هدوء في «الأوسط»... و«اليونيفيل» تلتزم ثكناتها... ومهامها!

جندي لبناني وأمامه آلية دولية بدت عليها آثار رشق الحجارة
جندي لبناني وأمامه آلية دولية بدت عليها آثار رشق الحجارة


بعد مناوشات «الكاميرات والحجارة» في تولين وقبريخا..

الجنوب:

انعكست تداعيات «مناوشات تولين» أمس الاول، بين الأهالي و«اليونيفيل»، سلباً على حركة دوريات قوات «اليونيفيل» المؤللة، التي حدت امس بشكلٍ لافت، من تحركاتها ونشاط دورياتها، فيما حافظت على نقاط تمركزها الثابتة والمعتادة لعرباتها المدرعة على الخط الأزرق، في وقت ساد هدوء حذر القرى الجنوبية، ولا سيما القرى التي جرت فيها الصدامات، في قبريخا وتولين والصوانة في قضاء مرجعيون، حيث أجمع الأهالي على أن استفزازات جنود «الطوارئ» المزوّدين بالكلاب البوليسية، واستمرارهم بدخول الأحياء المأهولة بحثاً عن أسلحة، وتصويرهم الأودية والمنازل، وشوارع القرى والبلدات الجنوبية، أدت إلى حصول ما حصل من مواجهات، أُطلق عليها حرب «الكاميرات والحجارة».

وفيما عزز الجيش اللبناني انتشاره في المنطقة، التزم جنود الكتيبة الفرنسية مركزهم الكبير في برج قلاويه، بعد سحب الآليتين اللتين أعطبتا خلال المناوشات بمواكبة الجيش اللبناني، وتم نقل الجريح اللبناني علي محمود سليمان من قبريخا، إلى مستشفى الشيخ راغب حرب في تول.

وبدا أن ارتدادات إشكالات الثلاثاء الماضي المتنقلة في بعض القرى الجنوبية، على خلفية المناورة الملتبسة الأهداف والتوقيت، لم تنتهِ فصولاً، حيث وقع إشكال جديد، أمس الأول في بلدة تولين في قضاء مرجعيون، بين عناصر دورية مؤللة من الوحدة الفرنسية وعدد من شبان بلدتي قبريخا وتولين، إثر قيام عناصر من الكتيبة الفرنسية بتصوير المنطقة الواقعة بين تولين وقبريخا بواسطة هواتفهم المحمولة وكاميرات بحوزتهم، الأمر الذي أدّى الى محاولة منعهم من قبل الأهالي، فحصل إشكال كبير تطور إلى عراك بالأيدي بين الطرفين، في ساحة تولين، حيث أقدم عدد من الشبان على تجريد عناصر من الدورية من أسلحتهم، بعد قيام أحدهم بإطلاق النار في الهواء لتفريق المهاجمين، الذين طوقوا الدورية، ورشقوا عناصرها بالحجارة والعصي والبيض، ما دفع جنود الكتيبة الفرنسية الى اعتقال أحد المواطنين من قبريخا، بحسب روايات الشهود.

ولدى متابعة الدورية طريقها باتجاه تولين، تعرضت أيضاً للرشق بالحجارة، وتم اعتراضها وتهشيم زجاجا الآليتين الأماميين، بعدما اعتلى متنها بعض الفتية وعبثوا بها بواسطة أدوات حادة حيث تمكنوا من انتزاع رشاش متوسط، فيما بادر الجنود إلى إقفال الآليات من الداخل حيث قبعوا بداخلها في انتظار نجدتهم من قبل عناصر الجيش اللبناني.

وتعرضت ناقلتا جند من نوع «بنهارد» لخسائر وقالت مصادر دولية انه جرح عنصران فرنسيان إصابتهما طفيفة، أحدهما قائد الدورية، فيما قال الأهالي ان شابا لبنانيا يدعى علي محمود سليمان من بلدة قبريخا أصيب بجروح، كما أن الدورية الفرنسية صدمت خلال مرورها عند مدخل قبريخا، سيارة مدنية ودراجة نارية مركونتين إلى جانب الطريق، ما ساهم في إثارة حفيظة الأهالي في ساحة تولين، وعلى مدخل بلدة الصوانة، الذين تجمهروا ورشقوا الدورية الفرنسية بالحجارة.

ولدى تقدم قوة فرنسية للمساندة، تعرّض لها شبان بالحجارة. وبعد الظهر توجّهت إلى تولين، قوة معززة من الوحدة الإيطالية، قوامها عشر آليات، تمركزت على طريق مجدل سلم – تولين.

في هذه الأثناء، تدخّل الجيش معزّزاً وجوده في المنطقة، وعمل على فض الإشكال، وأعاد الأسلحة والهواتف المحمولة الخاصة للجنود الفرنسيين. من ثم عُقد لقاء في تولين بين قائد وضباط الوحدة الفرنسية، ومدير مخابرات الجيش في الجنوب العميد الركن علي شحرور، ومسؤول مخابرات الجيش في بنت جبيل العقيد عدنان غيث، وقائد اللواء الحادي عشر في الجيش العميد الركن صادق طليس، ومسؤول اللجنة الأمنية في «حزب الله» حسين عبد الله، وممثلي الأهالي في تولين، لإنهاء تداعيات ما حصل.

اما الجريح سليمان، فقد روى ما حصل معه وقال: عندما كانت الدورية الفرنسية في قبريخا، تقدمت من الجنود وسألتهم إذا كانوا بحاجة إلى مساعدة، عندها سحبني أحد الجنود الى داخل الآلية وبدأ بضربي، وكذلك بالكاسك (خوذة الرأس). وعند وصولي الى تولين أطلقوا الرصاص، عندها تجمهر الأهالي، وسحبوني وسلموني الى الجيش.

وعُلم ان القائد العام لـ«اليونيفيل» الجنرال البرتو آسارتا، عقد اجتماعاً مغلقاً في قاعدة الكتيبة الفرنسية في دير كيفا، ضمه وقائد القطاع الغربي الجنرال جيوسيبي نيكولا توتا، بحضور عدد من مساعديه، وقائد الكتيبة الفرنسية الكولونيل ريمي كادابو، حيث استمعوا إلى شرح مفصل عن حادثة تولين، والإشكالات التي تتعرض لها الوحدات الدولية في الآونة الأخيرة.

إلى ذلك، أعلن الناطق العسكري باسم «اليونيفيل» الكولونيل ناريش بهات، في بيان، انه «تم اعتراض دورية تابعة لـ«اليونيفيل»، مكونة من آلية عسكرية مصفحة وأخرى خفيفة، من قبل عدد من المدنيين على مسافة نحو 50 مترا شمالي قرية قبريخا، حيث قام المدنيون برشق الدورية بالحجارة، وحصل تلاسن مع عنصر من الدورية يتحدث العربية».

وأضاف: فيما استمر رشق الحجارة، قررت الدورية مغادرة المكان، وخلال ذلك قامت الدورية بصدم دراجة نارية كانت متوقفة في طريق يعترض مرور الدورية، وبعد مسافة قامت مجموعة مكونة من 50 شخصاً بمحاصرة الدورية وأفرغت اطارات سياراتها من الهواء، وقامت برشق الحجارة محطمة زجاج الاليات واستولت على هوائيات السيارات. وعندما حاولت المجموعة الاستيلاء على الاسلحة المحمولة على الدورية قام الجنود باطلاق عيارات نارية في الهواء. وحينها ترجل قائد الدورية من الآلية في محاولة منه للتحدث مع المدنيين، فتعرض له بعض الحشود، وتم نزع سلاحه وأصيب بجروح في جبينه، حيث قام بعض المدنيين بحمايته في منزل قريب.

وذكر أن تعزيزات لـ«اليونيفيل» والجيش حضرت إلى المكان «وقام الجيش باستعادة الأسلحة من المدنيين، وأعاد الهدوء الى المنطقة».

ونقل عن الجنرال أسارتا قوله إنه «من واجب السلطات اللبنانية تأمين أمن وحرية حركة «اليونيفيل»، داخل منطقة عملياتها»، مذكرا بأن مجلس الأمن في قراره الدولي الرقم 1701 الصادر في العام 2007، كان «قد حث جميع الأطراف على الالتزام باحترام سلامة عناصر» اليونيفيل» وتمتعها بحرية تنقل كاملة في منطقة عملياتها».

تعليقات: