بـيــن البرازيـل ولــبــنـــان أنــشطة عــلى كــل اـمــستــويـات

مدينة ريو دو جينيرو
مدينة ريو دو جينيرو


بدأت الهجرة اللبنانية في أواخر القرن التاسع عشر بسبب تردي الاوضاع السياسية والاجتماعية في المنطقة، فأخذ اللبنانيون يهاجرون الى مصر والى أبرز المدن التجارية بين اوروبا والشرق الادنى، كذلك الى الاميركيتين الشمالية والجنوبية والى مناطق أخرى في العالم...

يشكّل الانتشار اللبناني اليوم ظاهرة فريدة في تاريخ الشعوب، لأن عدد اللبنانيين والمتحدرين من اصل لبناني في العالم يساوي أضعاف اللبنانيين المقيمين فيه. يذكر أن البرازيل تحتل المرتبة الاولى في هذا المجال، لأن عدد البرازيليين المتحدرين من اصل لبناني فيها يتجاوز الستة ملايين نسمة.

وقد بذلت بعد زيارة الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا داسيلفا الى لبنان في العام 2004 جهود جدية لتطوير العلاقات بين البلدين في المجالات كلها، وكان آخرها توقيع اتفاق للتعاون الاكاديمي في العام الماضي أثناء زيارة وزير التربية البرازيلي، المتحدّر من أصل لبناني، فرناندو حداد الى لبنان، مما أعطى زخماً قوياً لتطوير هذه العلاقة. وفي هذا السياق عُقد في شهر آب الماضي المؤتمر الاول للتبادل الاكاديمي بين البلدين في البرازيل بدعوة من حكومة البلد المذكور، وافتتح في جامعة برازيليا في حضور الوزير حداد وعدد من المسؤولين البرازيليين في مجال التربية والقائمة بالاعمال في السفارة اللبنانية جومانا خدّاج وسكرتير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية البرازيلية روبرتو جاكورابي، الذي أشار الى أن "هذا الحدث هو حدث تاريخي كونه يشكّل بداية لعمل أوسع وأشمل في هذا المجال..."

بعدها قام الوفد اللبناني المؤلف من أساتذة في جامعات لبنانية عدة بعرض لافكاره كل بدوره باللغات الفرنسية والانكليزية والبرتغالية. فتحدّث البروفسور بطرس لبكي من جامعة القديس يوسف عن الاقتصاد وتطور لبنان، والبرفسور ملحم شاوول من الجامعة اللبنانية عن التنظيم السياسي الاجتماعي والديني في لبنان، والأب كرم رزق من جامعة الروح القدس الكسليك عن موضوع التعليم العالي في لبنان، بينما شدّد البروفسور اميل معكرون من الجامعة اللبنانية على أهمية مساهمة لبنان في التطوير الاكاديمي والانساني والعلمي في الحضارة.

أما البروفسور منير بشور فتطرّق الى هيكلية الجامعات في لبنان في مجال الابحاث والتعليم، وعرض البروفسور روبرتو خطلب من جامعة سيدة اللويزة للعلاقات اللبنانية - البرازيلية التاريخية والثقافية والاقتصادية، وتحدث كذلك عن الهجرة اللبنانية الى البرازيل وعن نشاطات مركز دراسات الانتشار اللبناني في جامعة سيدة اللويزة وعن تجمّع الشباب اللبناني الذي يضم اساتذة جامعيين من مختلف دول العالم، والذي يهدف الى تطوير التبادل الجامعي داخل الانتشار اللبناني.

انتقل بعدها الوفد الى جامعة الريو دو جانيرو حيث تابع اجتماعاته ومباحثاته من أجل تحقيق الهدف المرجو من المؤتمر، في حضور عميد الجامعة المذكورة وكبار المسؤولين فيها وقنصل لبنان العام في الولاية المذكورة وبعض ممثلي الجمعيات اللبنانية - البرازيلية هناك، فتطرّق الوفد اللبناني الى المواضيع التي أشرنا اليها سابقاً، وكانت مداخلات لجميع المشاركين البرازيليين بهذا الخصوص، ولاسيما نخبة من الدكاترة البرازيليين الذين شاركوا في المؤتمر... وقد زار الأب كرم رزق والدكتور اميل معكرون جامعة "غويانيا" للهدف ذاته...

ونتج من المؤتمر وضع خريطة طريق للتعاون الاكاديمي بين البلدين وسبل تطويره وتعميقه. ومن الافكار التي عُرضت على سبيل المثال لا الحصر: توقيع اتفاقات من أجل التعاون في كل الاختصاصات والابحاث الجامعية، نشاطات دورية بين مختلف الجامعات بين البلدين، القيام بترجمات للمؤلفات الادبية وتعليم اللغتين العربية والبرتغالية في جامعات البلدين، وضع برنامج أكاديمي يمكّن الطلاب اللبنانيين من الدراسة في البرازيل والطلاب البرازيليين في لبنان وغيرها من الافكار.

ولا بد من التذكير هنا بأن البرازيل قد أدرجت منذ العام 2006 الطلاب اللبنانيين على لائحة المستفيدين من المنح الدراسية التي تقدمها الحكومة البرازيلية الى الطلاب في عدد من دول العالم للتخصص في جامعاتها... وسينعقد المؤتمر المقبل في النصف الاول من سنة 2008 في لبنان لمتابعة المواضيع المطروحة وسبل تطوير الافكار لوضعها موضع التنفيذ...

تعليقات: