كانت في عزّ فرحتها حين خطف الموت الطفلة إسراء

إسراء ليست الطفلة الوحيدة التي دفعت حياتها ثمناً على طرق لبنان
إسراء ليست الطفلة الوحيدة التي دفعت حياتها ثمناً على طرق لبنان


كانت تلهو امام بيتها في قرية البجعة – عين الذهب حين قررت اجتياز الشارع للتوجه الى منزل الجيران، لينكسر جانحاها بعدما دهستها سيارة لتفارق على اثرها الحياة... هي الطفلة إسراء اسماعيل ابنة الخمس سنوات التي كتب عليها ان تنضم الى لائحة ضحايا الموت على طرق لبنان لا لذنب ارتكبته الا لانها كانت في الزمان والمكان الخاطئين.

لحظة قاتلة

عند الساعة الخامسة من بعد ظهر امس حلّت الفاجعة على عائلة اسماعيل التي كانت تعتقد ان يومها سيمر كالمعتاد، وان صغيرتها التي كانت تلعب امام باب المنزل ستعود الى احضانها، لكن فجأة وقع ما لم يكن في الحسبان، وبحسب ما قاله مختار البلدة فادي الاشقر لـ"النهار": " ارادت اسراء اجتياز الطريق للوصول الى منزل الجيران، وفي تلك اللحظة صودف مرور سيارة يقودها احد ابناء البلدة وهو عضو حالي في مجلس بلديتها، لم ينتبه للطفلة واذ به يدهسها، قبل ان يسارع وينقلها الى مركز اليوسف الاستشفائي، لكن الروح كانت قد فارقت جسدها".

قضاء وقدر

عاجل الموت اسراء وخطفها من بين شقيقاتها الثلاث، ولفت المختار الى انه "عند الساعة الثامنة من مساء امس ووريت الثرى، فالفراشة التي كانت تحلق وتضج بالحياة التحفت التراب، تاركة والديها واقاربها وكل من عرفها في حالة من الحزن الشديد على فراقها المأسوي". واضاف "لم ترفع عائلة اسماعيل دعوى على سائق السيارة وهو رجل ستيني، حيث اعتبرت ان الحادثة قضاء وقدر".

حوادث متكررة

إسراء ليست الطفلة الوحيدة التي دفعت حياتها ثمناً على طرق لبنان هذه السنة، فقد خطف الموت حتى الان عدداً من الاطفال بحوادث دهس مختلفة، فالشهر الماضي كتب على الطفل جواد العيدي (6 سنوات) ان يطبق عينيه للابد بعدما دهسه والده من طريق الخطأ بشاحنته "البيك آب"، لتكون الفاجعة مضاعفة على الوالد، أولاً لفقدانه فلذة كبده، وثانياً لشعوره أنه كان السبب بمقتله. كذلك فارق ابن بلدة برقايل سمير عبيد (9 سنوات) الحياة عندما كان يلهو على دراجته الهوائية أمام منزله حين مرّ ابن الجيران مسرعاً بسيارته، لم يتنبه له، فما كان منه إلا أن دهسه، وغيرهما ممن كتب عليهم ان يلفظوا انفاسهم وهم في عزّ فرحتهم.

تعليقات: