الحكومة ومحاربة الفساد

تعهدت حكومتنا الرشيدة محاربة الفساد ، وطبعاً من فيها السابقون والحاليون، هم قمة الفساد، ولأنها لا تستطيع محاربة الفساد تعاقدت مع شركة أميركية تسمى "شركة ماكينزي اند كومباني" لإعداد خطة للنهوض الإقتصادي في لبنان بتكلفة 3'1 مليون دولار ، بالرغم من الإنتقادات والأعتراضات ، ومنهم وليد بك حيث قال:

“ألا يوجد اقتصاديون وكفاءات في لبنان حتى نحضر ماكِنزي؟ هل ماكنزي ستستمع إلى خبرات الشفافية في الإدارات؟”

شركة ماكينزي مشهور عنها أن كل الدول والشركات الكبرى التي أخذت بإستشاراتها الإقتصادية تهاوت وزادت ديونها ومنها من اشرف على الإفلاس ، هل نية الحكومة القضاء على ما تبقى من اسم الدولة ، وبالتالي ينطمر فسادهم ولا من يطالبهم ؟

اللبناني ناجح اقتصادياً وادارياً في اي دولة يتواجد فيها بإستثناء دولته لأنه لم يعط الحظ حتى يظهر قدرته ومقدرته على وضع الأمور في نصابها ، ولكن الفاسدين لا يوافقهم الحق والعمل الصحيح ، حيث لا بيئتهم ، وهم تعاقبوا منذ ما قيل ويقال " استقل لبنان " على الفساد ولن يسمحوا لأي إصلاح سياسي او اقتصادي او كلاهما لأنهما مرتبطان ببعض .

لا شك بأن البعض من رؤوساء الجمهورية حاولوا بناء دولة وجعل المواطنين سواسية أمام القانون إلا أن المفسدين كانوا أقوى منهم ، وهم في العلن أعداء وفي الخفاء يد واحدة متفقين على قسمة الجبنة وعلى اذلال المواطن الراضي والقانع في هذه المذلة .

الدول تراهن على شعوبها اذا ما تعرضت للذل واذا ما تعرض الوطن للخطر ، ولكن المراهنة على الشعب اللبناني الوقوف في وجه هذه الطغمة الفاسدة التي أوصلتنا الى ما نحن عليه ، رهانٌ خاسر .

هذا واقع لا هروب منه ولكن الحقيقة ليس هؤلاء المفسدون في الأرض ، بل الفاسد والمفسد الأكبر هو الشعب تطبيقاً لقاعدة ( كما تكونوا يولى عليكم ) .

نرجع ونقول كما قال الشاعر : إذا الشعب يوماً اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر .

وإذا ما اردنا ذلك لدينا من رجال وخبراء اقتصاديين قد يضعوا خططاً للنهوض في لبنان ليصبح من أغنى الدول واكثرهاً رخاءاً واستقراراً .

لا نريد أن نسمي الأحياء اطال الله في عمرهم ، لكننا نخص بالذكر العالم في شؤون البترول والإقتصاد وعلم الإدارة المغفور له غسان قانصوه تقدم بمشروع لينقذ لبنان عندما كان الدين العام 20 مليار دولار بسداد هذا الدين خلال سنتين دون تكلفة الدولة ليرة واحدة ولكنهم رفضوا .

كل المشاريع التي تقدم بها العالم غسان قانصوه الى العهود من مشاريع كهرباء والطاقة الشمسية والنفايات واستخراج الغاز والبترول كلها على مر العهود لم تجد آذاناً صاغية ، وهذا ما يثبت ما قلناه بأن الفساد منذ ما سمي استقلال لبنان .

ومثال آخر عدم الإتفاق على استخراج النفط والغاز منذ 2011 الى ما قبل ايام حيث اتفقوا على القسمة .

نم ايها الشعب قرير العين ونوم الهنا على إنقاذ اقتصادك من قبل شركة " ماكينزي " .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

تعليقات: