حملات الإنتخابات البلدية تنطلق جنوباً... بإبقاﺀ القديم على قدمه

هل يفسح التحالف المجال لدخول قوى اخرى المجالس البلدية؟
هل يفسح التحالف المجال لدخول قوى اخرى المجالس البلدية؟


بعد ان تمسكت "الترويكا" الانتخابية بضرورة اجراﺀ الاستحقاق البلدي والاختياري في موعده الدستوري بدﺀاً من مرحلته الاولى في الثاني من ايار في محافظة جبل لبنان، وبعد ان وضع رئيس الحكومة سعد الحريري

على الــمــوقــع الــخــاص بـــوزارة الــداخــلــيــة والــبــلــديــات.www elections.gov.lb كل شيﺀ يوحي ان الموقعة البلدية والاختيارية ستبدأ اولــى حلقاتها فــي جبل لبنان. حتى ان وزيـــر الداخلية زيــاد بــارود ارتــأى ان يتوجه الى الناخبين بدعوتهم الى ما سماه "عرسا جديدا للديمقراطية في لبنان مشابها للاستحقاق النيابي الــســابــق". يضيف بـــارود "هناك 952 مجلساً بلدياً وأكثر من 2300 مختار سيحصدون ثقتكم في ربيع" 2010.

ولكن مــا يــذكــره الموقع "عن محاولة ادخال إصلاحات على قانون الا نتخا ب لتحسينه وتضمينه ما يتطلع اليه اللبنانيون، نساﺀ وشباباً، وهم بُناة وأبناﺀ المجتمع المنتج الزاخر بالطاقات" لا يفي بالغرض اذ يعترف الوزير بارود انه "قد يفشل في إدخال بعضها وقد يوفّق في بعضها الآخر، وهو ليس قليلاً". ومع ان اصلاحاته تبخرت في "مقبرة" اللجان النيابية وزواريبها إلا انــه يعد انتخابات عنوانها الحيادية والمهنية وضمان حق الجميع في التعبير عن تطلعاتهم في صندوق الاقتراع.

ومـــــاذا عــلــى صــعــيــد تــحــرك الــمــاكــيــنــات الانــتــخــابــيــة على الارض؟ ، ومـــاذا عــن التحالفات السياسية بين القوى والاحــزاب وتحديداً على صعيد البلديات الــكــبــرى فــي الــجــنــوب؟ . فــي ما يتعلق بالماكينات، اعطت جميع القوى الضوﺀ الاخضر لناشطيها ومنتسبيها لبدﺀ التحرك الفعلي والجدي كل على صعيد دائرته الانتخابية، ان من خــلال دراســة لوائح الشطب وتصنيف الناخبين، وهــذا من مهام فــرق تم تحديد تلك ا لمهمة لها، فيما تتطلع مجموعات اخــرى بمهمة الاعــداد وصوغ التحالفات وعملية التنسيق بين القيادة السياسية والتفاصيل العائلية والعشائرية الخاصة بكل مدينة او بلدة.

يجمع اغــلــب الناشطين في الماكينات الانتخابية من مختلف الاطراف على اعتبار ان للاستحقاق البلدي اسلوبا متمايزا في العمل عــن الانــتــخــابــات النيابية. فهو يــدخــل فــي ادق التفاصيل ولا يمكن ان يسير على وتيرة الاجماع العام او السياسة المشتركة كما يحصل في الاستحقاقات النيابية، فحتى ان مرشحاً واحــداً او خطأ تكتيكياً مــن شأنه ان ينسف تحالفات كانت وطيدة وراسخة حــتــى الامـــس الــقــريــب. ومـــع ان الطابع العائلي بسمات حزبية هو السمة البارزة للانتخابات البلدية والاختيارية إلا ان السياسة لم تترك ارضاً إلا واحتلت فيها حيزاً جغرافياً فحتى ان هناك الكثير مــن العائلات الكبرى والعريقة في العديد من المناطق تشرذمت بفعل تدخل الاحــزاب والتيارات السياسية وباتت رقماً سهلاً في المعادلة الانتخابية بعد ان كانت اختراقها بعيد المنال ويعد من "سابع المستحيلات".

يعتبر ناشطون فــي ماكينة حركة امل في الجنوب "ان ماكينة الحركة بدأت منذ اسبوعين تقريباً بالاستعداد لخوض الانتخابات البلدية في محافظات واقضية الــجــنــوب". يــشــيــر مــســؤول في الماكينة" الى ان العنوان الاساسي الــذي تعمل بموجبه الحركة في هذا الاستحقاق هو الاستمرار على السياسة ذاتها في التحالف مع حزب الله وخوض المعركة بلوائح وخطط وبرامج مشتركة في جميع البلديات الجنوبية، ومع ان المهمة لن تكون سهلة في ظل العقلية العائلية التي لا تزال سائدة في مختلف الــمــدن والــقــرى غير ان هناك قــراراً واضحاً وصريحاً من الطرفين بالسير بالتحالفات الى ابعد الحدود وعــدم الرضوخ لاي عوائق عائلية او غير ذلك".

اما الماكينة الانتخابية لحزب الله والتي تصنف بأنها الانشط بين الماكينات الانتخابية للاحزاب والتيارات اللبنانية، فيسير العمل بها على قــدم وســـاق تحضيراً للانتخابات. ويصف قيمون عليها وضــع الماكينة فــي الــجــنــوب بـ "المرتاح مقارنة بغيرها من الدوائر التي من المتوقع ان تشهد معارك انتخابية قاسية". ويشددون "على متانة التحالف مع حركة امل في هــذا الاستحقاق وذلــك لما فيه كما يقولون" مصلحة وطنية عليا في الحفاظ على وحدة القرار، اذ من شأن ذلك ان يعفي الجنوب من معارك انتخابية كلا الطرفين بغنى عنها".

اما عن الآلية التي من الممكن ان يتبعها الطرفان لضمان مشاركة كل منهما فاشارت مصادر خاصة لـ "صــدى البلد" الى انه من بين بنود التفاهم الحاصل بين حزب الله وحركة امل على صعيد بلديات الجنوب "ابقاﺀ القديم على قدمه في معظم البلديات مع تخصيص نسبة 20% لكل طرف تسمح له بالدخول الى المجلس البلدي الذي يسيطر عليه الــطــرف الحليف، وبـــذلـــك يــضــمــن كـــلا الــطــرفــيــن الــســيــطــرة عــلــى جميع بلديات الجنوب باستثناﺀ بعض البلديات في منطقتي صيدا وجزين، والتي يشكل كــل مــن الــتــيــار الوطني الــحــر وتــيــار المستقبل لاعبين رئيسين على الخريطة الانتخابية لهاتين الدائرتين، واللتين من المتوقع ان تشهدا معارك حامية نظراً لتنوع الخريطة السياسية والطائفية فيهما. اما في البلديات غير المحسومة وغير المضمونة فسيلجأ الطرفان الى التحالف في وجه الاحزاب ان وجدت او العائلات الكبيرة لتضمن بذلك فوزها في مقاعد المجالس البلدية.

وماذا عن المستقلين؟ . مع ان بصيص امل لمحه هؤلاﺀ بامكانية تشكيل لوائح خاصة بهم تضمن لهم المشاركة في صناعة القرار المحلي داخــل نطاق بلدياتهم بعيداً عن الثنائي الشيعي إذا ما جــرى اقــرار مبدأ النسبية في الانتخابات إلا ان عدم تبنيها من قبل مجلس النواب وتطييرها اسوة بغيرها مــن الاصــلاحــات ساهما في ركــود الاستحقاق الانتخابي في الجنوب الى حد كبير. اذ انه وفي ظل الحديث عن قــرار اتخذ بالتحالف بين الثنائي لن ولم يعط اي مجال لأحد باللعب على التنافس الحزبي بينهما وتحقيق ولــو اختراقات طفيفة في ذلك الحاجز الحديدي المتحالف.

النقاط على الحروف بتأكيده "صدقوا ان هناك انتخابات بلدية" في موقف يتوافق مع اغلب الطبقة السياسية غير الميالة للتأجيل كل وفق حساباته، ادارت هذه الطبقة محركات ماكيناتها الانتخابية على مستوى لبنان من دون تمييز بين بلدية وبلدية، ومدينة ومدينة، فهذه الانتخابات بنظر البعض تحمل طابعاً خاصاً قد يكون منها اعادة الاعتبار والثأر من خسارة معتبرة في انتخابات الـ 2009 النيابية.

تعليقات: