استقالة مفاجئة لكمال شحادة من الهيئة المنظمة للاتصالات


الدكتور عماد حبّ الله يتسلم الرئاسة بالإنابة ابتداء من 1 أيار..

في خطوة مفاجئة، أبلغ الدكتور كمال شحادة أمس، فريق عمل الهيئة المنظمة للاتصالات قراره الاستقالة من منصبه كرئيس مجلس إدارة للهيئة ومديرها التنفيذي، وأخذ إجازة غير مدفوعة ابتداء من الأول من أيار 2010، وذلك لأسباب شخصية ومهنية خاصة به.

وأوضح شحادة الآلية المتبعة في حالة تقديم استقالة رئيس أو عضو مجلس إدارة ضمن الأطر القانونية المرعية الإجراء، وذلك عبر وضع الاستقالة بتصرف سلطة التعيين أي مقام مجلس الوزراء، على أن يوافق عليها في الوقت الذي يرتئيه المجلس مناسباً. كما أشار إلى نص المادة 8 البند 3 من قانون الاتصالات 431/2002 التي تنقل صلاحيات الرئيس في حال الغياب أو الاستقالة إلى أكبر الأعضاء سناً، وهو في هذه الحال الدكتور عماد حب الله، الذي يصبح رئيس الهيئة بالإنابة إلى حين صدور مرسوم تعيين رئيس جديد عن مجلس الوزراء.

تأتي هذه الاستقالة ضمن مشهد عام يسمح لمختلف التأويلات، لعّل آخرها اللجنة الفنية التي شكلها وزير الاتصالات الدكتور شربل نحاس لدرس اتفاق الهبة الأميركية لقوى الأمن اللبنانية، علماً أن هذه اللجنة ضمت شخصيات من الهيئة المنظمة للاتصالات، ووضعت تقريراً لم يتفق عليه جميع الأفرقاء السياسيين.

ولكن مصادر في الهيئة مقربة من شحادة، أكدت أن تيار المستقبل لم يضغط على رئيس الهيئة للاستقالة، لا بل كان متمسكاً به حتى النهاية. بمعنى آخر، لم يتم التخلي عن شحادة بسبب اتفاق الهبة الأميركية والتقرير الصادر عن الهيئة الفنية. كما شددت المصادر على عدم وجود خلفيات سياسية، لا سيما لجهة العلاقة ما بين شحادة ونحاس، وراء الاستقالة، مبدية اعتقادها أن الدافع الأساسي يعود إلى عرض مهني مغر تلقاه صاحب العلاقة.

وأمام إصرار شحادة على البقاء بعيداً عن السمع، ستكون هذه الاستقالة مادة دسمة للمعنيين في قطاع الاتصالات خلال الفترة المقبلة، خصوصاً أن أحد العاملين في القطاع الخاص والمقرب من التيار الوطني الحرّ أعلن لـ«السفير» قبل أكثر من شهرين، أن الوسيلة الوحيدة للإسراع في تحرير قطاع الاتصالات سيكون تضحية تيار المستقبل بشحادة. إلا أن هذا التأويل يبقى قابلاً للأخذ والردّ، كون الوزارة ورئيس الحكومة لم يصلا بعد إلى حائط مسدود في ما يتعلق بمستقبل قطاع الاتصالات. ولكن قد يكون شحادة وجد بالاستقالة لأسباب مهنية، طريقة لتفادي أي خلاف سياسي بين الطرفين في المستقبل.

الاجتماع مع الهيئة

وكان شحادة قد أكد في بيان صادر عن الهيئة، على ما أنجزه فريق عملها طاقماً وإدارة على صعيد بناء قاعدة قانونية صلبة لإطلاق عملية إعادة هيكلة قطاع الاتصالات وتطويره ضمن أحدث الأطر التنظيمية، وذلك بالرغم من الصعوبات والتحديات الكثيرة التي واجهتها الهيئة منذ التأسيس حتى اليوم.

ثم تحدثت رئيسة وحدة الإعلام محاسن عجم، باسمها وباسم الدكتور حب الله والمهندس باتريك عيد، شاكرة الرئيس على عطائه الهائل الذي استفاد منه كل فرد من أفراد فريق العمل، والذي سمح لهذه المؤسسة الحديثة العهد بأن تضع تصوراً واضحاً وخطة عمل مفصلة لسبل تطوير قطاع الاتصالات، وكيفية تأمين خدمات أفضل وأسعار أقل للمواطن اللبناني في أقصر فترة زمنية ممكنة. وتمنت عجم على مجلس الوزراء الإسراع في بت هذه المسألة، لجهة تعيين رئيس جديد، معتبرة استقالة شحادة خسارة لكل القطاع العام اللبناني، نظراً لكفاءته ونزاهته.

تعليقات: