أكرم وهناء

هناك كان يقف أكرمُ وبجانبه هناء، ينظران للبعيد، لغروب الشمس
هناك كان يقف أكرمُ وبجانبه هناء، ينظران للبعيد، لغروب الشمس


في الكويت، حيث يعمل الوالد، كانت البداية.

أسرة كالكثير من الأسر التي ضاق بها الوطن الأم، أو كان الطموح لعيش أفضل، فانطلقت في ترحالٍ قريب، مرةً، أو بعيد أكثر الأحيان.

هناك في الكويت، شاء القدرُ أن تكون إبنة بوابة الجنوب "صيدا" لعريسٍ جنوبي.

تناغمت الكلمتان، المعبرتان عن حبٍ، لعروسين في مقتبل العمر (أكرم وهناء) بعد إنهاء الدراسة الجامعية.

أكرم الطَموح المحبُ للزوجة، أصبح أباً وهناءُ أماً، لوجهين واعدين لحياة ملؤها الحنان والعطف والطمأنينة (دانا وحسن).

تنقلت العائلة من دولة إلى أخرى بحسب عمل الأب، الذي لم يهدأ، وأمله تأمين حياة مريحة لعائلته ، حصد نتيجة طيبةً لما خطط له وتعب من أجله.

تزوجت الإبنة (دانا) وكذلك الإبن (حسن) وبدأ أطفالهما يطرقون باب الجدّ والجدّة (أكرم وهناء - أبو حسن وأم حسن) يركضون، يلعبون، يصرخون، يزحفون على الحشائش وقلوب الجميع وعيونهم تلاحقهم أينما اتجهوا مخافةً عليهم من سقطة أو زلة قدم.

حياة واعدة عاشتها العائلة المتماسكة بدعاء جميع أفراد العائلتين الأساسيتين والأقارب والأصدقاء والمحبين.

هنالك من صيدا عبقت في الخيام رائحة أزهار الليمون والأكي دنيا، واختلطت بروائح الزعتر والأقحوان والجوري في سفح تلة حيث البناء الذي يشرف على سهل "مرج وعيون" كسجادة حاكتها أيادي المزارعين حراثة وزراعة، وزاد في جمالها ما أنعم الله سبحانه وتعالى من أنواع الزهور والأشجار.

هناك كان يقف أكرمُ وبجانبه هناء، ينظران للبعيد، لغروب الشمس، لمسحة الضوء المعكوس على صفحة مياه السهل.

أحبّ أكرم وهناء لبنان كثيراً وتنقلا في مختلف أرجائه، أتما واجباتهما الإجتماعية والدينية "حجّا إلى بيت الله الحرام".

ظهر نهار السبت تاريخ 2014/1/11، إنطفأ ضوء مصباح، ولا كل المصابيح في المبنى الذي شيده حديثاً أبو حسن في بيروت!

ليكتشف أبو حسن أن هناءه قد أفل فجأة، صرخ، لطم وجهه، ضرب كفاً بكفٍ، إبتهل إلى الله تعالى أن لا يحرمه منها، ولكن نفذ المقدّر.

ذهبت هناء في رحلتها الأبدية لملاقاة ربّها طاهرة، محسنة، كريمة، خلاقة.. بكاها الأهل والمحبون والمعارف والأصدقاء في الخيام وصيدا وغيرهما، غير مصدّقين الحدث، ساروا خلف نعشها يكبّرون ويذرفون دموع الفراق.

ذهب الوجه الصبوح..

ذهبت اليد المعطاء دون ضجيج وإعلام..

ذهبت قارءة القرآن..

ذهبت التي تساعد بصمت..

ماذا نقول للزوج الحاج أكرم؟

ماذا نقول لدانا وحسن؟

ماذا نقول لأطفالهما وهم ينظرون بتعجب لوجوه الحاضرين والدموع تنهمر من عيونهم، والسكون يخيّم إلا من صوت قارئ القرآن.

سيقول لهم جدّهم الحاج أبو حسن "جدتكم الحاجة هناء كانت جميلة، إبتسامتها لا تفارق ثغرها، محبة، صادقة، مخلصة، أحبتكم صغاراً ولا زالت تراقبكم كباراً من الجنة التي تسكن.

ولكن ماذا يقول للأيتام؟

ماذا يقول لطلاب المدارس؟

ماذا يقول للمرضى؟

ماذا يقول للرياضيين؟

سيتوجه لها بعدة كلمات:

"علمت القليل منك وعلمت الكثير من الناس وهذا أعطاني شيئاً من الصبر والفخر يا حبيبتي. لو نظرتِ إلى عيون أفراد أسرتك وأسرتي والأصدقاء والمحبين، سترين الدموع مدرارةً على الوجنات...

قسي عليّ الدهر، افتقدتك باكرا، لا أعرف ماذا أفعل!

كنتِ مرشدي وكل حياتي، لكن إيماني بالله وبرسوله واليوم الآخر يعطيني القدرة على تحمّل ما حصل لك ولي.

هنيئاً لتربة الخيام التي احتضنتك.


- تعازينا الحارة للحاج أبو حسن ولإبنتكِ دانا ولإبنك حسن ولوالديك وشقيقك وأخواتك وأزواجهن ولجميع الأهل والأقارب والأصدقاء وأهلنا في صيدا والخيام.

- رحمكِ الله يا حاجة أم حسن وأسكنك فسيح جناته وألهم ذويك الصبر والسلوان.

لا يسعنا ‘لا القول "إنا لله وإنا إليه راجعون"

* حسين نعيم خريس - الخيام

--------------- ------------ ---------------

ذكرى أسبوع:

تصادف نهار الأحد الواقع فيه 19 كانون الثاني 2014 ذكرى مرور أسبوع على وفاة المأسوف على شبابها المرحومة

الحاجة هناء نزار قطب (أم حسن حمّود)

حرم الحاج أكرم حسن حمّود

بهذه المناسبة يقام مجلس عزاء حسيني وتتلى آيات من الذكر الحكيم عن روحها الطاهرة عند التاسعة والنصف صباحاً في النادي الحسيني لبلدتنا الخيام.

للفقيدة الرحمة ولذويها الصبر والسلوان.

للتواصل مع أقارب الفقيدة، رقم هاتف الحاج أبو حسن أكرم حمّود: 70/017001

سجل التعازي بالمرحومة الحاجة هناء نزار قطب (أم حسن حمّود)

تنقلت العائلة من دولة إلى أخرى، بحسب عمل الأب، الذي لم يهدأ، وأمله تأمين حياة مريحة لعائلته
تنقلت العائلة من دولة إلى أخرى، بحسب عمل الأب، الذي لم يهدأ، وأمله تأمين حياة مريحة لعائلته


أكرم الطَموح المحبُ للزوجة
أكرم الطَموح المحبُ للزوجة


حياة واعدة عاشتها العائلة المتماسكة بدعاء جميع أفراد العائلتين الأساسيتين والأقارب والأصدقاء والمحبين
حياة واعدة عاشتها العائلة المتماسكة بدعاء جميع أفراد العائلتين الأساسيتين والأقارب والأصدقاء والمحبين


من صيدا عبقت في الخيام رائحة أزهار الليمون والأكي دنيا، واختلطت بروائح الزعتر والأقحوان والجوري
من صيدا عبقت في الخيام رائحة أزهار الليمون والأكي دنيا، واختلطت بروائح الزعتر والأقحوان والجوري


تعليقات: