أهالي القرى جهزوا مدافئهم ولم يشتروا وقودها

نظيف المدافئ وتحضيرها
نظيف المدافئ وتحضيرها


يصف الكثير من اصحاب محطات الوقود في منطقة البقاع الاوسط عملية التزود وملء خزانات محطاتهم بوقود المازوت بالمخاطرة الكبيرة التي يحجمون عن القيام بها »لاسيما أن أسعار النفط تتراجع يوما بعد يوم«. خطوة مردّها إلى تأخر البقاعيين وتمنعهم عن التزود بمادة المازوت، على الرغم من مرور حوالي الشهر على بدء موسم الخريف وهطول الامطار التي تساقطت امس بغزارة في قرى البقاع الاوسط .

خزّانات الوقود في المحطات ومنازل البقاعيين خاوية، بانتظار استمرار انخفاض أسعار النفط. والأهالي الذين يجزمون بان سعر برميل النفط سيتدنى يوما بعد يوم، لم يأبهوا كثيرا للتراجع المستمر في اسعار المازوت، كما لم يشكل هذا التراجع أي حافز لديهم للاسراع بالتمون منه، لاسيما انهم ينتظرون تراجعا جديدا يترافق مع دعم الحكومة اللبنانية لها، متوقعين ان يصل سعر الصفيحة الى ما دون العشرين الف ليرة وحتى الى حدود السبعة عشر الف ليرة.

من هؤلاء نور الضيقة التي تتساءل عن سر فائدة الاسراع بشراء مادة المازوت التي يتراجع سعرها أسبوعا بعد اسبوع.

جرت العادة في السنوات الماضية ان يتمون البقاعيون بمادة المازوت للتدفئة في بدايات شهر أيلول، إلا انه وحتى اليوم ما يزال الاقبال على شراء هذه المادة »ضعيفا جدا« وفق ما يقول سمير صادر صاحب محطة محروقات في زحلة، مشيرا الى ان الاقبال على شراء المازوت لم يتعد هذه السنة ما نسبته العشرة في المئة من حجم مشتريات الاهالي في مدينة زحلة ، علما ان النسبة الطبيعية لحجم التزود بالمازوت لمثل هذه الايام قياسا بالسنوات الماضية تتجاوز الخمسين في المئة.

يذكر انه منذ سنوات يعمد العشرات من البقاعيين الى اهمال مدافئ المازوت، واقتناء مدافئ الحطب التي تلقى رواجا كبيرا، بعد ان وصلت نسبة مبيعات مدافئ الحطب الى مقاربة نسبة مبيعات مدافئ المازوت، وفق ما يقول حسن المستراح صاحب مؤسسة لبيع المدافئ.

بالأمس، وبعد هطول الامطار الغزيرة عمدت بعض ربات المنازل الى نفض الغبار عن مدافئهن وتحضيرها ، وانهمك عمال عشرات محطات الغسيل بتنظيفها. لكنّ شراء المازوت ما يزال مبكرا هذه الايام فالاسعار ما تزال مرتفعة، كما يؤكد مروان أسعد.

حتى اليوم لم تشهد محطات الوقود طلبا من الاهالي على المادة، »الكل ينتظر المزيد من تراجع اسعار النفط ولذلك لم نخاطر نحن في شراء المازوت الذي لن يبادر الاهالي إلى شرائه قبل نهاية الشهر الحالي على الأقل« والكلام لعمار دلول صاحب محطة وقود في علي النهري.

يتشابه كلام دلول مع تبريرات حسن شكر الذي يؤكد وفق »معلومات خاصة« لديه بان الحكومة اللبنانية ستعمد الى دعم المازوت ما سيوفر على ميزانيته اكثر من خمسمائة الف ليرة إذا ما احتسب سعر برميل المازوت بحدود السبعة عشر الف ليرة مقابل ستة وعشرين الف ليرة حاليا .

ما يقال عن المازوت ينطبق على مادة البنزين، فمنذ بداية تراجع اسعار النفط بدأت محطات الوقود بتطبيق سياسة جديدة قضت بشراء كميات قليلة من البنزين حسب الحاجة اليومية لمحطاتها ومبيعاتها، فالكثير لا يشتري »مؤنة الأسبوع« كما يقول نعمة سكاف صاحب محطة وقود على بولفار زحلة الا بعد ان يحتسب الكميات المتوقع بيعها على مدار ايام الأسبوع، حتى لا يتكبد خسائر بسبب التراجع الأسبوعي لأسعار النفط. ويشير الى ان الارباح التي حققها اصحاب محطات الوقود في فترة ارتفاع الاسعار يدفعونها حاليا.

تعليقات: