الطريـق مـن بيـروت إلـى الجنـوب.. «جحيـم»

الطريق المقطوع وازدحام السير في المقابل (عباس سلمان)
الطريق المقطوع وازدحام السير في المقابل (عباس سلمان)


المتعهد وعد بإنهاء الأشغال الأحد..

اكفهرت وجوه المواطنين المتوجهين إلى الجنوب والآتين منه، أمس، معلنةً امتعاضها وغضبها من ازدحام السير الخانق من جهة الكوكودي - خلدة وطريق الأوزاعي - خلدة، في جوّ قائظ انسحبت حرارته على الناس الذين انهالت اتصالاتهم الهاتفية على مكاتب الأمن الداخلي ووزارة الداخلية، ليسألوا عن السبب المفاجئ في قطع الطريق وعن المدة الزمنية التي سيستغرقها المشروع.

والمشروع، الذي لزمته وزارة الأشغال والنقل العامة لشركة «آراكو للإسفلت اللبناني»، بدأ العمل به مساء الثلاثاء بغية تأهيل نفقي خلدة اللذين يعرّضان المواطنين لحوادث سير قاتلة، على حد قول وزير الأشغال والنقل غازي العريضي لـ«السفير»، الذي استغرب امتعاض «الناس من أمر يحدث في كل دول العالم، مع الإشارة إلى أنني أعلنت عن هذا المشروع أمام جميع الوسائل الإعلامية نهار السبت الفائت».

وفي حين أعربت الشركة الملزمّة أنها تبتغي مدة زمنية لا تقل عن شهر، توصلت وزارة الأشغال ومديرية الأمن الداخلي مع الشركة إلى اتفاق بإنهاء المشروع خلال 15 يوماً، فيما أفاد صاحب الشركة خليل العرب لـ«السفير» أن «طواقم العمل عندنا ستقوم بإنجاز، وهو تسليم المشروع مساء بعد غد الأحد، أي اننا نكون قد أنهينا المشروع خلال 8 أيام فقط».

ولفت العرب إلى أنه في هذه الحالة، يكون نفق خلدة قد أعيدت صيانته على أكمل وجه، عبر أعمال التزفيت، بينما يتم إغلاق طريق خلدة - بيروت من جهة الجنوب، ليستعاض عنها بطريق الشويفات أو الأوزاعي، الأمر الذي سيؤدي إلى انفراج السير مقارنةً بالأيام الثلاثة التي مضت.

بذلك، فإن المواطنين الذين تفاجأ معظمهم، منذ أمس الأول، بازدحام السيارات على طريق المطار – خلدة، والأوزاعي - خلدة، سيتنفسون الصعداء بدءاً من نهار الإثنين المقبل. لكن اليوم الجمعة يعتبر بداية عطلة نهاية الأسبوع، الأمر الذي يؤدي إلى زحف بشري من محيط تلك المنطقة إلى الجنوب، فهل ستمر الأيام الثلاثة «جحيماً» على المواطنين؟

يشير مصدر في الأمن الداخلي، يشرف حالياً على خطة السير ميدانياً، إلى أن معظم الناس قد عرفوا بتحويلة السير الجديدة: وجوب سلوك طريق الأوزاعي، الذي فتح على الجهتين (ذهاباً وإياباً) كطريق يلج إلى خلدة، وبالتالي إلى الجنوب، وضرورة العودة من الجنوب عبر مسلك الشويفات أو نفق خلدة.

ويروي المصدر أن «اليوم الأول كان بمثابة كارثة! إذ لم يبق أحد من المواطنين إلا ووجه إلينا الشتائم، من دون أن ينتبهوا إلى أننا نقوم بواجبنا من أجلهم»، لافتاً إلى أن فائدة انتشار الخبر عند معظم الناس، ستنعكس إيجاباً على انفراج السير اليوم، لأن السبب الرئيسي في الازدحام «الذي واجهنا خلال الأيام الماضية تجلى بوصول السيارات فجأة إلى المنفذ المغلق، ثم التفافهم إلى المنفذ المفتوح».

ويتعاون في خطة السير الراهنة، جرّاء هذا المشروع، كل من مفرزة درك الضاحية ومفرزة درك بعبدا، حيث أُفرز 35 عنصراً و15 دراجاً، بمؤازرة من بلدية المريجة والشويفات، فيما ستعكف الشركة الملزمة بالعمل، لحين انتهاء المشروع، 24 ساعة يومياً بالتنسيق مع وزارة الأشغال العامة والأمن الداخلي.

تعليقات: