الشامة.. من علامة جمالية الى سرطان جلدي!


تحمل الشامة دلالات جمالية عند الكثيرين، يراها البعض علامة فارقة وجذابة، في حين يخافها البعض الآخر ويجد فيها خطراً يُنذر بالسرطان. قام باحثون في #الولايات_المتحدة الأميركية بتصميم أداة جديدة من شأنها ان تكتشف وتحلل الخلايا الصبغيّة السرطانيّة الفريدة – "الميلانوما"، فهل تكون وسيلة جديدة للتشخيص المبكر وأداة دفاعية في المعركة ضد سرطان الجلد؟

قرر العلماء في جامعة ميسوري إكمال تكنولوجيا ناشئة، يُطلق عليها التحليل الطبقيّ – الضوئيّ الصوتي، وهي تقنيّة ضوئيّة متخصصة، كانت تُستخدم لفحص الأنسجة والخلايا بطريقة غير عدوانيّة. وتستخدم الأنظمة الحاليّة تشكيلات الموجات الصوتيّة، يتبعها امتصاص الضوء. واستطاعوا عبر استخدام هذه التقنية الجديدة، تشخيص الخلايا الصبغيّة السرطانيّة، وسرطان الثدي، وخلايا الميلانوما في الفئران، بسهولة وفعاليّة. إذاً نجح العلماء في رؤية الخلايا السرطانيّة غير الموحدة أو المتّسقة، بغض النظر عن أصلها ومنشأها. وبالتالي مساعدة الأطباء على اكتشاف السرطان باكرا.

في هذا الإطار أكدت طبيبة جلد الأطفال رولا دهيبي في حديث الى "النهار" ان "الشامات التي تُولد مع الانسان أخطر من تلك التي تظهر في مراحل لاحقة في حياته، وإمكانية تحولها الى سرطان. وتقسم الشامة الى 3 انواع:

* الشامة الصغيرة : لا تُشكّل خطراً حقيقياً.

* الشامة المتوسطة: نعمل على مراقبتها من وقت الى آخر للتأكد من صحة هذه الشامات.

* الشامة الكبيرة: تزيد نسبة احتمال عالية للسرطان وتتطلب مراقبة مشددة ودائمة.

وتجدر الإشارة الى ان الشامات التي تظهر لاحقاً في حياة الإنسان يمكن ان تتحوّل سرطانا في هذه الحالات:

- التعرض لأشعة الشمس بكثافة.

- اذا جُرِحت.

- اذا تمّ اللعب فيها بغية إزالتها او نزعها".

ويبقى السؤال الأهم: كيف يُمكن التعامل مع هذه الشامات؟ تُشدد دهيبي على أهمية "تجنب الليزر لما يحمله من مخاطر على الجلد. فالليزر هو وسيلة لحرق الجلد ( سواء الشعر /الشريان...)، وخطورته لا تكمن في استخدامه بل في كفاءة الشخص الذي يقوم باستخدام تقنية الليزر. وهنا علينا ان نميّز بينهما، فالليزر الذي يحرق الشامة فقط لا مشكلة فيه، في حين يعتبر الليزر الذي يطاول المنطقة الموجودة فيها الشامة ويحرق الشامة وجوارها خطيراً ويحمل مضاعفات غير مستحبة. كلما كان الليزر دقيقا ومحدودا تقلص خطر الاصابة بأمراض سرطانية جلدية".

لذلك تُحذر طبيبة جلد الأطفال من المعالجة بالليزر في المراكز غير الطبية، وان تكون جلسة الليزر تحت اشرافٍ طبي. ومن سلبيات الليزر انه يترك ندبة او بقعة في المكان، اضافة الى الاصابة بحروق تختلف باختلاف درجة الليزر وقوته. ويبقى الاهم من كل ذلك عدم اللعب بهذه الشامات تفادياً لأي مخاطر جديّة قد يُصاب بها الشخص.

أما عن كيفية تشخيص الشامة والتمييز بين الشامة العادية و"الميلانوما"( نوع من سرطان الجلد) فتُجيب دهيبي:" يتمّ إجراء التشخيص من طبيب الامراض الجلدية وذلك من خلال Dermatoscope الذي يكشف من خلال عدسته المكبرة نوعية هذه الشامة ومدى خطورتها". وتشير الى وجود بعض المؤشرات التي تساعد على معرفة صحة هذه الشامة وأهمها:

* عدم التناظر: اذا كان هناك تباين بين شطري الشامة التي هي على شكل دائرة، أو اذا كانت متمددة من جهة أكثر من الجهة الأخرى، فهذا مؤشر يستدعي القلق.

* الحدود: الشامة العادية يكون محيطها واضحاً ومتناسقاً ، وفي حال لم تكن الحدود واضحة فهي شامة مشتبه فيها.

* تغيّر اللون: الشامة التي يكون لها اكثر من لونين ( الشامة العادية غالبا ما تكون بنية) . اذا لاحظت تغيرا او تعددا في الوانها فهذا مؤشر لضرورة التأكد من صحتها.

* تطور الحجم: عندما تتخطى الشامة حجم 6 ميلليمترات، او اذا كانت تكبر وتتوسع بشكل كبير وسريع، فهذا يعني ان عليك استشارة طبيبك.

يعتبر تشخيص الشامة المرحلة الاولى والاساسية للتأكد من صحتها ، ويكون الإنتقال الى المرحلة الثانية في حال تبين ان هذه الشامة هي بداية سرطان جلدي. وترى طبيبة جلد الاطفال ان العلاج يكون بالجراحة الطبية التي تعتبر سهلة وبسيطة. واذا كانت الشامة في الوجه يمكن اللجوء الى طبيب تجميل او طبيب جلد مراعاة للناحية الجمالية عند الانسان.

وتختم دهيبي بالقول: "لا يسجل لبنان نسبة عالية من الإصابة بالميلانوما، فمثلا لقد عالجت 4 حالات خلال 7 سنوات عمل. وهي نسبة ضئيلة مقارنة بالدول الأخرى. لكن يجب ان نعرف ان المراقبة الجيّدة والتشخيص المبكّر كفيلان بمواجهة هذا النوع من السرطان".


تعليقات: