انفراط زحلة بالقلب وفتّوش يقود تحرّكاً ضدّ «القوّات

 النائب نقولا فتوش في مجلس النواب (أرشيف)
النائب نقولا فتوش في مجلس النواب (أرشيف)


لم تعش كتلة «زحلة بالقلب» النيابية طويلاً، ولم ينعم النائب نقولا فتوش بحرير رئاسته لها، إذ سرعان ما انفرط عقدها، وهي التي وُلدت لائحةً انتخابية قيصرياً. فالقوات اللبنانية ضربت ضربتها السياسية ـــــ الانتخابية في زحلة، ونجحت مع حلفاء لها في الفوز بالمقاعد النيابية السبعة، واستكملتها بنجاح آخر بعدما التزم النواب طوني أبو خاطر وجوزف صعب المعلوف وشانت جنجنيان بما تعهدوا به أمام قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع قبل الانتخابات الأخيرة، أي الانضمام إلى كتلة حزبه في حال فوزهم الذي تحقق بوجه المعارضة المحلية التي لم تستوعب بعد نتائجها وأسباب السقوط المروّع، ويمكنها حتى الاستفادة من اعتراض بعض أهل بيت لائحة «زحلة بالقلب» ودعم انتفاضتهم على مصادرة موقع زحلة السياسي وإلغاء تمثيلها حكماً على طاولة الحوار الوطني، ولا سيما أن النائبين إيلي ماروني وعاصم عراجي كانوا قد أعلنا انضمامهما أيضاً إلى كتلتي الكتائب اللبنانية وتيار المستقبل. في حين قال النائب عقاب صقر أن النواب الثلاثة الأوَل سيكونون ضمن كتلة «زحلة بالقلب» وتكتل القوات اللبنانيّة في الوقت عينه.

نجاح القوات اللبنانية في تمثيل زحلة من خلال النواب الثلاثة، جاء بعد فشل المفاوضات مع فتوش للانضمام إلى الكتلة القواتية. وتقول مصادر قواتية مسؤولة إن «القوات اللبنانية» تتفهم خصوصية زحلة ومنطقتها، و«هي لا تريد تغييب المدينة عن طاولة الحوار أو مصادرة قرارها السياسي».

تضيف هذه المصادر أن انضمام النواب الثلاثة إلى كتلة «القوات» هو «ترجمة للتوافق والتقارب السياسيين بين الفريقين، فالنواب الثلاثة عندهم توافق عام مع توجهات القوات السياسية الوطنية، وهذا كان مدار نقاش مستفيض ومعمق قبل الانتخابات النيابية مع مرشحين كثر أعلنوا استعدادهم للانضمام إلى كتلة «القوات» في حال فوزهم في الانتخابات أمثال فارس سعيد وميشال معوض وصلاح حنين وإدمون غاريوس وغيرهم من المرشحين. لكن الحظ حالف النواب الثلاثة في زحلة، وجميع قادة المنطقة وفاعلياتها ومخاتيرها يعرفون هذا التوجه العام عند هؤلاء النواب الثلاثة واستعدادهم للانضمام إلى كتلة «القوات اللبنانية».

ويكشف المصدر القواتي أن القوات تطمح إلى «أن ينضم أيضاً النائب نقولا فتوش إلى الكتلة، لكنه أبدى بعض التحفظات، وهذا من حقه، ومن حق الجميع أن يتموضعوا سياسياً».

تغييب زحلة المتوقّع عن طاولة الحوار الوطني بعد انفراط عقد كتلتها النيابية، فتح أبواب الاعتراض الشعبي، أمس، أمام عدد من مخاتير منطقة زحلة يعتبرون في السياسة من المقربين من فتوش ويدورون في فلك القوات اللبنانية وحزب الكتائب. ففي تحرك سياسي هو الأول من نوعه في منطقة زحلة بعد الانتخابات النيابية، حاول بعض مخاتير قرى قضاء زحلة عقد لقاء اعتراضي على انضمام النواب الثلاثة إلى كتلة القوات في منزل مختار بلدة الفرزل، هاني ضاهر، لم يكتب له النجاح بسبب تدخل مناصرين للقوات في آخر لحظة نجحوا في فرط عقد اللقاء الذي لم يشارك فيه سوى 5 من مخاتير قضاء زحلة بعد غياب مخاتير من المدينة، وجهت لهم الدعوة، وقد اكتفى المجتمعون بعد فشل اجتماعهم بتوزيع بيان على الصحافيين خال من أي توقيع أو إمضاء مختار واحد. واستنكر البيان بشدة انضمام النواب أبو خاطر ومعلوف وجنجنيان إلى كتلة القوات اللبنانية، ووصفوها بأنها «خطوة منفردة لا تعبر عن إرادة المخاتير، وإرادة الأهالي في زحلة والبقاع الأوسط الذين أعطوهم أصواتهم من أجل كتلة زحلية بقاعية، ويعتبرون (الأهالي) هذا الانتقال خدعة لتطلّعاتهم وأمانيهم وخياراتهم». ودعا البيان النواب الثلاثة «للعودة إلى كتلة زحلة بالقلب، وممارسة ما وعدونا به بأن يكونوا في خدمة الناس وإلا سنسحب ثقتنا الكاملة منهم، ونحن من مواقفهم براء، ونعتبر ما حصل ضربة قاسية من النواب والقوات اللبنانية لآمال أهلنا لأنهم لم يبقوا لمنطقة زحلة خصوصيتها». هذا البيان رفضت القوات اللبنانية التعليق عليه. وقال مصدر مسؤول إن القوات «لا تستطيع منع الناس من إبداء آرائهم السياسية، والبيان الذي ينسب إلى بعض المخاتير مجرد تفصيل زحلاوي داخلي».

فرعون ممثل الكاثوليك

ترك النائب سعد الحريري أمر التمثيل الكاثوليكي في 14 آذار وطاولة الحوار الوطني إلى «القوات اللبنانية» التي انتهت إلى الآتي:

أولاً: انفراط كتلة «زحلة بالقلب»، ما يمنع على نقولا فتوش ترؤس كتلة تخوّله التمثّل في طاولة الحوار الوطني.

ثانياً: التفاهم مع النائب ميشال فرعون على التعاون الوثيق مع «القوات اللبنانية» مقابل أن يترأس كتلة رباعية في الأشرفية تخوله تمثيلها على طاولة الحوار.

ثالثاً: حسم تمثيل فرعون لطائفة الكاثوليك تحت إشراف «القوات» في الحوار، وإبعاد فتوش «لأنه كان معنا غصباً عنه».

أما في شأن انعكاس كل هذه التركيبة على تمثيل زحلة السياسي والطائفي وخصوصية الحضور الكاثوليكي، فإن «القوات» ترى نفسها مسؤولة عن زحلة من الآن فصاعداً، لأنها موقع متقدم في وجه السوريين، وستتولى الإشراف السياسي والإنمائي فيها بالتعاون مع «المستقبل».

تعليقات: