«أحمد الأسعد» يشنّ هجومه الأعنف على «14 بازار»

رئيس حزب الانتماء اللبناني أحمد الأسعد، ابن رئيس مجلس النوّاب اللبناني السابق كامل الأسعد
رئيس حزب الانتماء اللبناني أحمد الأسعد، ابن رئيس مجلس النوّاب اللبناني السابق كامل الأسعد


كما كلّ الشخصيات الطامحة للتغيير في لبنان، ولقطع الطريق على المحادل الانتخابية، تبرز هنا وهناك أصواتٌ معارضة لم تملّ من خوض الحروب الانتخابيّة في ظلّ ظروفٍ شرسةٍ وثنائياتٍ أشرس، ولا تحمل سلاحاً غير أملها بإحداثِ تعديلاتٍ ولو بسيطة في خارطة الأمر الواقع اللبناني.

ومن هذه الشخصيات رئيس حزب الانتماء اللبناني أحمد الأسعد، ابن رئيس مجلس النوّاب اللبناني السابق كامل الأسعد وحفيد رئيس المجلس النيابي الأسبق أحمد الأسعد.

بالقمصان السود يستقبلك رجال الأسعد في مكتبه الفخم الواقع في الحازمية. حيثما توجّه "ليبانون ديبايت" ليناقش مع الأسعد في ملفّاتٍ مستجدّةٍ على الساحة اللبنانية، وتحديداً الانتخابات، وعن شخصياتٍ ودولٍ كان وما يزال بعضها جزءاً لا يتجزّأ من واقعنا اللبناني.

يصف الأسعد الانتخابات في المناطق الشيعية بـ"المختلفة" عن باقي المناطق اللبنانية، فهي بالأولى تسمّى انتخابات ولكنّها في الواقع لا علاقة لها بالانتخابات "لأنّ الدولة الكريمة سلّمت المناطق الشيعيّة لحزب الله وحركة أمل، ففي هذه المناطق لا وجود للدولة، بل هناك عمليّة ترهيبٍ تشاهدها الدولة بصمت".

ولا يرى أنّ القانون الانتخابيّ الذي يُعتبر "قفزةً نوعيّةً" سينعكس إيجاباً على المناطق الشيعية، بل ستقتصر إيجابيّاته على باقي المناطق "حيث توجد الدولة". وعن خوضه للمعركة الانتخابيّة يقول الأسعد "لآخر نفسٍ سأستمرّ بالقول إن هناك ناساً لديها ضمير ووجدان وحسّ بالمسؤوليّة ومهما كانت الظروف سنستمر بقول لا لقوى أمر الواقع".

وعن الثنائيّة الشيعيّة حزب الله وحركة أمل، يؤكّد الأسعد أنّ حزب الله موجود وهو الأقوى على الأرض، و"لا يعتقد أحد أنّ حزب الله موجود لأنّ الناس مقتنعة به، فلتنزعوا السلاح والمال من حزب الله ولتروا شعبيته على حقيقتها".

ومن الناحية الثانية "حزب الله بحاجةٍ لحركة أمل، لأنّه عندما يريد إيصال رسائل للغرب، تحديداً لأميركا، يوصلها عبر حركة أمل، التي تستفيد بدورها من هذا التفاهم سواء أكان عبر رئاسة مجلس النوّاب أم المؤسّسات التي تضع يدها عليها بالنسبة لتمثيل الطائفة الشيعيّة، ولكنّها تعرف أنّ سقفها البقاء تحت لواء وغطاء حزب الله".

ينفي الأسعد أن يكون هناك أيّ علاقةٍ تربطه برئيس الحكومة سعد الحريري، الذي هو "جزءٌ من فريق 14 آذار، الفريق الذي لم يكن على قدر المسؤوليّة، وأضاع الفرصة الذهبيّة التي توافرت له بين الأعوام 2005 و2008 لتحرير لبنان من القبضة الحديديّة الإيرانيّة، لأنّهم لم يمتلكون مشروعاً، ولا صلابةً، وبالتالي دخلوا بمساوماتٍ وبازاراتٍ" مطلقاً عليهم تسمية "14 بازار".

وفي القوّات اللبنانيّة، يرى الأسعد أنّها "كانت شيئاً وأصبحت شيئاً آخر، دخلت في لعبة التسويات والمناصب والمراكز والوزراء، ولم يعد لديها قضيّة حقيقيّة، ومع التسويات الجديدة لم يعد هناك أمل بالتخلّص من الكابوس الذي يسمّى حزب الله والمشروع الإيراني في لبنان، ومع الاستسلام وعقد التسويات مع حزب الله كأمرٍ واقع، لا داعي للحديث عن لبنان".

ويجد الأسعد في النائب وليد جنبلاط تجسيداً لكلّ شيءٍ لا يجب أن يكون موجوداً في السياسة اللبنانية، فـ"مشكلتنا الأساسية في السياسة اللبنانيّة هو أنّ ليس هناك رجال دولةٍ بل أطفال يلهون ويلعبون، يحاولون صناعة الصفقات لمصالحهم الصغيرة، لا رؤية، لا بعد نظر، لا أخلاق، ولا مبادئ. وأكبر من يجسّد هذا الشيء هو جنبلاط".

ويضيف، "هذا الأداء السياسي الرخيص المنافق يجب أن يتخلّص منه لبنان، ففي الحقيقة أن الطبقة السياسيّة هي نفايات المجتمع اللبنانيّ سواء في معيار الأخلاق، أو الفهم، أو الالتزام. وحرام أن يكون هذا البلد بطاقاته وقدراته مُمثَّل بهكذا طبقة سياسيّة".

كما ينفي الأسعد أيّ علاقةٍ له مع المملكة العربيّة السعوديّة، التي "أظهرت مع ولي عهدها الجديد في سياستها الخارجيّة أنّها جدّيّة وصلبة بمواجهة المشروع الإيراني في المنطقة، بينما كانت في السابق تطمر رأسها بالرمل إزاء هذا الواقع".

وتعليقاً على رئيس النظام السوري بشار الأسد، يقول الأسعد "لا يمكن لرجلٍ قتل وما زال يقتل مئات الآلاف من شعبه أن يبقى على سدّة الرئاسة أو يمثّل الشعب الرسمي. فالأسد لا يمكن أن يستمر وإن كان هناك موازين معيّنة تجعله مستمرّاً، تحديداً الوجود الروسيّ في المنطقة واستغلال روسيا لضعف إدارة أوباما في السابق، والدعم الإيراني وقتال حزب الله لجانبه. ولكن هذا الاستمرار مرحليّ، فلا نظام ظالم يبقى قائم إلى أبد الآبدين، والقضيّة قضية وقت".

أمّا في ما يخصّ الولايات المتحدة، يؤكّد الأسعد أن "أميركا بلد عظيم جداً" ولديه علاقات قويّة معها سواء مع المجتمع المدني أو الكونغرس، و"احترم هذا البلد النموذجيّ، الذي يظن البعض أنّ هناك غرفةً في واشنطن مغلقة وهي التي تخلق كلّ المؤامرات التي تحصل في العالم، ولكن هذا جهل وبساطة".

وردّاً على سؤالٍ حول اتّهام كلّ معارضٍ شيعيّ بأنّه عميل لأميركا، يقول الأسعد "جرت العادة السخيفة غير المنطقيّة على اعتبار أيّ شخصٍ، تحديداً من الطائفة الشيعيّة، لا يريد حمل السلاح ويردّد الكذبة الكبيرة المسمّاة بالمقاومة وهي في الحقيقة مقاولة، أنّه عميلٌ أميركيّ، صهيونيّ، وإسرائيلي".

تعليقات: