إلى هاني عساف

جانب من المشاركين في  تأبين الراحل هاني عساف
جانب من المشاركين في تأبين الراحل هاني عساف


في ذكراك يا هاني هل كان لي لأعتقد بأنني سأحضر الى الخيام للتحدث عنك بدلاُ من التحدث معك؟

نحن اعتدنا اللقاء حول قضايا الارض والناس، وكأني بك أحببت أرض الخيام، بمثل انتمائك الى أرض الجنوب، معبر العشق الحقيقي للبنان الوطن، لدرجة أنك تماهيت مع هذا العشق لحد الرحيل وأنت ما زلت في عز العطاء.

إن حقيقة رحيلك يا هاني، بالرغم من مرارتها، وما تركه هذا الرحيل من ألم في نفوس الأهل والمحبين والاصدقاء، هي التعبير عن حقيقة الحياة بتعبير نقيضها: الموت. وموتك يا هاني هو التأكيد على أنك عشت، ولم تعش لنفسك فقط. لقد بدأت حياتك منتمياً الى قضايا الناس. ومع تفتح وعيك إنتميت الى حركة التنوير الجنوبية رداً على الاهمال التاريخي. وأصبح أسمك جزءاً من الهوية التغييرية ليس فقط لبلدتك الخيام، انما أيضاً لكل منطقة جبل عامل.

وما كان من انتسابك يا هاني للجامعة اللبنانية الا تعميقاً من وعيك السياسي، وأصبحت من رموز الحركة الطلابية اليسارية في الجامعة اللبنانية، محافظاً على مبادئك الراسخة في الدفاع ليس فقط عن الجامعة اللبنانية، جامعة كل اللبنانيين، انما ايضاً وعن التعليم الرسمي. لقد ثابرت على الخط الذي طبع صورتك منذ تفتح وعيك، الا وهو التماهي مع المشروع الاشتراكي، معبر الخلاص في اطاره الوطني الديمقراطي في مواجهة التخلف والجهل وكل أشكال العصبيات الطائفية، ونحو مجتمع يضمن تكافؤ الفرص على قاعدة العدالة الاجتماعية المنشودة. ولم يكن دورك في العمل الاجتماعي الصحي والتنموي في النجدة الشعبية اللبنانية على المستوى الوطني العام الا تأكيد على هويتك وانتمائك. ومع انكفاء المشروع السياسي الوطني، وبعد تحرير الجنوب عدت الى بلدتك حاملاً هموم التنمية المحلية والعمل التشاركي على الصعيد المحلي من أجل الانسان والارض.

وعلى امتداد كل هذه السنوات العشر، برز دورك المميز في هيئة تنسيق مرجعيون حاصبيا التابعة لمنتدى التنمية اللبناني. وكنت مبادراً وحاملاً لمشاريع كبيرة وكثيرة، ومتابعاً لكل كبيرة وصغيرة من الخطط التي وضعناها، بدءاً من الاجتماعات المختلفة على كافة الصعد، وصولاً للمراجعات كما لدى المؤسسات الرسمية كذلك لدى الهيئات والمنظمات الدولية. لم تكن مشاريعنا صغيرة، كانت على قد أحلامنا، وما نتعهده في ذكراك أن نعمل لتحقيق ما بدأنا العمل لتنفيذه، وأبرز هذه المشاريع التنموية لقضائي مرجعيون حاصبيا:

1- انشاء فرع للجامعة اللبنانية يكون جزءاً من تنمية المنطقة ومن صمود أهلها فيها.

2- بناء مدينة شبابية تكون ملتقى ليس فقط لشباب المنطقة، انما مركزاً على مستوى لبنان والمنطقة العربية.

3- بدء تنفيذ خطط ملموسة للحفاظ على البيئة عبر الشروع بتنفيذ مشاريع تكاملية بين البيئة والتنمية الزراعية المحلية عبر انشاء مركز للأبحاث الزراعية يكون من أولى مهامه معالجة مشكلة زيبار الزيتون حيث بدأت المرحلة الاولى من هذا المشروع فائق الاهمية بالنسبة لمنطقة مرجعيون حاصبيا.

أجل، نتعهد يا هاني بأن لا نتراجع عن أحلامنا لانها هي أيضاً كانت أحلامك، وموت الفرد لا يستوي الا بانتهاء أحلامه، أما أنت فانك غادرتنا بالجسد، لكننا سنتابع سيرنا وراء أحلامنا المشتركة، وبذلك نوفيك بعضاً من محبتنا لك، لاننا أحياء طالما أحلامنا لم تمت.

أخيراً، أتكلم عنك يا هاني والدمع لا يجرؤ على البوح بظاهره لانك ملأت الدنيا عملاً وأملاً وكأنه لم يكن في حياتك مكاناً للدمع، ذهبت وكأنك العائد، ونحن ننتظر بالرغم من ادراكنا أنك الان في حال من التماهي مع الارض التي تحنضنك، أنك بالتأكيد حاضر معنا بروحك ونحن لن نمل الانتظار.

الدكتور كامل مرقص

* ممثل هيئة التنسيق للأندية والجمعيات في مرجعيون - حاصبيا

(كلمة ألقيت في الخيام في تأبين الراحل هاني عساف)

...

كلمة زياد عبد الصمد في تأبين الراحل هاني عساف في الخيام

كلمة سعيد الضاوي في تأبين الراحل هاني عساف في الخيام

كلمة صباح أبو عباس في تأبين الراحل هاني عساف في الخيام

كلمة وهبي أبو فاعور في تأبين الراحل هاني عساف في الخيام

د. كامل مرقص في تأبين الراحل هاني عساف في الخيام

كلمة جورجيت ابراهيم عسّاف إلى والدها بالمعمودية الراحل هاني عساف

...

خبر "ذكرى أربعين هاني عساف في الخيام"

المزيد من صور حفل تأبين الراحل هاني عساف في الخيام

 الدكتور كامل مرقص خلال إلقاء كلمته
الدكتور كامل مرقص خلال إلقاء كلمته


أهل الفقيد الراحل هاني عسّاف يتقبلون التعازي في ختام حفل التكريم
أهل الفقيد الراحل هاني عسّاف يتقبلون التعازي في ختام حفل التكريم


تعليقات: