سمير القنطار مكرّماً بين رفاق الأسر

سمير القنطار
سمير القنطار


في مثل فجر أمس، قبل 31 عاماً، كان المقاتل سمير القنطار يساق إلى أسره بعدما دخل بزورقه المطاطي مع ثلاثة من رفاقه مدينة نهاريا منفذا عمليته الشهيرة. أمس كان هناك من يتذكر ذاك النهار البعيد.

ففي مقر الجمعية اللبنانية للأسرى المحررين في الضاحية الجنوبية لبيروت كان بانتظار القنطار تكريم لمناسبة مرور واحد وثلاثين عاماً على اعتقاله بحضورمجموعة من رفاقه الأسرى تقدمهم الشيخ عبد الكريم عبيد وأنور ياسين وعباس قبلان إضافة الى ممثلي فصائل فلسطينية ولبنانية تنشط ضمن هيئة ممثلي الأسرى وكان الحضور من «أهل البيت»... زملاء سمير الذين قاسموه سنوات الاعتقال آمالاً وأحلاما ومعاناة فحضر ثلاثة عشر أسيرا محررا كانوا قد أمضوا ما مجموعه مئة وخمسين عاما خلف القضبان.

وتحدث الشيخ عطا حمود رئيس الجمعية اللبنانية للأسرى المحررين مشيدا بصمود الأسرى المحررين مؤكداً على استمرارية القضية ما دام هناك أسير واحد، عربياً كان أو فلسطينياً، داخل المعتقلات الاسرائيلية. كما خاطب القنطار زملاءه مشدداً على التزامه خط المقاومة مطالباً باستخدام كل الوسائل الاعلامية والجماهرية لدعم الأسرى مرجحاً أولوية العمل المقاوم واعتباره الوسيلة الأنجح لتحرير الأرض والأسرى صوناً لتضحيات الشهداء. وبعدها تسلم درعاً تذكارية من الجمعية.

وعن اختلاف اللحظة بين أسره ووقوفه حراً بين زملائه، يقول القنطار: «هناك وقت ثقيل أصبح خلفي، حصلت خلاله أحداث كثيرة وتغيرت أمور عدة». الحرية كسرت ذاك الروتين الممل الذي عاشه سمير فلم تعد هنا الأيام تشبه نفسها. يبدو الشاب غارقاً في المهام فلم يعد يحتسب الوقت، ويبدو كما لو انه غادر نهائيا معتقله ليعود الى ما قبل لحظات أسره مشددا على ان امكانية العمل خارج الاسر متاحة بما لا يقاس مقارنة بالاسر. سمير المصدوم من الواقع اللبناني الذي يعيش على النفاق على حد تعبيره ينتقد المظاهر والشكليات المبالغ بها التي يعيشها المجتمع اللبناني. يطالب بأن يكون المجتمع منضبطاً، وملتزما اكثر لناحية المبادئ. كان يتمنى سمير أن لا يرى انقساما في لبنان بعد الانجازات التي حققتها المقاومة. يستغرب كيف أن البعض وبالرغم من فشل مشروعه الاستراتيجي ما زال متمسكاً بمواقفه القديمة ولم يستفد من تجربته السابقة وظل على عدائه للمقاومة.

هل يدعو هذا للاسف؟ هل نال ذلك من سنوات الاعتقال الطويلة؟ يقدم سمير العزاء لنفسه حين يقول إن اللحظات والساعات والايام والسنوات التي امضاها داخل المعتقل لم تذهب هدرا.. «بل رأيت ارضا محررة وجماهير تلتف حول المقاومة .. جماهير حاضرة بقوة وهي التي تشكل الحصانة الاولى والتي تصون الامانة لما قدمناه من صمود ومن مقاومة».

سمير الذاهب الى عملية نهاريا في مثل أمس، عاد متأخرا بعض الشيء، فقد أمضى تسعة وعشرين عاما في الاسر تضاف اليها سنواته الثلاث حرا في ربوع الوطن. حيويته لافتة وضحكته لا تفارقه، تضفي عليه ارتياحا. أعلن الرجل خياراته وحددها ضمن صفوف المقاومة. هل عدت من عملية جمال عبد الناصر وغادرت نهاريا؟ تسأله فيجيب ضاحكاً: انا دائما في نهاريا.

تعليقات: