الخدمات الميدانية لليونيفيل وخططها المدنية عبر CiMiC


بعد إجرائنا التحقيقات ميدانية عن أزمة المياه التي يعاني منها الجنوبيون في منطقة انتشار اليونيفيل، توجهنا إلى قسم التعاون العسكري – المدني للوقوف على طبيعة رؤية المعنيين في هذه القوات إلى فصل الشح وسبل المعالجات والخطط والتقديمات المنفذّة على الأرض.

حطت رحال الجولة مع قسم التعاون العسكري - المدني في الناقورة، في مركز قيادة اليونيفيل، وكان علينا ضرورة الاطلاع على طبيعة عمل هذه المؤسسة في أهم قسم وهو: التعاون المدني – العسكري؛ ومصادر تمويله وميزانيته.

الحاجة الى هذا القسم بدأت عندما دخل حلف الناتو الى البلقان منذ 20 عاماً مع انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، ولقد لوحظ في تلك الدول المنهارة اقتصادياً والمنهكة من التقسيم والحروب الداخلية أن العمل العسكري يجب أن يسير بالتوازي مع المدني منه، وهو قرار دولي بامتياز. هذا ما شرحه الرائد هوراتسيو كراتسولو الرجل الثاني في قسم التعاون العسكري - المدني مضيفاً: "ما أن نضع معداتنا على الأرض حتى نبدأ بالتقييم حول الماء، الغذاء..الخ"، لأنها الاحتياجات الأكثر تأثيراً في القطاعين الشرقي والغربي. وقد ركزنا في تحقيقنا هذا على أزمة المياه في فصل الشح والعطش.

وحول طبيعة معرفة الاحتياجات يقول هـ.كراتسولو: "في لبنان نتوجه الى المختار أو رئيس البلدية أو الى أي شخص يثق به الناس، وتوضح له أننا هنا بناء على طلب من الحكومة، وبناء على قرارات دولية. فنحن هنا كضيوف، والمطلوب منا حماية الناس ودعم الدولة والجيش اللبناني بسبب غيابهم لمدة 70 سنة عن الجنوب، بالإستقرار والأمن ولذا علينا أن نفعل ما بوسعنا ليشعر الناس".

يعمل قسم التعاون في كل كتيبة وحتى في مركز الناقورة مع ضابط ارتباط لبناني يتواجد في المراكز المختلفة كما يرفع في هذه المراكز جميعاً العلم اللبناني، ويتم العمل من خلال اليونيفيل المدني مع القوى المحلية، كما يوضح كراتسولو:" أنا أحضّر نفسي لناحية القانون والعادات والتقاليد والدين والثقافات المتعددة التي تدربنا عليها كخبراء في CIMIC. ثم نجمع الطلبات ونقيم المشاريع لنجد الطرق المناسبة لدعمها، فنحن لدينا الخبراء الذين يأتون معنا من بلادنا وهم مجموعة من الضباط الإحتياط ونسميهم باسم "الخبراء الفاعلون" وهم القادرون على تحديد كيفية وصل المياه أو بناء شارع معتمدين بطبيعة الحال على الميزانية الموضوعة".

قوانين العمل

عند تطبيق العمل يجب أن يراعى ناحيتان، الأولى هي القوانين المحلية، والثاني هو قوانين بلادنا لناحية تسليم نوعية معينة من العمل تتناسب والمواصفات العالمية المحددة في بلادنا، لجهة مراعاة قوانين السلامة العامة والمواصفات العالمية خصوصاً في أعمال البناء في لبنان وهو المعروف بأنه منطقة زلازل وإن كانت بدرجات قليلة. كما أنه لا يمكن العمل مع مؤسسة أو شركة محلية إن لم تكن مسجلة في غرفة الصناعة والتجارة وحائزة على ترخيص من الدولة.

الميزانية

قبل أن تبدأ مهمة أية دولة في لبنان، عليها أن تضع نصب أعينها الميزانية التي ستعمل وفقاً لها:" على الدولة المساهمة في القوة العسكرية أن تقول هذا مبلغ محدد عليّ أن أدفعه الى الجنود، والطعام والكهرباء.. والخ. كما يجب أن تكون هناك ميزانية محددة من أجل CIMIC". وتحت هذا العنوان تبدأ المشاريع المتوسطة والصغيرة، ومن ضمنها تصنف مشاريع المياه في جنوب لبنان والتي تعتبر من أهم وأكبر الحاجات خصوصاً في فصل الصيف حيث تشح المياه في البيوت في بلد يتبرع بمائه الى بلاد في الخارج!!.

المياه

يتحدث كراتسولو بكل وضوح عن مشاريع المياه في لبنان كما قام بتزويدنا بأرقام تفصيلية حول حجم هذه المشاريع:" لقد هدمت الحرب في تموز الكثير من الأبنية المائية وهناك العديد منها الذي تلوث بسبب قصف البنى التحتية وخصوصاً شبكات الصرف الصحي. والحملة حول المنشآت المائية في جنوب لبنان كانت احدى الأولويات بسبب حالتها السيئة جداً، وهذا أمر يتضح للعيان بشكل مباشر. أضف الى ذلك قدم المنشآت المائية التي لم تتجدد منذ العام 1975. في البداية تحدد الحاجات الأساسية، الشرب، الطعام، الدواء وثم الإقتصاد وكل يعتمد على حجم الدمار، في لبنان توجد بعض البنى الأساسية والمنشآت وليس كما السودان، حيث كان يجب فعل كل شيء.

مشاريع المياه والتي تعتبر العامل الأهم في الجنوب، بالرغم من وفرة المصادر، هناك شح في تسهيل وصول هذه المادة الحيوية الى البيوت، ويعتمد الناس على تجميع مياه الأمطار من أجل الشرب والإستخدام اليومي، في منطقة تعج بالأنهار السريعة والغزيرة. غير أن مشاريع المياه تحتاج الى قرار سياسي حاسم للبدء بها وهي مشاريع تأخذ وقتاً طويلاً وجهدأً وميزانية كبرى للتنفيذ يقول كراتسولو:" علي أن أكون واقعياً، واذ بدأت عملاً عليّ أن أكمله. وهناك بعض المؤسسات غير الحكومية والتي لديها الميزانية والوقت لتقوم بأعمال كهذه. المشاريع الصغيرة والتي تتناسب مع مدة تواجد الكتيبة تكون عادة ناجحة. فعلى سبيل المثال لا يمكننا أن نعبّد جميع الطرقات، لأنه عمل مناط بالدولة، غير أننا نحاول أن ندعم مشروعاً صغيراً ليصبح اشمل وأكبر، وفي كل الأحوال فإن عملاً كهذا يعتمد على القرار في قيادة الأمم المتحدة في نيويورك".

تنسيق وليس جمعاً

كما انه يجب الإنتباه الى أن الفرق العسكرية المختلفة لا تتشارك الأموال لتضعها في سلة واحدة ولكن تتشارك الخدمات التي تقدمها، كل في نطاق عمله. مثلاً اذا كان هناك نقص في الخدمات الطبية أو الأطباء أو خلاف ذلك. وقد تنفذ مشاريع من خلال مذكرة تفاهم مشتركة ما بين أطراف عدة، ومثال على ذلك مشروع الصرف الصحي في تبنين الذي ينفذه كل من الكتيبتين البلجيكية والإيطالية وقسم الشؤون المدنية في اليونيفيل. يقول كراتسولو:" يجب الفهم أن عملنا هو احترام القانون 1701 والمحافظة على النظام واستقرار المنطقة ودعم الحكومة والجيش اللبناني في عمله، ولكن المشاريع الكبيرة هي مسؤولية الحكومة، والحاجة الى مشاريع كهذه تحتاج الى دراسة كبيرة، تماماً مثل بناء محطة للطاقة أو توصيل أنابيب لنقل البترول. نحن نتحدث هنا عن بضع مئات الملايين من الدولارات وهذا يعتمد على قدرات الحكومة. ومن أجل انشاء مشاريع المياه في لبنان علينا أن ندق أبواب السياسيين في أوروبا وغيرها من دول العالم وهذا ليس من ضمن قدرات اليونيفيل وقسم صغير فيها. نحن هذا المستوى الذي يمكننا أن نعمل ضمنه، وأي شيء أكبر من ذلك يجب أن يعتمد على الخبرات اللبنانية".

مصادر التمويل والميزانية القطاع المستهدف نوعية المشروع / التفاصيل الموقع /البلدات الميزانية

الأمم المتحدة

الصرف الصحي تبديل الصمامات، تبديل الأنابيب القديمة، شراء مولدات لضخ المياه، إعادة حفر أبار، محطة إعادة تكرير للمياه، بناء خزانات للماء القليعة، ماري، بدياس، دير عامص، شحور، يارين، عيناتا، رامية، بنت جبيل. 167054$

المصادر الفرنسية

البنى التحتية، الشرب، الري والزراعة مولدات لضخ المياه، تركيب أنابيب للمياه، حفر الآبار، التشجير، إعادة تأهيل خزانات المياه برعشيت، يارون، رميش، شقرا، الطيري، دير كيفا، كونين. 69680.64€

المصادر الإيطالية الصرف الصحي، التعليم، البنى التحتية. شاحنات لنقل النفايات من قرب مصادر المياه، نظام التكرير المياه في المدارس الرسمية، مولدات لضخ المياه، مضخات، إعادة تأهيل مراكز المياه. معركة، قانا، أرزون، طيرفلساي، القليعة، شور، صور، السماعية، طيرحرفا. الشعيتيه. 122387.3€

المصادر الإسبانية وصل مصادر المياه، التعليم تصليح وسائل الري، تصليح محطة لضخ مياه، نظام تكرير المياه، وتركيب خزانات في المدارس الرسمية. أنابيب لتمديد المياه، توصيل المياه بأنابيب من المصادر، تصليح أنابيب الصرف الصحي. المير، عرب اللويزة، القليعة، مرجعيون، الخيام، دبين، العديسة، برحز، دير سريان. طلوسة، صربا. 60367$

المصادر البلجيكية التعليم، توزيع المياه للمدارس تبنين 110$

جدول بمشاريع المياه وتكاليفها والتي قامت بها وما تزال تقوم بها القوات الدولية في الجنوب

المشاريع التي ما تزال قيد الإنشاء

مصادر التمويل القطاع المستهدف نوعية المشروع/ الفاصيل الموقع/ البلدات الميزانية

الأمم المتحدة الصرف الصحي قنوات للري الخيام 9900$

المصادر الفرنسية البنى التحتية والري حفر بئر، إعادة تأهيل خزانات رميش، تولين، قبريخا 155438€

المصادر التركية التعليم مضخات مياه لآبار المدارس عين بعال 4000$

780069.75$ القيمة النهائية للمشاريع 2007-2008

قسم الشؤون المدنية المستحدث، نحن صلة الوصل مع القسم العسكري

المياه حاجة مشتركة بيننا وبين أهل الجنوب

"نحن هنا لتلبية حاجات الناس"! خمس كلمات تتردد في كل مرة نلتقي بها بمسؤول للخدمات المدنية في مؤسسة قوات حفظ السلام، سواء كان هذا القسم مدنياً أم عسكرياً. أما العسكري فهو المتلازمة التي نشأ عليها مفهوم قوة حفظ السلام والذي يعنى بتقديم الخدمات للمدنيين وبناء علاقة جيدة مع الناس المحليين في أماكن عمل القوات. والمهمات المدنية استحدثت في العام 2006 بعد عدوان تموز على لبنان مع القرار 1701 وذلك بسبب ازدياد عديد القوة ومما سينشأ عن ذلك من تعقيدات تحتاج الى تسهيل إجراءات التعامل ما بين الناس والقوى المحلية واليونيفيل فيما بعد.

ريتشارد مورشينسكي، رئيس مكتب الشؤون المدنية لليونيفيل، يشرح عمل القسم الذي استحدث واسباب الحاجة الى وجوده:" أنا هنا منذ العام 1999 فقد كنت في القسم الإعلامي. ولذا أظن بأنني أعرف الناس هنا والصحافة، ولكن بعد أن ازداد عديد اليونيفيل وكبر حجم العمل فيها، كانت هناك حاجة الى توسيع القسم الإعلامي، كما كانت هناك حاجة الى استحداث قسم للخدمات المدنية يكون الوجه المدني لليونيفيل، وكصلة وصل ما بين القسم العسكري والقسم المدني".

لأن هناك أكثر من 12 ألف جندي من قوات حفظ السلام على الأرض في لبنان، وهناك الآليات التي تجوب أرض الجنوب والعائدة لمراكز اليونيفيل على اختلاف أنواعها وهذا ما استدعى وجود جهة تنظم العلاقات المختلفة، يقول مورشينسكي:" هناك حوادث السيارات وهناك القوى المحلية ونحن هنا لنتأكد من متابعة معاملات التأمين وما شابهها.


تعليقات: