شهر على إطلاق الحملة: هذه هي أحوال «النظام من الإيمان» في الضاحية

 في أثناء إزالة المخالفات خلال الشهر المنصرم
في أثناء إزالة المخالفات خلال الشهر المنصرم


شهر على إطلاق الحملة: هذه هي أحوال «النظام من الإيمان» في الضاحية

قد لا تبدو التغييرات واضحة وجذرية في الضاحية الجنوبية، مع مرور شهر على اطلاق حملة «النظام من الإيمان» الأهلية، بمبادرة من جمعية «قيم»، وبالتعاون مع اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية لبيروت.

فالتغييرات المرتقبة تتم وفقاً لهمّة البلدية، إذ لا تزال المخالفات والتعديات على الأملاك العامة ماثلة. وإن أزيلت، فسرعان ما تعاود الى ما كانت عليه، باستثناء ما اقتلع منها إلى غير رجعة، كمساحة اسمنتية تابعة لأحد المقاهي، تتعدى على الرصيف، أو سيارة مركونة في مكان مخالف، تحت الجسر.. مثلاً.

بدأت الحملة جولاتها التنظيمية ضاربةً التعديات بيد من حديد، بواسطة بلديات الضاحية عملانياً. فعمدت الى تطبيق النظام العام ميدانياً، وأزالت مخالفات عدة بالتنسيق المباشر مع القوى الأمنية. واستهلت رحلاتها مقسمةً المناطق «الضاحيوية» الى بقعٍ «بلدية»، وتم اعتماد دوريات متعاقبة لضبط المخالفات.

لكن، ذكاء اللبنانيين ليس غريباً على أحد. ولنأخذ هذا المشهد مثالاً: يصل الشرطي برفقة فوج البلدية المعنية بالمنطقة، ومعه مندوبان عن «حزب الله» و«حركة أمل»، بالاضافة الى سيارة تابعة لقوى الأمن الداخلي. المنطقة: أحد الأحياء المكتظة في برج البراجنة. تبادر المجموعة الى ضبط المخالفات، يستجيب الجميع. تقص بعض اللوحات الاعلانية المتعدية على الرصيف، وتفض بسطة خضار.

يمر يوم، اثنان، وثلاثة.

تعود بسطة الخضار الى مكانها، وصاحب اللوحة ينتظر اليوم المناسب ليعيدها الى مكانها، والدليل أنه لا يزال محتفظاً بها، على جنب. يسحب هذا المشهد نفسه على بقية المناطق التي شملتها الحملات البلدية، والتي أعاد فيها المتعدي المخالفة إلى مكانها، ظناً منه بأن الجولة انتهت. ما يكون صائباً في بعض المناطق، وخاطئاً في مناطق أخرى.

يقول منسق الحملة حسين فضل الله أنه رغم هذه الملاحظات يبقى أداء الحملة جيداً، حتى الآن، «لكن، نقولها على مضض، الشرط الرئيسي للنجاح هو المتابعة، فإذا تقاعسنا ليوم واحد، نعود الى الوراء».

ويشرح أن البرنامج يطبق تباعاً مع البلديات، لافتاً الى أن «بيكار الحملة سيتسع ليشمل، قريباً، مناطق أخرى غير الضاحية». لكن، أي مناطق؟ يجيب فضل الله: «مبدئياً، سننتقل، تزامناً مع الحملة في الضاحية، الى الجنوب».

وعن أداء البلديات وتنسيق الحملة معهم، يجزم فضل الله أن «منسوب وتيرة نشاط البلديات يرتفع وفقاً لبرامج أعمالها الأخرى. ولم تباشر بلديتا الشياح والحدث أعمالهما بعد، على أمل البدء بعد العيد». ويجدر التوقف عند أمر لافت بإيجابيته إذ أوفدت بلدية الشويفات عناصر من الشرطة الى منطقة حي السلم لتنظيم السير، وهي منطقة يكتظ السير فيها ولا منظمين له.

على «أوتوستراد السيد هادي»، يقف عناصر من القوى الأمنية تحت الجسر. هم ينظمون السير، وقد بدأوا مهامهم عقب اطلاق الحملة، في حين كانت تتولى هذه المهمة عناصر من قوى «الانضباط» التابعة لـ«حزب الله». ما أدى إلى تحسين حركة المرور، فحسب ما هو متعارف عليه، لا يمكن تقديم الأعذار لتفادي أوامر عناصر القوى الأمنية «المرورية»، مهما حصل.

ترفرف لافتات نشرتها الحملة على طول جادة السيد هادي، بشعارات متعددة. تتجاور هذه اللافتات مع لقطات إعلانية أخرى. وهي تحاكي العين الناظرة بالرسوم المتحركة الكوميدية، وتهدف إلى طبع معاني النظام بطرافة: «حتى هذه الرسوم الكاريكاتورية سنطوّرها. وهي حتى اللحظة تنال اعجاب المواطنين»، يقول فضل الله.

عندما أطلقت الحملة برنامجها، منذ شهر، في قاعة «الجنان»، تحدث منسقها عن الأهداف من جهة، وعن الوسائل التي ستعمد اليها الحملة من جهة ثانية. وقد تضمن جدول أعمالها مواضيع عدة، كحملات تشجير وتنظيف، وعقد ندوات ومحاضرات حول مخاطر المخدرات وأهمية النظام. كذلك، تطرق إلى ازالة المخالفات والتعديات على الأملاك العامة، وهي النقطة التي استهل العمل فيها. لكن، ماذا عن النقاط الأخرى؟

يقول فضل الله إن الحملة ستطلق، قريباً أيضاً، حملات التشجير، عبر شركة خاصة، وبالتنسيق مع البلديات. أما بالــنسبة إلى موضــوع المخــدرات «فإن التعبئة التربوية تعمل على هذا الموضوع بالتنسيق مع الجامعات والمدارس»، على حد قول منسق الحملة.

ويثني فضل الله على أداء بلديتي «حارة حريك» و«برج البراجنة»، لافتاً الى أن بقية البلديات ستباشر أعمالها قريباً، «ونحن لا نستطيع الضغط عيلهم، فعندهم أعمال أخرى. كما أن البلديات تعاني من نقص في عديد شرطتها».

إلى ذلك، يؤكد نائب رئيس بلدية «حارة حريك» محمد حاطوم أن الحملة مستمرة، مشيراً الى أن البلدية قامت «بجولات عديدة، شملت خط بئر العبد وشارع الشهيد أحمد قصير، والشارع الرئيسي للحارة. وتمت ازالة مخالفات عدة».

ويلفت حاطوم الى تجاوب المواطنين مع البدية، نظراً لاقتناعهم بايجابيتها. ويضيف: «الحملة مستمرة حتى نصل الى ما نطمح اليه، فهناك ورش عمل وندوات متعددة ستعقد بالتنسيق مع المدارس، وترتكز على شرح أهمية النظام ومفهومه. والتعاون سارٍ مع القوى الأمنية ولجان الأحياء، على قدم وساق».

تعليقات: