مؤسسة الرؤية العالمية تطلق مرحلة جديدة من العمل التشاركي

مديرة البرنامج لينا أبي رزق
مديرة البرنامج لينا أبي رزق


لينا أبي رزق: محدودية فرص العمل وتصريف الإنتاج يؤديان للهجرة

صيدا: تنمية الريف والمناطق الأكثر معاناة بسبب التهجير وضيق فرص العمل، كانت الرؤية التي عملت عليها العديد من المؤسسات الإنمائية· ولأن "مؤسسة الرؤية العالمية" وضعت نصب أعينها مساعدة أهالي منطقة شرقي صيدا في العودة الى قراهم وبناء منازلهم، واصلت هذا الدور بتقديم العديد من المشاريع الإنتاجية، وصولاً الى دراسة ميدانية توضح احتياجات المنطقة·

وبعد أن إنطلق العمل منذ 10 سنوات باعادة ترميم المنازل، واصلت "مؤسسة الرؤية العالمية" برنامجها التنموي الذي تعددت أوجه الدعم فيه من مساعدة المدارس الرسمية وتأسيس وتجهيز مراكز تربوية وثقافية للأطفال والشبيبة ونوادي وملاعب رياضية وحدائق ومكتبات عامة، واقامة دورات تدريبية حول المعلوماتية واللغات ومهارات التواصل والتطور الفردي· وتوجت المؤسسة عملها بدراسة ميدانية للواقع الإجتماعي والإقتصادي والتربوي الذي تعاني منه المنطقة، وجرى اطلاق الدراسة بحفل أقيم في "دار العناية" في الصالحية ? شرقي صيدا بحضور ممثل محافظ الجنوب العميد مالك عبد الخالق رئيسة قسم الشؤون البلدية والقروية هويدا الترك، ممثل المطران الياس نصار الخوري طوني شلهوب، ممثل المطران =ايلي حداد الأب جهاد فرنسيس، رئيس بلدية عين الدلب المهندس حبيب سميا، رئيس بلدية القرية المحامي مارون ديب، مسوؤل "كاريتاس" في الجنوب الدكتور عبد الله كنعان، ممثل "جمعية مداد" شادي مشنتف وعدد من ممثلي الجمعيات والبلديات والمؤسسات العاملة في شرق صيدا·

"لــواء صيدا والجنوب" التقى مديرة البرنامج لينا أبي رزق، حول واقع المنطقة وسبل تنميتها··

لقد ساهمت "مؤسسة الرؤية العالمية" بدعم أهالي منطقة شرق صيدا، ما هي الأطر التي عملت المؤسسة عليها؟

- بدأت "مؤسسة الرؤية العالمية" تدخلها الميداني في منطقة شرق صيدا من خلال اعادة ترميم المنازل عند عودة الأهالي الى قراها، وتلبية لطلب الأهالي وبسبب نقص الخدمات الانمائية ودعماً لعودة الأهالي اطلقت المؤسسة برنامجها التنموي سنة 1998 ·

وعملت المؤسسة خلال السنوات الماضية مع شركاء محليين في عدد من القرى نذكر منها على سبيل المثال: عين الدلب، القرية، المية ومية، طنبوريت، جنسنايا، حسانية، وادي الليمون، برتي، عين المير، مراح الحباس ولبعا، حيث أقامت مشاريع بالمشاركة مع المجتمع المحلي الموجود فيها من حركات رسولية (ميداد، فرسان، طلائع) ومع الكشافة ومع الكنيسة أو مع البلدية والنادي أو مع اللجان المحلية، فنفذت مع العديد من القرى مشاريع تربوية، صحية واقتصادية تعزز التعاون والترابط بين اهالي المنطقة وتزيد من شعور الإنتماء والحس المدني والوطني·

دعم انماء المناطق

ما هي أبرز الإنجازات التي حققتها المؤسسة خلال الفترة الماضية؟

- دعم برنامج "مؤسسة الرؤية العالمية" في هذه القرى تأسيس وتجهيز 14 مركزاً تربوياً أو ثقافياً للأطفال والشبيبة و5 نوادي رياضية، 8 ملاعب رياضية، 6 حدائق عامة و5 مكتبات عامة، كما دعم أطفال وشبيبة المنطقة في بناء قدراتهم من خلال دعمها أكثر من 70 دورة تدريبية ومخيم كانت تقوم بها كل من هذه الجمعيات أو الحركات بالتنسيق مع المؤسسة، اضافة الى أكثر من 50 دورة تعليمية وتدريبية حول المعلوماتية واللغات ومهارات التواصل والتطور الفردي·

كما دعمت المؤسسة بعض المدارس الرسمية الموجودة في المنطقة من خلال تأمين بعض التجهيزات لمختبراتها والحضانة والملاعب من خلال اعادة تأهيل المدارس وتحديداً بعد حرب تموز 2006 ·

وعملت المؤسسسة مع المستوصفات والمراكز الموجودة في المنطقة على تحسين الوضع الصحي من خلال دعمها انشاء مستوصف طنبوريت وتأمينها الأدوية والمعدات الطبية للمستوصفات الموجودة في بلدات المية ومية ووزارة الشؤؤن في لبعا وكاريتاس ومستوصف برتي ومستوصف دار العناية، ونظمت بالتنسيق معهم حملات توعية ومحاضرات حول الأمراض المزمنة وحول صحة الأسنان ونمو الأطفال ومواضيع أخرى· لقد كان للمؤسسة تدخل بدعم مشاريع انتاجية، ما هي هذه المشاريع؟

- بالنسة لمشاريع زيادة الدخل، جرى في البدء دعم الدورات المهنية التي تنظمها وزارة الشؤون و4 مشاريع ري أراضي زراعية وانشاء حضانة أطفال في المية ومية بهدف خلق فرص عمل، وجهز واعاد تأهيل معصرة الزيتون للتعاونية الزراعية للقرية نفسها· كما دعم المشروع اقامة المعرض الحرفي الدائم crazy touch"، والذي يدعم الانتاج الحرفي لمجموعة من سيدات المنطقة، اضافة الى دعم البرنامج بالتنسيق مع "الإسكوا" وبلدية عين الدلب مشروع زراعة الزعتر لزيادة دخل 7 مزارعين، فضلاً عن دعم المزارعين من خلال مشروع الزراعات العضوية والأشجار المثمرة والأدوات الزراعية وتربية النحل وبعض الحيوانات المنتجة والإرشاد الزراعي· و أخيراً عمل البرنامج على تعزيز التعاون في المنطقة من خلال تأسيس لجان تنمية في كل بلدة، حيث سعى الى تنمية قدرات الأعضاء وشبيبة المنطقة من خلال تنظيم لقاءات فيما بينهم وتبادل أفكار وخبرات التدريب حول التنمية ودور الأفراد في احداث تغيير في مجتمعاتهم، اضافة الى دعم البرنامج نشاطات ودورات تدريبية حول الحوار تجمع شبيبة المنطقة من مختلف الأديان لتدعيم الجسور والعلاقات فيما بينهم·

دراسة ميدانية

اليوم تختتمون دراسة ميدانية عن واقع المؤسسة، لماذا اخترتم هذا الوقت للقيام بالدراسة وليس قبل ذلك؟

- بعد 10 سنوات ارتأى برنامج "مؤسسة الرؤية العالمية" دراسة الحاجات لوضع تقييم عام للمنطقة في سبيل توجيه او اعادة توجيه اولويات العمل في المرحلة المقبلة، والهدف من هذه الدراسة هو تشخيص الواقع الاجتماعي في قرى شرق صيدا، سعياً لخلق حالة من الوعي المجتمعي لمعوقات التنمية، والعمل على اشراك الناس في ايجاد البدائل الملائمة لتطوير وضعهم على كافة المستويات·

وقامت أخصائية التنمية أمل مكرزل دميان بالإعداد والإشراف على هذه الدراسة بالمتابعة من فريق برنامج تنمية شرق صيدا، فشكلت بحثاً منهجياً يهدف الى معرفة واقع المجتمع المحلي، والتعرف على مشاكل واحتياجات وامكانيات وحدود قرى شرق صيدا، حيث أخذت الدراسة بالإعتبار البيئة المحلية بمكوناتها الطبيعية والتنظيمية من بنى تحتية ومؤسسات واماكن عامة وغيرها، فضلاً عن معلومات عن واقع المرأة الاجتماعي، الصحي والتربوي، وكذلك واقع الشباب والمزارعين والوضع التربوي والمؤسسات العاملة في المنطقة·

كما إتبعت الدراسة المنهج التشاركي، كأساس للعمل التنموي، حيث شارك المجتمع المحلي من كل فئاته من رؤساء بلديات، لجان محلية، ممثلي المدارس الرسمية، المؤسسات الإجتماعية، المرأة والشباب في الدراسة، فجاءت هذه الدراسة كملخص لآرائهم وواقعهم الحياتي· الى ماذا خلصت هذه الدراسة، وما هي سبل تطوير عمل المؤسسة مستقبلاً؟

- سلطت الدراسة الضوء على بعض الحاجات المشتركة في القرى، نذكر بعضها:

- الإقتصادي: محدودية سوق العمل الذي يؤدي الى ركود وعدم استثمار في مشاريع تنمي المنطقة وتخلق فرص عمل لجميع الفئات الاجتماعية·

- الشبابي: الهجرة اما الى الساحل واما الى الخارج، قلة توفر وسائل النقل العام، غياب النشاطات التي تجمع الشبيبة داخل القرية ومع القرى الاخرى بهدف خلق نسيج اجتماعي متوازن ومنفتح على الآخر·

- التربوي: مدارس غير مجهزة بالمعدات الملائمة لتنمية الأولاد والشباب وتأمين مستوى دراسي يؤهل الطالب للانخراط بمستوى علمي عال·

- الزراعي: صعوبة تصريف الإنتاج، عدم التنوع في الانتاج، نقص في اليد العاملة وصعوبة الوصول الى الأراضي الزراعية·

- الصحي: غياب الخدمات الصحية الملائمة وصعوبة الوصول الى المراكز الصحية في المدن المجاورة بوقت سريع وكلفة ملائمة·

- البيئي: خاصة تنسيق جمع النفايات وايجاد مكان لجمعها وتدويرها·

وسوف تنظم "مؤسسة الرؤية العالمية" لاحقاً ورشة عمل تدعو اليها الشركاء المحليين لمناقشة عميقة لنتائج هذه الدراسة ولرسم خطة تنموية مستقبلية تجيب على حاجات ومشاكل هذه المنطقة، وذلك أيضاَ من خلال المنهج التشاركي مع المجتمع المحلي·

دورة تدريبية للجان المحلية
دورة تدريبية للجان المحلية


نشاط تربوي وترفيهي للأولاد
نشاط تربوي وترفيهي للأولاد


المعرض الدائم
المعرض الدائم


إعادة تأهيل نادي العرين الرياضي في المية ومية
إعادة تأهيل نادي العرين الرياضي في المية ومية


تعليقات: