واقع ملف منطقة العرقوب وحاجاتها ووضع مزارع شبعا

مضادات الجيش اللبناني
مضادات الجيش اللبناني


الجنوب يخطف الأضواء وسط تساؤلات عن إمكانية هروب "إسرائيل" من مأزقها الداخلي

قوات الإحتلال تنفذ مناورات وطيرانها يخترق الأجواء وقادة المقاومة "يحتاطون" من إستهدافهم

خطف الجنوب مجدداً الأضواء وإهتمام المسؤولين اللبنانيين المشغولين في مواكبة الإتصالات واللقاءات الجارية محلياً ودولياً، للتوصل إلى "توافق" أو "تسوية" أو "تفاهم"، فيما يتعلق بالإستحقاق الرئاسي، مع إقتراب موعد الجلسة البرلمانية الإثنين في 12 تشرين الثاني الجاري·· وقد برزت تساؤلات كثيرة وخطيرة، هل بات الجنوب على فوهة الإنفجار؟ وهل ستهرب "إسرائيل" من مأزقها الداخلي إلى مغامرة جديدة في ظل أجواء الحرب الملبدة التي تسود المنطقة مع الأزمة الأميركية في العراق، وملف إيران النووي، والمشاكل التركية - الكردية، والتهديدات المتواصلة لسوريا، الإضطرابات في باكستان، والحصار في فلسطين، والإعتداءات المتواصلة على غزة والتهديد بإجتياحها مجدداً··

الواضح أن وضع الجنوب خطير ومقلق على غير العادة، وخلافاً لما هو منظور على الأرض، ذلك أن مصيره ومستقبله مرتبط إرتباطاً وثيقاً بكل هذه التطورات، وسط الإصرار الأميركي - الإسرائيلي على نزع سلاح المقاومة بأي طريقة من الطرق، وخصوصاً مع عدم التوافق اللبناني على هذا الأمر، أو حتى طرحه الآن، على إعتباره خطاً أحمراً ولحثه ليتم في إطار إستراتيجية الدفاع عن لبنان فقط··

وفيما كانت الأنظار شاخصة إلى العاصمة بيروت وبعض دول الجوار، وصولاً الى فرنسا التي شهدت لقاءات وإتصالات عنوانها الإستحقاق الرئاسي اللبناني، توقف المراقبون بإهتمام بالغ أمام ما يعيشه الجنوب من هدوء يخفي توتراً، حيث بدأت قوات الإحتلال الإسرائيلي بإطلاق التهديدات تلوى الأخرى بالقيام بعدوان جديد، مع إتهامات متواصلة للمقاومة، بتهريب السلاح حيناً، والتزود بالصواريخ بعيدة المدى حيناً أخر، حيث باتت قوتها أكبر من السابق بثلاث مرات، وبالتشويش على أجهزة الخليوي، وصولاً إلى تنفيذ مناورات حية في الجولان السوري وأصبع الجليل في رسالة تهديد مباشرة، والتي قابلها "حزب الله" بمناورة هي الأكبر منذ تأسيسه، والأولى منذ عدوان تموز في العام الماضي، لإظهار مدى جهوزية المقاومة لصد أي مؤامرة إسرائيلية·

وترافق هذا التوتر مع تواصل الإعتداءات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية من خلال الخروقات الجوية المتواصلة وعلى علو منخفض، حيث كان لافتاً خلال الأيام الأخيرة التحليق الكثيف لطائرات الإستطلاع بدون طيار (أم·ك·)، والمخاوف من قيام "إسرائيل" بإغتيال أحد قيادات المقاومة، مما إضطررهم إلى الحد من تحركاتهم، وإتخاذ المزيد من الإحتياطات الأمنية لإفشال أي محاولة إسرائيلية، خصوصاً أنها ترافقت مع تشويش إسرائيلي مستمر على الأجهزة اللبنانية سواءً على محطات التلفزة أو الإذاعات وحتى أجهزة الهاتف، مما ترك بلبلة وتساؤلات كثيرة··

هذا في وقت كانت فيه القوات الإسرائيلية تحشد جنودها على الحدود الدولية مع لبنان في الجنوب، حيث أفادت التقارير الميدانية أن "إسرائيل" وزعت وحدتها العسكرية في مواجهة الأراضي اللبنانية من الناقورة غرباً حتى مزارع شبعا المحتلة شرقاً، حيث شوهدت عشرات الآليات العسكرية من الجانب الإسرائيلي مع أفراد طواقمها وهم في حالة عالية من الإستعداد إلى جانب ناقلات جند مدرعة·

وقد أثار الموضوع التي أثارته "اللـواء" في عدد "لـواء صيدا والجنوب" الأسبوع الماضي حول مزارع شبعا، ونشر وثائق تؤكد إمتلاك الأوقاف الإسلامية السنية لـ "مزرعة مشهد الطير" كبرى مزارع شبعا، وتعود الى العام 1944 - أي قبل الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين، إهتماماً لدى الأوساط السياسية اللبنانية، التي رأت ضرورة أن يتم حسم مصيرها كي لا تبقى نقطة خلاف مع الأحاديث المتزايدة عن "سيناريو" لوضع المزارع تحت سلطة الأمم المتحدة ريثما تحل مشكلة ترسيم الحدود فيها·

مناورة "حزب الله"

وفي خطوة لافتة هي الأولى منذ تأسيس "حزب الله" وبعد عدوان تموز أجرى "حزب الله" مناورة كبرى دون إستخدام الأسلحة والذخيرة الحية، وذلك رداً على المناورات الإسرائيلية في الجولان ثم الجليل التي جرت منذ عدة أيام·

ووفق المعلومات فإن المناورة إستمرت 3 أيام متتالية وأشرف عليها الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، وشاركت فيها مختلف وحدات الحزب العسكرية والأمنية·

وقالت مصادر مقربة من المقاومة أنها "جاءت بعد تعاظم التهديدات الإسرائيلية دون أي رادع دولي، وإمكانية الإقدام على مغامرة عسكرية جديدة غير محسوبة، بعد الفشل الذريع في عدوان تموز من العام الماضي، ولاعادة الهيبة إلى أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وهدفت الى معرفة مستوى جهوزية المقاومة لصد مثل هذه المغامرة، مع الأخذ بعين الإعتبار التغيرات التي حصلت على الأرض لجهة إنتشار قوات الطوارئ الدولية جنوب نهر الليطاني والجيش اللبناني على طول الحدود الدولية، وصولاً إلى سد الثغرات التي وقعت فيها المقاومة في الماضي"·

ورأت مصادر سياسية جنوبية "أن هذه المناورة التي لم يعلن عنها حتى الإنتهاء منها، وأنها مثابة رسالة عسكرية وسياسية للعدو والخارج الدولي، وليس للداخل اللبناني، بأن المقاومة أقوى مما كانت عليه سابقاً، وهي لن تتنازل عن حقها في الدفاع عن أرضها وسلاحها طالما هناك إحتلال وأسرى في السجون الإسرائيلية"·

ووفق ذات المصادر، فإن هذا لا يعني أن الحرب قادمة أو على الأبواب، وإنما جزء من "المفاجأة" الكبرى التي تحدث عنها السيد نصر الله·

وتركت هذه المناورة تساؤلات عديدة لدى قوات الطوارىء الدولية، التي لاحظ ضباطها وجنودها حركة لافتة وغير إعتيادية للمقاومة دون أن يكتشفوا الأمر، وأدركوا أن لدى الحزب أمراً ما، ولم يكن بالإمكان مشاهدة أي عناصر مسلحة·

وتزامنت هذه المناورة مع تحليق كثيف للطائرات الحربية الإسرائيلية، التي شنت غارات وهمية فوق معظم المناطق الجنوبية ولطائرات الإستطلاع، التي يبدو أنها لاحظت حركة غير إعتيادية، فكثفت تحليقها مبنية على معلومات إستخباراتية ودولية·

وخلصت المناورة الى كلام السيد نصر الله أعرب فيه عن أمله "أن يفهم العدو والصديق أن جهوزية المقاومة كاملة لمواجهة كل أنواع التهديدات الإسرائيلية"·

وكان قد سبق المناورات المتبادلة، إتهام "إسرائيل" للمقاومة بالتشويش على الهاتف الخليوي الإسرائيلي، وبأنه يشكل تهديداً لحياة سكان المستوطنات الشمالية القريبة حتى الحدود اللبنانية رغم كل الهدوء السائد على الجبهة· وأكد مسؤول كبير في قيادة المنطقة الشمالية بعد مراجعات المستوطنين، بأن هناك جهات لبنانية تحاول التشويش على إستقبال أجهزة الخليوي دون إستبعاده "حزب الله"·

إستمرار الطوارىء بمهامها

ورغم كل ذلك، واصلت قوات الطوارئ الدولية مهامها، وتفقد رئيس الخلية الإستراتيجية العسكرية في غرفة العمليات التابعة لليونيفيل الجنرال الفرنسي برونو نوفو يرافقه نائب القائد العام للقوات الدولية في الجنوب البريغادر جنرال جاي براكاش نيهرا، وكبار الضباط الدوليين مقر قيادة "اليونيفيل" في القطاع الشرقي - سهل البلاط، معرباً عن تمنياته "أن يحل السلام في هذا البلد الجميل، وأن رجال القبعات الزرق هم حماة سلام في إطار مهمة محددة لإستعادة الأمن والإستقرار في هذه المنطقة"·

وتزامنت هذه الجولة مع تكريم عناصر الكتيبة الهندسية "البرتغالية" وعددهم 141، حيث قلدهم القائد العام لقوات "اليونيفيل" الجنرال كلاوديو غراتسيانو أوسمة السلام، باحتفال أقيم في مقر الكتيبة في بلدة شمع، مؤكداً "أن عمل هؤلاء الجنود البرتغال سيبقون شاهداً على حرص بلادهم لنشر السلام في العالم"·· وكذلك مع إنسحاب القوات الإسرائيلية حيث أكد غراتسيانو "أن ذلك لن يغير في الأمر شيئاً، مشيراً الى أنه "قد ينسحب جنود آخرون، ولكن القوات الدولية ستبقى قوية ومتينة وحريصة على تنفيذ مهمتها الموكلة إليها"·

فيما أشار الناطق الرسمي بإسم القوات الدولية باسمينا بوزايان الى "أن المغادرة جاءت وفق ما كان مقرراً كون أيرلندا وفنلندا التزمتا بمهمات حفظ السلام في أماكن أخرى من العالم"·

واللافت أن ذلك تزامن مع مناقشة مجلس الأمن الدولي التقرير السادس للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في شأن تطبيق القرار الدولي 1559 الذي أعده تيري رود لارسن·

على أن الخطير في التقرير، هو التطرق إلى إتفاق القاهرة الذي وقع في العام 1969، والذي سمح للمقاومة الفلسطينية الإحتفاظ بسلاح دفاعي في المخيمات، مع الإشارة إلى تفاقم خط الميليشيات الأصولية في المخيمات بدون خلط الأمور والربط بين السلاح الفلسطيني الفردي والإرهاب، وصولاً إلى طرحه، ومحاولة نزعه دون التوصل إلى حل عادل لقضية اللاجئين، وما يترتب على ذلك من فرض التوطين، على إعتبار أن القوى الفلسطينية مجمعة على مختلف إنتماءاتها السياسية، على أن هذا السلاح فردي ومعنوي ومرتبط بالدفاع عن حق العودة اللاجئين، بينما خلص حوار القوى اللبنانية إلى توافق على سحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتنظيمه داخلها دون المساس بالنسيج الفلسطيني"·

وتساءلت أوساط فلسطينية مسؤولة أنه "كان الأجدر بمجلس الأمن وتقرير لارسن بدلاً من الربط بين السلاح المعنوي والإرهاب المنبوذ فلسطينياً، أن يطالب "إسرائيل" بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وخصوصاً القرار 194، الذي ينص على حق عودة اللاجئين والتعويض عليهم، لأن الإحتلال الإسرائيلي هو أصل المشكلة وليس العكس؟·

أما على المستوى اللبناني، فإن قيادات المقاومة أجمعت على إعتبار "أن هذا القرار 1559 دفن في التراب، ولم يعد له أي معنى في ظل التطورات السياسية والعسكرية، وآخرها العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز من العام 2006، وأن هدف إعادة طرحه الآن، هو الضغط على المقاومة ومعها قوى المعارضة لتقديم تنازلات بشأن الأزمة الداخلية، وتحديداً الإستحقاق الرئاسي بما يرضي الدوائر الأميركية والإسرائيلية"·

وكان لافتاً قيام القوات الدولية بإستخدام طائرات من دون طيار، بعد الموافقة الإسرائيلية، وذلك لحماية جنودها وفق ما أعلنت مصادرها الإعلامية أنه "بسبب الأوضاع المأزومة في لبنان، وتخوفاً من حصول فراغ دستوري وما قد يتتبعه من تداعيات تهدد الأمن والهدوء، فإنها إتخذت الإحتياطات اللازمة لحماية جنودها وابعادهم عن أي خطر قد يمسهم، ومن بينها إستخدام طائرات من دون طيار، كانت قوات الطوارئ إستقدمتها إلى لبنان بعد عدوان تموز وإبان إنتشارها في قرى جنوب الليطاني، إلا أنها بقيت موضبة في صناديق ولم تستخدم بسبب الإعتراض الإسرائيلي"·

مناورات لبنانية - دولية

هذا وقد تواصلت المناورات اللبنانية - الدولية المشتركة، حيث نفذت قطاعات "اليونيفيل" والجيش اللبناني مناورات حية عديدة على طول الحدود الدولية، بمشاركة وحدات المشاة والمدرعات والمدفعية والمجوقلة، التي تركزت عند الناقورة وتخوم مزارع شبعا المحتلة، وصولاً إلى مزرعة المجيدية والعباسية المحاذية للسياج الشائك جنوباً وإلى بلدة الماري وبلدات منطقة العرقوب·

وجاءت هذه الخطوة بعد المخاوف المتزايدة من إمكانية إستهداف قوات "اليونيفيل" مجدداً بعد الهجومين اللذين تعرضت لهما:

- الأول: في 24 حزيران الماضي في سهل الخيام ? الدردارة في قضاء مرجعيون، وأدى إلى سقوط 6 ضحايا وعدد من الجرحى· - والثاني: في 16 تموز الماضي، عند جسر القاسمية - جنوبي صور، وأدى إلى تضرر آلية عسكرية دون سقوط ضحايا أو جرحى·

ومما زاد في هذا، ما أعلنت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني عن توقيف شبكة "إرهابية" في الجنوب كانت تخطط لإستهداف "اليونيفيل" مجدداً، وقد تمكنت من إلقاء القبض على عناصرها في إنجاز أمني لافت، بعد إكتشاف خيوط أمنية في التحقيقات لمعرفة واضعي متفجرتي روم وكفرفالوس في قضاء جزين، ومتفجرة القاسمية - شمال صور·

HZ@janobiyat.com

الخروقات الإسرائيلية

وضع لبنان، برسم مجلس الأمن الدولي، 366 خرقاً إسرائيلياً للسيادة اللبنانية والقرار 1701 خلال أقل من 4 أشهر، مطالباً بتطبيق "بقية القرار المتعلق بالانسحاب من شمال بلدة الغجر"· وألقى الضوء على آثار القنابل العنقودية التي خلّفتها إسرائيل في عدوانها على لبنان صيف 2006، وفي الوقت نفسه، طالب سوريا بإجراءات ملموسة "لكي تبرهن عن تعاونها في السيطرة على حدودها من تسلل المسلحين وتهريب السلاح إلى لبنان"·

فقد بعث مندوب لبنان الدائم في الأمم المتحدة نواف سلام، رسالة إلى المجلس في شأن تطبيق القرار 1701، ذكر فيها "أن التعاون بين الجيش و"اليونيفيل" يتعزز يوماً بعد يوم في منطقة جنوب الليطاني، وقدّم لائحة بـ290 خرقاً إسرائيلياً جوياً و24 بحرياً، و52 برياً بين 14 حزيران و10 تشرين الأول"·

ولفت إلى "أن الخروقات لا تقتصر على الخط الأزرق والقرار 1701، بل تمتد لتطال كل قرارات مجلس الأمن السابقة"، مشدداً على "أن لبنان لا يسعه تحمل الخروقات لأراضيه تحت أي ذريعة كانت· وطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية من شمال الغجر من دون شرط أو تلكؤ، على أن يحل الجيش اللبناني محلها"·

القنابل العنقودية الإسرائيلية تحصد 280 ضحية

مع الإحتفال باليوم العالمي للتحرك ضد القنابل العنقودية (5 تشرين الثاني) تبين أن هذه القنابل حصدت منذ عدوان تموز 2006 ولتاريخه أكثر من 280 ضحية بينهم 70 طفلاً، ولا يزال هناك أكثر من مليون قنبلة منتشرة بين البيوت وفي معظم الأراضي الزراعية، تعرض المواطنين للموت أو الإعاقة مدى الحياة·

فكل إستعمالات القنابل العنقودية، غير إنسانية لهذا صدرت دعوة من "اللجنة الوطنية للتوعية من مخاطر الألغام" الى المجتمع الدولي، لمكافحة القنابل العنقودية، ودعم جهود الحملة الدولية لحظر القنابل العنقودية، حيث تبين أن 70 دولة تمتلك ملايين القنابل منها، وإذا ما إستمر تصنيعها وإستعمالها ستكون النتيجة أكبر كارثة إنسانية على العالم·

تعليقات: