الدكتور حليم وأمثاله شركاء حقيقيون في عرس التغيير الذي تتواصل حلقاته المدهشة

الأستاذ سعد الله مزرعاني يلقي كلمته في حفل تأبين المناضل الدكتور حليم القسيس
الأستاذ سعد الله مزرعاني يلقي كلمته في حفل تأبين المناضل الدكتور حليم القسيس


يسحرك بطلعته البهية التي تستعيد بالكنية وبالطوية ذكر أولئك الذين ورد وصفهم في القرآن الكريم، فإذا هم لا "يستكبرون".

ويدهشك في إنسانيته وتواضعه وسهره على المكلومين والمتألّمين والضعفاء، فإذا الطب والعلاج في عرفه رسالة لا مجرّد مهنة.

ويبعث في نفسك أعظم الثقة والإيمان بالتغيير وبمشروع التغيير، فإذا هو صاحب قناعة وعقيدة. حاضر صابر مثابر حتى لحظاته الأخيرة. أو ليس هو من أسّس وابتكر العديد من الصيغ الحزبية والاجتماعية والصحية... أو لم يترك بصمات بيضاء في سجلّ هذه البلدة، وهي تخطّ في تاريخ العمل الوطني صفحات العطاء والبذل والتضحية والشهادة. فما أكثر أولئك الذين كانوا لفقيدنا الكبير منارات هدى ونور، وما أكثر الذين كان لهم من ثمّ خير محفّز ومشجّع ومثال. وفي تعاقب الأجيال هذا نحو الحرية والشمس تسطع أسماء الشهداء رفاقه: الدكتور شكر الله كرم وعلي سويد وقاسم باشا ووفيق عقيل وأسعد عواضة وغسان حسان.... كما تسطع أسماء قادة كبار رواد في العمل السياسي أو الاجتماعي أو الأدبي... ممّن تركوا بصمات لا تُمحى في ذاكرة الشعب والوطن.

ويمضي فقيدنا الكبير على مسافة أيام معدودات من انتفاضات الحرية، من ثورات شعبية عاصفة ضدّ القهر والاستبداد والاعتداء على الكرامات والحقوق والأوطان... يمضي دون أن يتمكّن من رؤية الكثير من أحلام حياته وقد تحقق، ومن ثمرات جهده وقد تدفّق في صدور الملايين الهادرة بمطالب الحق والحرية وتقويض عروش الظلم وقلاع التبعية والتخلف والديكتاتورية والاستغلال والحرمان.

نعم إنّ الدكتور حليم وأمثاله شركاء حقيقيون في عرس التغيير الذي نعيش تواصل حلقاته المدهشة، كما كانوا شركاء في عرس التحرير وقد تحققت معجزته على يد أبطال المقاومة الوطنية والإسلامية ضدّ العدوّ الصهيوني ومشروعه الاستيطاني العنصري وضدّ حماته من قراصنة هذا الزمان.

يحلو للبعض من قبيل المبالغة أو الرغبة في الابتكار، أن ينسب ثورات الشعوب لوسائل هذه الثورات لا لأسبابها. للتقنيات لا للمعاناة. ويفوت هؤلاء وأولئك أنّ مسيرة البشرية نحو الحرية والانعتاق والمساواة لم تتوقف يوماً. هل نحن بحاجة اليوم للتأكيد بأنّ الشعوب تمهل ولا تهمل وبأنّ للظلم جولة وللحق ألف جولة!

أما ما يضرب بعض مؤسسات التغيير من رتابة ومراوحة في القديم ومن العجز عن التفاعل مع نبض الناس وخصوصاً الشباب منهم، فذلك أمر تتكفّل به الحياة إذا لم يسارع المعنيون إلى تداركه. وينطبق هذا الأمر خصوصاً على العلاقة مع الشباب الذين هم أكثر من يعاني فداحة الأزمات وعسف الطغاة. لكنّ هؤلاء الشباب والشابات يثبتون اليوم وبحروف عربية ساطعة أنّنا أمة كسائر الأمم في كفاحها من أجل العدالة. أوليست أرضنا أرض الأنبياء المصلحين والحكماء المتفوّقين الذين لم يتردّدوا من دفع حياتهم ثمنا لكلمة حق في حضرة سلطان جائر.

وهل لبنان وشعب لبنان من طينة أخرى. هل بلغ الخداع بنا أن نصدّق الأوهام بوصفها حقائق طبيعية أو جينية. لعلّ تهاوي راسخات السلطات وعتاة السلاطين ما يقدّم أبلغ الأمثلة. فليكفّ أولئك الذين يعملون على تقسيمنا طوائف ومذاهب عن خداعهم، وليدرك شبابنا بأنّه أسير مصالح فئوية لا منظومات قدرية، وليتحرّك لإسقاط الأصنام والأوهام والترهات: ألم يكن صنع التحرير معجزة مَن أدمن، على مدار التاريخ، صنعة الحرية والانفتاح والريادة!

لن يخرج لبنان من مأساة نظامه الطائفي إلا شبابه الذي إذا شاؤوا شاء فيكفّ تجار الطائفية والمذهبية عن إلحاق الأذى والعار بشعب ذاق طعم الكرامة والانتصار.

ستبقى أيّها الرفيق الصديق الذي حياته قصة كفاح وصمود وعطاء، ما بقي في شعبنا توق إلى العدالة وعشق للحرية وللتقدّم.

أما عائلته التي جاهد في سبيل توفير كلّ فرص الأمان والعلم والمودّة لكلّ أفرادها فلها أن تفخر كما يفخر كلّ أصدقائه وعارفيه بسيرته العطرة وذكره الذي ينضح بالاستقامة والإخلاص والكفاح من أجل غد أفضل.

* الكلمة ألقيت في الحفل التأبيني للدكتور حليم القسيس في مركز الطويل في الخيام

ألبومات صور الحفل التأبيني في مركز الطويل

تقرير الإعلامي جورج العشي حول الحفل التأبيني

كلمة المهندس أسعد رشيدي في الحفل التأبيني

كلمة الدكتور كامل مهنا في الحفل التأبيني

كلمة الدكتور ماهر حمزة في الحفل التأبيني

كلمة الأستاذ سعدالله مزرعاني في الحفل التأبيني

مقتطفات من كلمة الاستاذ عزات رشيدي التي القيت في حفل تابين الدكتور حليم القسيس

جانب من الحفل التأبيني للدكتور حليم القسيس في مركز الطويل
جانب من الحفل التأبيني للدكتور حليم القسيس في مركز الطويل


جانب من الحفل التأبيني للدكتور حليم القسيس في مركز الطويل
جانب من الحفل التأبيني للدكتور حليم القسيس في مركز الطويل


جانب من الحفل التأبيني للدكتور حليم القسيس في مركز الطويل
جانب من الحفل التأبيني للدكتور حليم القسيس في مركز الطويل


جانب من الحفل التأبيني للدكتور حليم القسيس في مركز الطويل
جانب من الحفل التأبيني للدكتور حليم القسيس في مركز الطويل


تعليقات: