من وحي عاشوراء «2»


دخل علىَّ صديق اليوم المكتب وقبل طرح التحية بادرني بالقول عظم الله أجورنا واجوركم بأستشهاد الإمام الحسين ، لولاه لما كان مسلماً على وجه الأرض ، لا تستغرب ولا تندهش ، صحيح انا " سني " وانت " شيعي " كما أرادوا لنا التسمية ، الحسين لكل مسلم يؤمن بكتاب الله وبرسوله .

واسترسل في القول دون ان يترك لي المجال للحديث او التساؤل وقال :

المسلم ، هو من سلم الناس من لسانه ، المسلم ، اذا لم يكن شيعياً وسنياً ، فهو ليس بمسلم ،

ربما ، لا بل فهمونا خطأ بأن هناك مذهب سني وهو على الحق ، وهناك مذهب شيعي واتباعه كفار ، هكذا أرادوه لنا ، ونحن صمٌ بكمٌ عميٌ ، الواقع ، لو استعملنا عقولنا ، انه لا يوجد في الإسلام مذهب " شيعي " ومذهب "سني " وهذه التسمية خاطئةٌ ، لأن كلمة " شيعي " تعني جماعة او تكتل اوحزب ، وهم يتحزبون لأل بيت رسول الله ، اذاً هذا ليس مذهب ، وكلمة " سني " كما هو مفهوم سنة رسول الله ، والمسلم اذا لم يجمع هاتين الصفتين ليس بمسلم .

هناك صحيح في المسلمين - أطلقوا عليها مذاهب - ولكن الحقيقة ان من ينتمون الى هذا المذهب او ذاك ، فإنهم يؤيدون مجتهدين متفقهين في الدين ، وهناك اختلاف كبير بين هذا المجتهد وذاك ، ولكنهم ، اي اتباع المذاهب الأربعة ، اتفقوا رغم الإختلاف الكبير في الإجتهاد ، على تسمية أنفسهم " سنة " ضد الشيعة ، هؤلاء طبعاً التبع ، ولكن المجتهدون ، ( الحنفي ، المالكي ، الشافعي والحنبلي ) جميعهم تلاميذ الإمام جعفر الصادق إما بالحضور او بمدرسته، اي عنه ، وجميعهم يكنون التقدير والأحترام الى آلِ بيت رسول الله ، ولكن نحن اتجهنا نحو السياسة وليس نحو الدين .

لذلك ، اقول انا مسلم ، حتى أحقق ما أمر الله به ورسوله ، يعني انا متشيع لآل بيت الرسول ، وانا سني ، لأني اتبع سنة رسول الله ، لو عدنا الى العقل ، والى القرأن الكريم ، لندع كل واحد يختار مجتهده ويكون ذنبه على هذا المجتهد ، وليحترم بعضنا بعضاً ، ولا يسفه احدنا الآخر ، ولنكن يداً واحدة ، كما كنَّا على ايام الرسول ، وعلى ايام الخلفاء ، بالرغم من اختلاف الرأي رالرؤوية فيما بينهم إلا انهم كانوا يداً واحدة لحفظ الإسلام وسيرة الرسول .

كلمة اخيرة اقولها ، هل كان الخلفاء ، ابو بكر وعمر وعثمان يكفرون الخليفة عليٌ بن ابي طالب، اذا كان الخليفة عمر بن الخطاب يقول : لولا عليٌ لهلك عمر ، هل يعقل ان يكون اتباع عليٌ كفار في رأي البعض اليوم ؟ اعود لآقول انها السياسة .

ختاماً ، ولا انتظر التعليق منك ، لنحي المسلمون جميعاً ذكر ابن بنت رسول الله وسبطه ومجدد دعوته ( الحسين بن عليٌ ) ( ع ) ، والله لو توحدنا تحت راية الإسلام لنحكم نحن العالم بالعدل ، ولكن من مصلحة الدول الأخرى استمرار خلافاتنا لينهبوا خيراتنا واراضينا .

هذه مناسبة عظيمة ذكرى استشهاد الحسين ( ع ) لنتوحد ، ولننشر العدل الإسلامي الذي دعا اليه الله في رسالته الى نبيه محمد بن عبدالله ( ص ) ، دعوة خالصة من مسلمٍٍ لنعود الى الله .

كلمة اقولها دون تعليق على كلام صديقي : السلام عليك ياسيدي ومولاي يا ابا عبدالله الحسين ، يا رافع كلمة الحق في وجه الظلم والطغاة ، ما احوجنا سيدي إليك اليوم ، بعد ان طغى الكفر والفجور والظلم وارتكاب المجازر بأسم الدين .

سلام الله عليك ياسيدي ، والسلام على حفيدك مخلص هذه الأمة ، عجل الله فرجه .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

من وحي عاشوراء «1»

من وحي عاشوراء «2»

تعليقات: