وقف أشغال «بوابة فاطمة» في انتظار تذليل الشروط الإسرائيلية

 بوابة فاطمة
بوابة فاطمة


مرجعيون:

أدى الاعتراض الإسرائيلي على الأشغال الجارية قرب «بوابة فاطمة» في بلدة كفركلا إلى وقف أعمال المرحلة الأخيرة من بناء الرصيف التجميلي، التي باشرتها «الهيئة الإيرانية للمساهمة في إعمار لبنان» قبل ثلاثة أيام، وذلك بناءً على تمنٍّ من الفريق الدولي، الذي تعهد للجانبين اللبناني والإسرائيلي، ببناء جدار إسمنتي واقٍ بارتفاع 100 سم، يشكل حداً فاصلاً على الخط الأزرق بين الأرض العازلة المزمع إنشاء الحديقة التجميلية عليها مع السياج الإسرائيلي الشائك، بطول 150 متراً، إلى الشمال من بوابة فاطمة.

ولليوم الثالث على التوالي، عُقد لقاء دولي - لبناني على الحدود عند بوابة فاطمة، في التاسعة والثلث من قبل ظهر أمس، بحث مسألة الاعتراض الإسرائيلي، وضم رئيس أركان «اليونيفيل» الجديد الجنرال الفرنسي دو ويلمونتX.de WOILLEMONT، رئيس جهاز الارتباط في «اليونيفيل» الكولونيل توماس سينون T. SEIGNON، ضابط الارتباط في «اليونيفيل» المكلف متابعة الموضوع الميجور الغاني آغبيكي، وضباط من الوحدة الإسبانية العاملة في إطار القوات الدولية المعززة، وقائد القطاع الشرقي في جهاز الارتباط مع «اليونيفيل» العقيد الركن ادوار عقيقي وضباط لبنانيون.

وقد تفقد الضباط اللبنانيون والدوليون موقع الأشغال عند الرصيف الملاصق للسياج الحدودي، وعاينوا النقاط الأربع التي اعترضت إسرائيل عليها؛ وتتركز فحوى الاعتراض الإسرائيلي على الأشغال التي تتم في نقاط لصيقة بالسياج التقني، حيث تنهال الحجارة والأتربة عليه، فتتسبب بتعطل إشارات أجهزة التحسس الألكتروني المنصوبة عليه، مما يحتم وجوب الابتعاد قرابة المتر ونصف المتر عن السياج الحدودي كما هو متفق عليه حدودياً. ثانيها، خفض مستوى الأرض في الجانب اللبناني، التي جاوز ارتفاعها في بعض النقاط المتر ونصف المتر، مما يسهل هذا العلو غير الملائم، من أعمال التسلل والقفز فوق الشريط المعدني واجتياز الحدود. ثالثاً، بناء المقاعد والاستراحات الإسمنتية، وسائل اللهو والألعاب الرياضية، في المكان الذي يتم رصفه على شكل أقواس دائرية بمحاذاة الشريط الحدودي، سيخلق جواً مناسباً للاحتكاكات والاستفزازات الدائمة على الحدود، بين المواطنين اللبنانيين والدوريات الإسرائيلية التي تجوب الخط الحدود بشكلٍ روتيني.

والنقطة الرابعة والأهم، تتمثل بضرورة طمر الحفرة الصحية، الواقعة على بعد 100 م شمال بوابة فاطمة، والتي كانت قائمة أساساً في تلك النقطة منذ زمن بعيد، لمنزلين مشادين قرب الحدود، قبل مد شبكة الصرف الصحي في بلدة كفركلا، وتخشى إسرائيل أن تعمد المقاومة من خلالها، إلى حفر نفق عبرها إلى داخل فلسطين المحتلة، للقيام بعمليات ضد الجيش الإسرائيلي. لكن وحسبما أوضح المشرف على تنفيذ الحدائق التجميلية موسى نصرالله، أنه سيتم وضع خزانات المياه فيها، لري أعشاب الزينة والورود وشتول الأزهار التي سيتم غرسها في الحديقة التجميلية بطرق حديثة. لافتاً إلى أن العدو الإسرائيلي قد اعترض لدى قوات الأمم المتحدة على مشروع تحويل المنطقة العازلة في الجانب اللبناني من الحدود إلى واحة خضراء ملونة بالورود والشتول المنوعة.

في هذا الوقت يواصل العدو، تحصين مواقعه الحدودية المتقدمة، استعداداً لحرب محتملة، في تلة رياق المشرفة على مستوطنة المطلة، مستعيناً بالرافعات الضخمة والجرافات العسكرية التي لم تهدأ طوال النهار بتركيز الدشم الإسمنتية وإحاطتها بالسواتر الترابية، في ظل تكثيف الدوريات العسكرية الإسرائيلية على امتداد الحدود الفاصلة، والتقاط الصور للأشغال التي تجري على مقربة من الحدود الفاصلة في الجانب اللبناني، الذي شهد أيضاً حركة نشطة لدوريات «اليونيفيل» والجيش اللبناني.

وسبق لإسرائيل أن اعترضت الصيف الماضي، على أشغال بناء الرصيف الحدودي، وأوقفتها مدة تزيد على ثلاثة أشهر، بعدما شهرت السلاح على العمال، ومنعت استكمال بناء الرصيف، بحجة وجود تعدٍ على الخط الأزرق. وبعد أخذٍ ورد مع قيادة «اليونيفيل»، استؤنفت الأشغال حينها في الرصيف، إزاء إصرار الجانب اللبناني، قبالة «بوابة الجدار الطيب» سابقاً، على أن تقوم قوات الأمم المتحدة لاحقاً وعلى نفقتها، ببناء جدار إسمنتي واقٍ ملاصق للرصيف بارتفاع 40 سم، يشكل حداً فاصلاً على الخط الأزرق مع السياج الإسرائيلي الشائك.

تجدر الإشارة إلى أن حديقة بوابة فاطمة الحدودية التجميلية، ستكون موشاة بالورود والأزهار والشتول المنوعة والشجيرات (نحو 4800 غرسة ورد) ومدها بأعشاب الزينة (الغازون) لتغطي ما مساحته 2000 م2، يتم ريها بوسائل تقنية حديثة، وبناء مقاعد واستراحات من الإسمنت، وأماكن لهو للأطفال وألعاب رياضية، ونصب أعمدة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية، وذلك على امتداد الأراضي العازلة إلى مسافة 550 متراً، بمحاذاة الرصيف، والملاصقة للسياج الحدودي في محيط بوابة فاطمة في بلدة كفركلا الحدودية، وبكلفة تقارب الـ95 ألف دولار أميركي.

تعليقات: