أنا مسلم ..اذاً أنا شيعي وأنا سني - الجزء الخامس

ابو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي ولد عام 80 هـ وتوفي عام 150هـ وهو فَقِيه وعالم مسلم وأول الأئمة الأربعة عند أهل \
ابو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي ولد عام 80 هـ وتوفي عام 150هـ وهو فَقِيه وعالم مسلم وأول الأئمة الأربعة عند أهل \"السنة والجماعة


في الجزء الرابع تطرقنا عن كيفية انشاء المذاهب وعن اول مدرسة فقهية "دينية ودنيوية" في عهد الإسلام ومن مؤسس هذه المدرسة ومن تتلمذ فيها عن طريق المباشرة والغير مباشرة وقدمنا نبذة بسيطة عن مؤسس هذه المدرسة الإمام جعفر بن محمد الصادق ( ع ) ، وفي هذا الجزء نبدأ بالتلميذ الأول:

ابو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي ولد عام 80 هـ وتوفي عام 150هـ وهو فَقِيه وعالم مسلم وأول الأئمة الأربعة عند أهل "السنة والجماعة" وصاحب المذهب الحنفي.

وفي علومه الفقهية والدينية رأيان:

الرأي الأول: يقول بأن ابي حنيفة تعلم على يد حمّاد بن ابي سليمان الفقه .

الرأي الثاني : يقول بأن ابي حنيفة تتلمذ على يد الإمام جعفر الصادق ( ع ) وخاصة السنتان الأخيرتان ، التي قال عنها ابي حنيفة ( لولا السنتان لهلك النعمان ) وهذه قصة مشهورة عند علماء المسلمين ، ولكن البعض من العامة ينكرها أصلاً وفصلاً ، والبعض يحمد الله على ان ابا حنيفة لم يتتلمذ على يد الإمام جعفر الصادق ( ع ) ، وهؤلاء طبعاً من الفئة الضالة التي لا تريد جمع المسلمين على طريق الصراط المستقيم ، علماً بأن علماء المسلمين اجمعوا على فقه الإمام

جعفر الصادق ( ع ) ومدرسته.

والرأي الثاني هو الأرجح تلمذت ابي حنيفة على يد الإمام الصادق ( ع ) وبأعتراف كافة العلماء بأنه لم يكن مدرسة لتعليم الفقه قبل مدرسة الصادق ( ع ) ، ودليلنا على ذلك ما تركه ابي حنيفة من أمور فقهية ، علماً بأن لا أثراً فقهياً ل حمّاد بن ابي سليمان أستاذ ابي حنيفة كما يدعون، ولو كان ابن سليمان فقيهاً وصاحب مدرسة فقهية لكان ابي حنيفة قد أشار الى ذلك في مؤلفاته وأحاديثه ولكن العكس هو الصحيح وهو الحق بأن قال ابي حنيفة في الإمام جعفر

الصادق ( ع ) عند سؤاله:

سأله احد الأشخاص بأن اخاه أوصى بثلث ماله لإمام المسلمين فإلى من يدفعه ، فقال ابو حنيفة : هل آمرك بهذا السؤال ابو جعفر الدوانيقي ؟ فحلف الرجل كذباً ، إنه ما أمره بهذا السؤال : فقال ابو حنيفة : ادفع الثلث الى جعفر بن محمد الصادق فإنه هو الإمام الحق وهذه شهادة صريحة من الإمام ابي حنيفة بأحقية الإمام جعفر الصادق ( ع ) بالإمامة العامة على الناس كافة.

وهناك موقف آخر لأبي حنيفة من الإمام جعفر الصادق ( ع ) ، عندما وجه للإمام 40 سوألاً بناءً على طلب المنصور الدوانيقي ، وبعد الإنتهاء من الأسئلة قال ابي حنيفة : والله ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد الصادق ( ع ) ثم قال ألسنا من روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس ، وكان يقصد الإمام الصادق ( ع ) .

ويقول الألوسي عن أبي حنيفة ، وهذا ابي حنيفة وهو هو بين أهل السنة كان يفتخر ويقول بأفصح لسان : " لولا السنتان لهلك النعمان " يريد السنتين اللتين صحب فيها - لأخذ العلم - الإمام جعفر الصادق ( ع ).

اما لماذا لم ينهج ابي حنيفة نهج أستاذه الإمام جعفر الصادق ( ع ) في الحياة ، نعتقد بأن لكل إنسان نهجه وفكره وما تصبو اليه النفس بغض النظر عن المدرسة التي ترعرع فيها وشرب من منهلها.

ابا حنيفة كان ميالاً لحب السلطة بأعترافه عندما فكر بأنه كان يدرس لدى حمّاد بن ابي سليمان فكر بأن يقوم بحركة ما تشبه الإنقلاب على أستاذه ليحل هو محله في تدريس علوم القرأن والذي أنقذه حسب اعترافه بأن شخصا توفي في البصرة قريباً ل حمّاد مما اضطره السفر وأوكل الى ابي حنيفة القيام بمهام التدريس ، وهذا دليل واضح لحبه السلطة وموافقته المنصور ومحاولة إرضائه والتقرب اليه بواسطة النيل من الإمام الصادق ( ع ) الأمر الذي لم يوفق له بتوجيه الأسئلة الى الإمام ( ع ).

نكتفي بهذا القدر عن إبراز شخصية الإمام الحنفي ، لنكمل في الجزء السادس عن بقية اصحاب المذاهب الأربعة.

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

الجزء الأول من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"

الجزء الثاني من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"

الجزء الثالث من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"

الجزء الرابع من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"

الجزء الخامس من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"

تعليقات: