أنا مسلم ..اذاً أنا شيعي وأنا سني - الجزء الرابع

أنا مسلم ..اذاً أنا شيعي وأنا سني
أنا مسلم ..اذاً أنا شيعي وأنا سني


في الأجزاء الثلاثة شرحنا من هو المسلم وكيف يجب ان يكون ، وما تعني كلمة شيعي وسني ، اما كيف نشأت المذاهب للتعريف ان هذا شيعي وذاك سني ومن اعتمد هذا المسمى .

منذ ابتدأت الدعوة بنشر الإسلام لم يكن هناك مدارس بالمعنى الحقيقي للمدرسة ، وبعد الرسول ( ص ) كان العامة يرجعون الى الخليفة في الأمور التي لا نصص فيها ولا تشريع من الرسول ( ص ) وما يطلق عليه " بالسنة " وكان الخليفة يرجع الى من عنده علم الفقه والتشريع علي بن ابي طالب ( ع ) ولذلك قال الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ( رضى الله عنه ) " لولا علي لهلك عمر " ، وانتقل هذا العلم الى اهل بيت مُحَمَّدٍ ( ص ) الى ان كان الإمام جعفر الصادق ( ع ) الذي افتتح اول مدرسة والإمام جعفر الصادق ( ع ) هو :

" ابو عبدالله جعفر بن محمد الصادق ( ع ) ولد يوم 17 ربيع الأول سنة 83 هـ في المدينة المنورة وتوفي فيها في مساء 25 شوال من سنة 148 هـ ، إمام من أئمة المسلمين ، وعالم جليل وعابد فاضل من ذرية الحسين بن علي بن ابي طالب وله مكانة جليلة عظيمة لدى جميع المسلمين دون استثناء ."

لقب بالصادق لأنه لم يعرف عنه إلا قول الصدق والحق ، ويعتبر الإمام السادس لدى الشيعة الإمامية الإثنى عشرية ، ونسب اليه إنتشار المدرسة الفقهية والكلامية ، ولذلك تسمى الشيعة الإمامية ( فيما هو متعارف عليه ) بالجعفرية ، ويقول أهل السنة والجماعة ( فيما هو متعارف عليه ) إن علم الإمام جعفر الصادق ( ع ) ومدرسته اساسٌ لكل طوائف المسلمين دون القول بإمامته بنصبٍ من الله ، وروي عنه كثير من كتّاب الحديث " الشيعة والسنة " على حد سواء ، وقد استطاع أن يؤسس في عصره مدرسة فقهية ، فتتلمذ على يده العديد من العلماء ، والإمام الصادق يعتبر واحداً من اكثر الشخصيات مكانةً ومقاماً وتبجيلاً عند أتباع الطريقة النقشبندية، وهي أحدى الطرق الصوفية السنية .

الإمام جعفر الصادق ( ع ) من أوائل الرواد في علم الكيمياء ، حيث تتلمذ على يديه ابو الكيمياء جابر بن حيّان ما زال مرجعاً ليومنا هذا لدى علماء الكيمياء .

كان الإمام جعفر الصادق ( ع ) احد أبرز العلاّمات في عصره ، فألى جانب علومه الدينية ، كان عالماً فذاً في ميادين علومٍ عديدةٍ منها على سبيل المثال " الفلك ، الرياضيات ، الأدب ، الفلسفة ، الطب والفيزياء ، وغيرها من العلوم الدنيوية .

حضر مجالسه العديد من أبرز علماء عصره وتتلمذوا على يديه ، كما حضر مجالسه وتلقى من علومه اثنان من كبار الأئمة الأربعة هما الإمامان ابو حنيفة النعماني ومالك بن أنس ، وقد نقل الأخير 12 حديثاً عن الصادق ( ع ) في مؤلفه الشهير " الموطأ " ومن حضر مجالسه ايضاً واصل بن عطاء مؤسس مذهب المعتزلة .

لقد أجمع علماء ما يُعَرف عنهم بالسنة والجماعة ، مثل الذهبي والنووي وابن خلكان وابن الجوزي وحسن بن زياد وابن الصّباغ والزمخشري وغيرهم على أن الإمام جعفر الصادق ( ع ) من اعلم علماء المسلمين الكبار ، وأنه ثقة مأمون ، واقوال أئمة الحديث فيه طافحة في الثناء والمدح .

ومهما كتبنا في حق هذا الإمام الذي يعتبر أساس العلوم الفقهية والدينية والدنيوية فإننا لا نوفيه جزأً بسيطاً مما هو حق له على البشرية .

نكتفي في هذا الجزء مما قدمناه لنعود في الجزء الخامس الكتابة عن تلاميذه واحداً تلو الآخر حسبما تسمح لنا مساحة الصفحة .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

الجزء الأول من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"

الجزء الثاني من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"

الجزء الثالث من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"

الجزء الرابع من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"

تعليقات: