه مدينة بغداد بوضع رجال ونساء واطفال أحياء في اساسات البناء من أهل البيت ، كما وأمر ولده المهدي بقتل كل رجل وأمرأة وطفل من أهل البيت ، كما فعل هو بعمه وأقاربه ومن كان سبباً في خلافة العباسيين ابو مسلم الخرساني .

لقد أخذ الخلفاء العباسيين المنحى الذي سار عليه المنصور بتأسيس المذاهب ، أضاف هارون الرشيد المذهب الشافعي وفي عهد المأمون تمت المذاهب الأربعة بإعتماد المذهب الحنبلي ، وبعدها أغلق العباسيون باب الإجتهاد عند هذه المذاهب ، واقتصرت فقط عليهم حتى لا يخرج أحداً ويخالف ما اسسوا له لإبقاء خلافتهم في السلطة .

والغرابة في اعتماد المذاهب الأربعة فقط وهي الروافد من النبع وهو الإمام جعفر الصادق ( ع ) ولا يعتمد الأصل وهو الجامعة كما يسمى اليوم ، لأن مدرسة الإمام لم تقتصر على الفقه بل امتدت الى ( الكيمياء ، الفيزياء ، الطب ، الرياضيات ، الفلك ، الأدب ) الى ماهنالك ، وهذه التسمية كما تقدم لا تخدم الإسلام والمسلمين ( السنة والجماعة ) لأن القصد منها سياسياً ، وهذه التسمية لا علاقة لأصحابها فيها بدليل ما تقدم من اقوال لهم في الإمام جعفر الصادق ( ع ) . وبعد انهيار الدولة العباسية وظهور " الظاهر بيبرس " وحتى يضفي على مملكته الشرعية ولى احدالعباسيين في القاهرة خليفة ، ولكن بقي الحكم والفصل له ، واعتمد في الأزهر الشريف المذاهب الثلاثة بعد ان كان المذهب الوحيد الذي يدرس في الأزهر المذهب الشافعي .

وقد اعتمد العثمانيون هذا الأسلوب كما اعتقدوا لبقائهم في السلطة دون دراسة اسباب عدم بقاء السلطة في أيدي من سبقهم، لأعتمادهم التفرقة بين المسلمين ولتعميق الخلافات فيما بينهم حتى وصل الأمر في احدى الفرق المسلمة بتفضيل اليهود على الشيعة ، لا بل اعتبار الشيعة كفار ، وهذا دليل عدم معرفة الإسلام الرسالة .

نأتي على الخاتمة ونرجو الله بأن يعرف المسلم موقعه من الدين ومن اخوانه الذين يخالفونه الرأي في الإجتهاد ، وأن يطّلع على ما قاله علماء المسلمين من كل من يتبنى فقه هذا المجتهد او ذاك وذلك في الندوة عن استراتيجية التقريب بين المذاهب الإسلامية المنعقدة في الفترة بين 10-12مو نيسان سنة 1999في دمشق والعلماء الذين تكلموا من جميع المدارس الفقهية .

وفقنا الله لما فيه خير الإسلام والمسلمين ، والى أبحاثٍ أخرى نلقاكم ؟.

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

الجزء الأول من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"

الجزء الثاني من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"

الجزء الثالث من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"

الجزء الرابع من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"

الجزء الخامس من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"

الجزء السادس من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"

الجزء السابع من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"

الجزء الثامن والأخير من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"

تعليقات: