أنا مسلم ..اذاً أنا شيعي وأنا سني - الجزء السابع

تتلمذ الشافعي على يد الإمام مالك في جلسات الفقه والشؤون الدينية والحديث ، وفي مدرسة  محمد بن الحسن الشيباني
تتلمذ الشافعي على يد الإمام مالك في جلسات الفقه والشؤون الدينية والحديث ، وفي مدرسة محمد بن الحسن الشيباني


في الجزء السادس قدمنا لمحة عن الإمام مالك لننتقل بعده الى الإمام الشافعي:

الإمام الشافعي: ابو عبدالله محمد بن ادريس بن العباس بن شافع المطلبي ، ولد في غزة سنة 150هـ وتوفي في القاهرة سنة 204 هـ ، وهو احد الأئمة الأربعة عندما يعرف بأهل " السنة والجماعة " وهو صاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي ، وهو إمام في علم التفسير ، حفظ الإمام الشافعي القرأن وهو ابن سبع سنين ، وحفظ " الموطأ " للإمام مالك وهو ابن الثالثة عشر سنة ومنهم من يقول وهو أبن العشرة سنين.

تتلمذ الشافعي على يد الإمام مالك في جلسات الفقه والشؤون الدينية والحديث ، وفي مدرسة محمد بن الحسن الشيباني " الرأي " ، وللشافعي كتاب الرسالة في علم أصول الفقه كان ذلك عام 195هٓـ وقد صنف الشافعي هذا الكتاب في بغداد لأول مرة ، ومن ثم أعاد تصنيفه في مصر عند عودته اليها.

كان الشافعي عادلاً ، وهذا يعود الى نشأته والظروف القاسية التي مر بها خاصة الفقر، والشافعي لم يتملق لوالي او لأي شخص مهما علا شأنه ، خلاف ما كان سائداًفي ذاك الوقت حيث كان الناس يصانعون الولاة والقضاة ويتملقونهم ، ليجدوا عندهم سبيلاً الى نفوسهم ، ولكنهم وجدوا في الشافعي عدلاً لا سبيل إلى الأستيلاء على نفسه بالمصانعة والملق ، يقول الشافعي في ذلك:

" وليت نجران وبها بنو الحارث بن عبد المدان ، وموالي ثقيف ، وكان الوالي إذا اتاهم صانعوه ، فأرادوني على نحو ذلك فلم يجدوا عندي " .

لم يرق لوالي نجران الذي كان مشهوراً بالظلم موقف الشافعي منه بنصحه احياناً ونهيه احياناً أخرى العودة عن ظلمه ، فوشى به الى العباسيين الذين كانوا يحكمون في ذاك الزمن وكانوا يعادون خصومهم العلويين ، وكانوا اذا رأوْا دعوة علوية قضوا عليها وهي في مهدها ، وكانوا يقتلون على الشبهة لا على الجزم واليقين ، اذ يرون أن قتل بريء يستقيم به الأمر لهم .

وحتى يتخلص والي نجران من الشافعي دس الى العباسيين بأن الشافعي مع العلوية ، فأرسل الى الخليفة هارون الرشيد " أن تسعة من العلوية تحركوا " ثم قال في كتابه " أني اخاف ان يخرجوا ، وأن ها هنا رجلاً من ولد شافع المطلبي لا أمر لي معه ولا نهي " ، وقيل أنه قال في

الشافعي : " يعمل بلسانه ما لا يقدر عليه المقاتل بسيفه " .

استدعى هارون الرشيد التسعة العلوية ومعهم الشافعي ، وقتل التسعة ، ونجا الشافعي بقوة حجته ، وشهادة القاضي محمد بن حسن الشيباني ، وقوة حجته كانت بقوله للرشيد ، يا أمير المؤمنين ، ما تقول في رجلين احدهما يراني اخاه ، والآخر يراني عبده ،أيهما أحب إليَّ ؟

فأل : " الذي يراك أخاك " قال : " فذاك انت يا أمير المؤمنين ، إنكم ولد العباس ، وهم ولد علي، ونحن بنو المطلب ، فأنتم ولد العباس تروننا إخوتكم ، وهم يرون عبيدهم ".

فعفى عنه الرشيد لقوة حجته ولشهادة محمد بن الحسن الشيباني فيه .

بالرغم من هذه الرواية والتي كانت سببا في نجاة الشافعي من القتل على يد هارون الرشيد، إلا أن الشافعي كان شديد الولع والأكثر حباً وتعلقاً بآل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأورد هنا بيتاً من الشعر والمشهور فيه الشافعي وهو :

بأهل بيت رسول الله حبكم ... ... فرض من الله في القرأن انزله

كفاكم من عظيم الشأن أنكم ... ... من لم يصل عليكم لا صلاة له

هذا هو الإمام الشافعي الذي جمع الوسطية بين مدرسة الحديث للإمام مالك وبين مدرسة الرأي لمحمد بن الحسن الشيباني .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

الجزء الأول من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"

الجزء الثاني من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"

الجزء الثالث من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"

الجزء الرابع من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"

الجزء الخامس من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"

الجزء السادس من موضوع "أنا مسلم.. إ ذاً أنا شيعي وانا سنّي"

تعليقات: