السيدة مريم العذراء.. أمٌ تلمّ المسيحيين والمسلمين في عيد البشارة الوطني


يوم جديد أضيف الى سجل الأعياد الوطنية في لبنان بإقرار مجلس الوزاء الخامس والعشرين من آذار او عيد بشارة السيدة مريم العذراء، عيداً رسمياً جامعاً لكل اللبنانيين. العيد الذي لطالما جمع مسيحيي هذا البلد ومسلميه على المستوى الشعبي ، سيكون له هذا العام طعم آخر بعدما اكتسب بالإضافة الى صفته ومكانته الدينيتين طابعاً وطنياً ورسمياً. ولعلّ في تلاقي المسيحية والاسلام ومكانة السيدة مريم في آيات القرآن وإلانجيل ما يجعل من هذا الحدث مناسبة مشتركة موحدة.

يوم البشارة أول الأعياد في الديانة المسيحية من حيث الترتيب او رأسها كما تسمّيه الكنيسة هو يوم خاص للمسلمين أيضاً، لما للسيدة مريم من مقام رفيع لديهم. في يوم الديانتين، تعود العذراء الى بلد العيش المشترك الى لبنان الرسالة لتوحّد لبنانييه الذين ذاقوا لوعة البعد من بعضهم البعض في حروب داخلية وخارجية زادت مسافة الفرقة في ما بينهم .

يترافق عيد البشارة عادة واحتفالات ونشاطات دينية تختلف باختلاف العادات والتقاليد .ولهذا العيد في لبنان خصوصية كونه يجمع ابناءه الى اي دين او طائفة انتموا تحت عنوان السيدة مريم العذراء التي تشكل ملتقى الديانتين المسيحية والاسلام .وفي هذا الاطار تنظم الاحتفالات الدينية والقداديس واللقاءات في المؤسسات خصوصاً في تلك التابعة منها للآباء اليسوعيين من مثل مدرسة السيدة في الجمهور والجامعة الانطونية .هذا وقد اصدر المؤلف الموسيقي نداء ابو مراد عملاً موسيقياً خاصاً بالعيد " في اواخر العام الماضي يحتوي على آيات من القرآن والانجيل وقصائد صوفية مرنمة خاصة.

[شهاب: دفع للامام

اقتراح العيد المشترك لاقى حماسة من اللجنة الوطنية الإسلامية-المسيحية التي رأت ضرورة تحويل هذه المناسبة إلى يوم "وحدوي" بين الديانتين، وباشرت العمل لتحقيق فكرتها من خلال عرضها على رئيس مجلس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، الذي أبدى تجاوباً وطرحها على المجلس في حينه ولاقت قبولاً إلى أن أبصر القرار النور في عهد الرئيس سعد الحريري.ويختصر الأمين العام للجنة الامير حارث شهاب 3 سنوات من الجهد بالقول "ان مريم العذراء عنوان يجمع المسلمين والمسيحيين نظراً الى مكانتها المميزة في المسيحية والإسلام والنصوص التي تدلّ على ذلك عديدة. مع احترام الفرق ومعرفتنا به إلاّ ان المساحات المشتركة تبقى مهمة جدا". ويروي انه" في أحد اللقاءات توجه الشيخ الدكتور محمد النقري الي والى الزميل الدكتور محمد السمّاك في الكنيسة للسعي لدى المراجع الحكومية المختصة في لبنان ليصبح عيد البشارة عيداً وطنياً وبالفعل وجهنا كتابا خطيا بالموضوع الى الرئيس فؤاد السنيورة آنذاك ولاقى استحساناً لديه إلاّ ان الظروف الأمنية التي مرّ بها لبنان آنذاك حالت دون دراسة الطلب، وبعيد تشكيل الحكومة الجديدة وزيارة الرئيس سعد الحريري في السراي فوجئنا بمدى تجاوبه ومن دون اي تحفظ ولم يمض على لقائنا أكثر من يوم ونصف اليوم حتى صدر القرار بإعلان يوم البشارة عيداً وطنياً". ويتمنى ان "يكون إعلان عيد البشارة عيداً وطنياً منطلقاً لدفع كبير الى الامام من دون المس بالعقيدتين الإسلامية والمسيحية اللتين تمتاز مريم العذراء في كل منهما برمزيتها الخاصة. نحن نعي هذه الفروقات إنما نريد ان نركز على ما يجمع والدليل على ذلك يتجلّى خلال الشهر المريمي أي في شهر أيار في مزار سيدة حريصا حيث تتدفق الجموع من مختلف الطوائف والبلدان لزيارة سيدة لبنان".

[الراعي: رباط روحي

يشرح المطران بشارة الراعي ان اعلان عيد البشارة عيداً وطنياً، انما يهدف الى إبراز نقطة دينية تلتقي عليها المسيحية والاسلام في الانجيل والقرآن، هذا فضلاً عن نقاط أخرى عديدة تلتقي حولها الديانتان الكبريان في العالم". ويرى "ان الخطوة تستحق الثناء وهي لا تتسّم بطابع ديني على مستوى العقيدة، بل بطابع الرباط الروحي على المستوى الاخوي في الوطن الواحد. فنظام لبنان متوسط بين التيوقراطية الدينية والعلمنة الشاملة. وبحكم المادة 9 من الدستور، يقدّم لبنان الاجلال لله تعالى، ويحترم جميع الاديان، ويكفل ممارسة شعائرها الدينية وقوانين احوالها الاشخصية. "ويلفت الى ان "في ذلك تأكيدا على حوار الثقافات والاديان، في مجتمع متنوع في الوحدة. وهذه هي رسالة لبنان وحاجة عالم اليوم، في الشرق التيوقراطي الديني، وفي الغرب المتعلمن بالشكل المطلق".

ويعتبر الراعي "أن القرار الوزاري يفتح باباً مهماً نحو ما يجمع بين اللبنانيين وطنياً على أساس القيم الروحية والأخلاقية والثقافية. وآمل ان يتبع ذلك ثقافة مشتركة على المستوى الروحي والاخلاقي والحضاري تكون الاساس لتعميق الثقة والاحترام المتبادلين بين المسيحيين والمسلمين، وللمشاركة المتوازنة في الحكم والادارة، كمسؤولية مشتركة لبناء البيت الواحد".

[النقري: يخدم الوطن

من جهته يوضح الشيخ الدكتور محمد النقري ان "هذه المناسبة الوطنية التي تجمع المسلمين والمسيحيين هي مناسبة البشارة التي حملها جبريل عليه السلام الى سيدتنا مريم". ويتابع" في 25 آذار يجتمع المسلمون والمسيحيون حول السيدة العذراء نظراً الى ما تحمل من معاني الإصطفاء والطهارة والفضل على نساء العالمين. هم يشتركون بمحبتها وبمحبة ابنها السيد المسيح عليه السلام وبالإيمان بالمعجزة التي تلقتها بين نساء العالمين بقدرة الكاف والنون". ويرى ان"هذا الإلتقاء المشترك يخدم الوطن وأبناءه . مبادرة الحكومة اللبنانية رسمت نوعاً جديدا وفريداً من العلاقات الإسلامية المسيحية، لن نعرف أبعادها الإيجابية على حد قول احد المسؤولين السياسيين إلاّ بعد سنين عديدة.لقد أوجد هذا اللقاء ظاهرة ثقافية عالمية جديدة خدمت الإسلام والمسيحية على السواء، وأظهرت بأن المسلم والمسيحي لديهما المقدرة، انطلاقاً من ايمانهما بالله الواحد وبمبادئ دينهما السامية وبمحبتهما المشتركة لسيدتنا وسيدة نساء الكون مريم، على العيش سويأ في وطن واحد يحترم كل واحد منهما دين الآخر ومعتقده. إن هذه الظاهرة التي تجاوزت الوطن وعبرت الحدود لن تروق لعدونا المشترك القابع على حدودنا الجنوبية، فبهذا اللقاء تقويض لما تقوم عليه دولته من حصرية انتماء ابنائها إلى دين واحد هو الدين اليهودي، ودعوته الى عدم امكانية التعايش المتنوع في بلد واحد وهو ما يدعو اليه الإسلام والمسيحية على حد سواء.ويختم "لا شك في أن هذا العيد الوطني الجامع هو باكورة المشاريع الوطنية الجامعة الهادفة الى تأصيل العيش المشترك الإسلامي ـ المسيحي والوصول الى نقطة اللاّ عودة الى الحروب الداخلية والى الفتن والإقتتال في لبنان الذي كان وسيبقى الرسالة الى العالم أجمع".

[شاهين: مريم تقرّب

هكذا هي العذراء مريم ملتقى الديانتين وهي جسر عبور يسلكه معتنقوهما في اتجاه توحّدهم وتقرب القلوب في بلد صغير تميز بين جيرانه بالعيش المشترك والتفاعل بين ديانتين سماويتين كبيرتين. المفاهيم المشتركة بين المسلمين والمسيحيين كثيرة ويكاد يشكل لبنان ساحة متميزة لقيادة الحوار حيث العيش الكريم بينهما ممارسة يومية، فالهدف لبناء علاقات سليمة عمره من عمر وجود الاسلام والمسيحية وبذلك تكون الساحة اللبنانية الأكثر تأهيلاً في صناعة الوحدة الوطنية الراسخة.. إنما هل تطبق هذه المفاهيم المشتركة على ارض الواقع؟ الباحث الدكتور جيروم شاهين يعتبر "ان هذه المفاهيم تطبق الى حد ما . فمريم تقرب الديانتين إنما ما يبعدهما اشياء اخرى متعلقة بالسياسة وغيرها، ونحن نامل ان يتم التقارب على ارض الواقع وتكون المناسبة هذه احدى المداخل الحقيقية اليه".

[حوري: حجر الاساس

قرار اعلان العيد الوطني وإن كان دينيا إلاّ انه صدر عن القيادات السياسية وعلى رأسها مجلس الوزراء وكما رجال الدين فان لاهل السياسة تعليقهم ، وهم وعلى الرغم من اختلاف توجهاتهم وآرائهم في السياسة يتفقون ويجمعون على اهمية هذا الاعلان. وفي هذا السياق يرى النائب في كتلة المستقبل عمار الحوري ان "الخطوة وطنية وهامة في إطار العيش المشترك وفي اطار ما يجمع اللبنانيين من قناعات دينية ايضا. قرار الاعلان انعكس ايجاباً على مشاعر كل اللبنانيين بكل إنتماءاتهم الطائفية والمذهبية والمناطقية، علماً ان غالبية الاعياد الدينية في لبنان تنتمي الى طائفة معينة او الى مذهب معين، واتى عيد البشارة لينتسب له كل اللبنانيين من دون انحياز او تفرقة". ويتابع "ربما يشكل حجر الاساس للتأسيس لمرحلة جديدة باتجاه العيش المشترك والوحدة الوطنية ومحبة حقيقية تجمع اللبنانيين في ما بينهم". هذا على المستوى الديني اما على المستوى السياسي، فيرى الحوري ان "لهذا العيد الديني امتداداً وطنياً وبالتالي امتداداً سياسياً عبرت عنه حكومة الوحدة الوطنية لتقدم اضافة حقيقية في هذا الاتجاه".

[ شمس الدين: يجمع الإيمانين

الوزير السابق ابراهيم شمس الدين اعتبر ان هذا اليوم الوطني "يجمع الايمانين الكبيرين في العالم حول شخصية كبرى ومقدسة ومشتركة هي مريم عليها السلام". ولفت الى ان" الاعلان هو دلالة على الايمان المشترك بالمعنى الديني مع الاعتراف بخصوصية كل من الديانتين، وعلى وحدة الايمان الوطني لدى كل البلدان التي تشترك فيها الاديان خصوصا في دولة كلبنان المتميز بتنوعه". ووصف لبنان بانه" بلد المبادرات خصوصا وان هذه المبادرة كانت بإعلان العيد عيدا مشتركا ووطنيا".

[كيروز: لبنان رسالة

ويصف نائب كتلة القوات اللبنانية ايلي كيروز خطوة رئيس الحكومة "بالجريئة، وهي جاءت استجابة فريدة "للإرشاد الرسولي من أجل لبنان" الذي أطلقه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، واعتبر فيه ان لبنان هو أكثر من وطن، انه رسالة". شعار ردّده البابا في أكثر من مناسبة، منطلقا من رؤية نبوية للخصوصية اللبنانية في ماضيها وحاضرها ومستقبلها. ويردف "الاعلان هو تجسيد لما يجمع اللبنانيين من تطلُّع روحي متأصّل في نفوسهم ووجدانهم ومجموعة القيم الانسانية والروحية البديهية التي تشدّ هم الى بعضهم البعض.لا شكّ، في انه يرسّخ المفاهيم الدينية بين اللبنانيين الذين يشكل العيش المشترك أحد أبرز ثوابت هويتهم.العيش المشترك يظهر للمراقب، في وعيهم أو لا وعيهم، درجاتٍ تبدأ بتأمين مساكنة بينهم غير تصادمية، وتمر بصوغ توازنات في المشاركة السياسية، وأدبيات في العلائق الشخصية، وتضامن على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي. وقد ترنو الى أعلى: الى رسالة".

[عون: تقبل للآخر

من جهته يرحب نائب كتلة الاصلاح والتغيير آلان عون بالقرار السريع لرئيس الحكومة معتبرا ان لذلك رمزية كبيرة على وحدة لبنان وعلى التعايش في لبنان. المناسبة وطنية وتعبر عن مدى تقبل اللبنانيين لبعضهم البعض خصوصا وان العيد بات مشتركاً للجميع وفيه إشارة ايجابية لناحية تقبل الآخر". متمنياً "ان تتجسد حقيقة هذه الوحدة الوطنية ليس فقط من خلال الاعياد والفرص/ بل ايضا عبر نظرة كل لبناني للآخر واقتناعه بأن هذا الوطن لا يقوم الا بمشروع مشترك يجمع بين كل اللبنانيين".

الأم ..العذراء

عند المسيحيين، مريم هي "مسكن الله، باب السر الجليل، زهرة البتولية، والدة النور، مفتاح ملكوت السموات، العروس التي لا عريس لها، إناء حكمة الله، الطاهرة، خدر العرس البتولي، الصبح المنير...".

وفي القرآن، هي المرأة الوحيدة المذكورة بالاسم أكثر من 30 مرة. فمن هي تلك التي توصف بأجمل الكلمات؟ واين موقعها عند المسيحيين؟

كانت حياة مريم في نظر الناس بسيطة من دون أي خوارق. فلا شيء يظهر في الخارج من عمق إيمانها. ولكن في نظرة إلى القلب يبدو استلامها التام لله ولعمله فيها وبواسطتها. استسلمت منذ بشارة الملاك لها لإرادة الله ولعمل الروح القدس، لتعطي جسداً ونفساً بشريين لابن بدون مباشرة رجل. وأنشدت نشيدها الذي تمجد به الله على عظائمه "تعظم نفسي الرب.." وعندما رأت يسوع يتركها ليعمل عمل الآب أدركت أن الله يطلب من الذين يدعوهم إلى خدمته تخلياً في حياتهم. وعندما رأت ابنها يسلم ذاته بين يدي الله، راحت تتأمل الحياة الإلهية التي أعطاها ابنها للعالم، كما كانت تتأمل أحداث طفولة يسوع: "أما مريم فكانت تحفظ هذه الأمور كلّها، وتتأمل فيها في قلبها" (لوقا 1/19).

ما بين الانجيل.. وبين القرآن

يلتقي الإسلام والمسيحية في حدث البشارة لمريم عند ظهور الملاك جبرائيل عليها وتبشيرها بحبلها بالمسيح من الروح القدس. الرواية ذكرها القديس لوقا في الإنجيل (1: 26-37)، وفي القرآن الكريم، سورة آل عمران (44-48)، مع بعض الفوارق على مستوى الوحي الالهي في العقيدة المسيحية.ففي سورة آل عمران 44، وردت الآية الآتية "اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح، عيسى ابن يا مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقرّبين"، الآية نفسها مع بعض الفوارق ذكرها لوقا1: 26-33 في انجيله "اُرسل جبرائيل الملاك من لدن الله... الى عذراء مخطوبة على رجل اسمه يوسف... وقال لها: السلام لك يا ممتلئة نعمة، الرب معك... لقد وجدتِ نعمة عند الله، فها انتِ تقبلين حبلاً وتلدين ابناً. وتدعين اسمه يسوع. هذا يكون عظيماً وابن العلي يدعى، ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب الى الأبد، ولا يكون لملكه انقضاء". وفي مثال مشترك آخر ورد في سورة آل عمران، 46 الآية "قالت: ربِّ أنّى يكون لي ولد، ولم يمسّني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء، اذا قضى امراً فانما يقول له كن فيكون". الآية نفسها ذكرها لوقا 1: 34-35، 37 في انجيله "قالت مريم للملاك: كيف يكون هذا، وانا لا اعرف رجلاً؟ فأجاب الملاك وقال لها: الروح القدس يأتي، وقوّة العلي تحلّ عليكِ، لذلك فالمولود منك قدوس، وابن الله يُدعى... لانه ليس عند الله امر عسير".

حلم تحقق

بدأت حكاية العيد بحلم غريب وجواب بسيط. الحلم راود الامين العام لرابطة قدامى مدرسة سيدة الجمهور ناجي خوري طوال 7 او 8 أعوام، وكان يرى كهنة ورهباناً وراهبات وشيوخاً وحجات يصلون معاً في احد ملاعب المدرسة، وكان هو معهم يصلي. الحلم نفسه كان يتكرر كل 3 او 4 اشهر.ويروي خوري من خلال احدى المواقع الالكترونية "كأن احدهم ينكزني كي أتحرك، صار لدي هوس ان المسيحيين والمسلمين يستطيعون الصلاة معا". اما الجواب فتلقاه على لسان القاضي الشرعي في بيروت الدكتور الشيخ محمد النقري، بعدما سأله مرة في ختام لقاء اسلامي مسيحي دعت اليه الرابطة في العام 2006، " الا يستطيع ان يصلي المسيحيون والمسلمون معا؟ فأجابه "ما في الا مريم بتجمعنا".

يمكن القول ان "النقري وانا ابوا الفكرة"، يقول خوري. "لدي هوس بجمع المسيحيين والمسلمين معا، والشيخ النقري وضعنا على درب مريم". وعلى الاثر، اعلم خوري اللجنة الروحية في الرابطة بالرغبة في تنظيم لقاء اسلامي مسيحي، مقترحا توسيع اللجنة بالشيخ النقري، والوزير السابق ابرهيم شمس الدين، والرئيس الاقليمي السابق للرهبانية اليسوعية الاب فاضل سيداروس. وبعد لقاءات مكثفة للجنة الموسعة، عقد اول لقاء مسيحي - اسلامي في 25 آذار 2007. "اخترنا يوم عيد البشارة، لخصوصية معناه ليس عند المسيحيين فحسب انما ايضا عند المسلمين"، يشرح. ويضيف"في العام 2008، اقترحت ان يكون هناك عيد مشترك مسيحي ـ اسلامي في 25 آذار، وطلبنا من اللجنة الوطنية للحوار الاسلامي المسيحي، لا سيما الدكتور محمد السماك وحارث شهاب، المساعدة في تحقيق هذا المسعى، وعملت اللجنتان معاً.

قبل 25 آذار 2009، "زرنا الرؤساء الثلاثة، طالبين جعل العيد رسمياً. واجتمع مجلس الوزراء، واقره. لكن الحكومة تغيرت، فلم يوقع المرسوم الخاص به". وقبل مدة، تجدد المسعى مع رئيس الحكومة سعد الحريري، "الذي ابدى حماسة تجاه الامر". حصل ذلك الثلثاء في 16 شباط الماضي وكانت المفاجأة بعد يومين، "باقرار المجلس العيد في 18 منه، وتوقيع مرسومه.ويشكل احتفال المسيحيين والمسلمين بالعيد المشترك هذه السنة حدثاً تاريخياً فريداً هو الاول من نوعه".



تعليقات: