أبراج مراقبة إسرائيلية على طول الحدود تحصي أنفاس الجنوبيين

أبراج مراقبة للعدو على طول الحدود الجنوبية – صورة مايا العشي – مرجعيون
أبراج مراقبة للعدو على طول الحدود الجنوبية – صورة مايا العشي – مرجعيون


الحدود الجنوبية:

بعد مضي 48 ساعة على تفجير جهازي التجسس وتفكيك الثالث، الذين زرعتهم العدو في وادي ميس الجبل بهدف التجسس والمراقبة على شبكة إتصالات المقاومة الأرضية، لم تتوانَ إسرائيل عن الشروع بترميم جهاز الرصد والتجسس لديها بعد الضربة الموجعة التي تعرضت لها، حتى قامت ورشة إسرائيلية بنصب برج مراقبة في موقع مستعمرة مسكافعام العسكري المشرف تماماً على بلدة العديسة الحدودية والقرى المجاورة، وتولت رافعة كبيرة بذراع طويلة، بمؤازرة جرافة عسكرية ضخمة، ومساندة عدد من الجنود والفنيين، العمل على تثبيت العامود الذي يفوق طوله الـ35 متراً، شمال الموقع على بُعد بضعة أمتار من برج معدني قديم منصوب هناك، ثُبتت عليه أجهزة إنذار وكاميرات مراقبة وكاشفات ضوئية. والبرج الجديد يُضاف إلى عدد من أبراج المراقبة المعدنية الضخمة، التي ركزتها إسرائيل، خلال السنوات الماضية التي تلت إندحارها عن الجنوب، في مواقعها الحدودية المتقدمة المقامة على التلال، والتي يتجاوز عددها العشرة أبراج ويقارب طول بعضها ما بين الـ 50 والـ75 متراً، على خطٍٍ حدودي لا يتعدى طوله الخمسة كيلومترات، تراقب بواسطة الأجهزة المتطورة ذات التقنية العالية المثبتة عليها، الحركة في الجانب اللبناني، وتحصي بدقة أنفاس المواطنين الجنوبيين في تلك القرى والبلدات التي تقع تحت أنظار فرق الرصد والتجسس الإسرائيلية، بدءاً من المنارة التي تشرف على ميس الجبل، والعباد الذي يشرف على حولا، وهونين الذي يشرف على مركبا، ومسكاف عام الذي يشرف على العديسة، وتلة رياق التي تشرف على كفركلا، هذا فضلاً عن أبراج المراقبة المنصوبة على الحدود مع بليدا وعيثرون ويارون وبنت جبيل ورميش ومروحين حتى رأس الناقورة، مع العلم أن مدى الرؤية والمراقبة الدائمة في الـ24 ساعة، يتخطى هذه القرى والبلدات الحدودية، إلى مدينة النبطية وبلاد الريحان وإقليم التفاح، وبنت جبيل وصور والساحل الجنوبي دون استثناء..

وفي الوقت الذي يشهد فيه جانبا الحدود الجنوبية الفاصلة، حركة نشطة للدوريات العسكرية المؤللة، تكشفت بعضٌ من تفاصيل المنظومة الأمنية الإسرائيلية التي فجرها العدو أول من أمس لاسلكياً، عبر طائرة MK وعلى دفعتين، فيما تمكن الجيش اللبناني من تفكيك الجهاز الثالث، ووضع اليد على الكابل الذي كان يربط جهازي التنصت المدمرين، بهوائي إرسال واستقبال مثبت على برج معدني مزود بكاميرات مراقبة وأجهزة إنذار حساسة، منصوب في موقع عسكري معادٍ قرب مستعمرة المنارة المتاخمة للحدود اللبنانية. وأشارت المعلومات، أن أجهزة التجسس الإسرائيلية، عبارة عن منظومة للتنصت وتسجيل ترددات الأصوات، وللتصوير والمراقبة، وللتحكم بإرسال الرسائل، وتعمل على بطاريات (شكلها مفلطح وحجمها متوسط الطول)، طاقة شحناتها لا تتعدى الشهر الواحد، ما ينفي إحتمال أنها وُضعت أثناء حرب تموز 2006، لأن شحنات البطاريات لا يمكن أن تعمل طوال هذه السنوات من دون تغذية، وحال الإرباك بعد انكشافها، دفعت الإسرائيليين إلى الإسراع بتفجير إثنين منها، فيما لا يزال البحث جارياً عن أجهزة تجسس إسرائيلية أخرى، والتحقيقات بشأنها مستمرة

إلى ذلك كثفت القوات الدولية في الجنوب "اليونيفيل" المعززة، من حركتها الميدانية، ولم تهدأ حركة ناقلات الجند وعرباتها المصفحة بالتنسيق مع الجيش اللبناني، فسيرت دوريات مكثفة لها في القرى والبلدات المحاذية للمستوطنات الإسرائيلية، وأقامت نقاط مراقبة ثابتة على امتداد الخط الأزرق، قبالة بوابة الجدار الطيب سابقاً، وعند عبارة كفركلا المحاذية للسياج الشائك، وعلى مفترق كفركلا – العديسة، وفي محلة الثغرة على طريق عام العديسة الحدودية، ورفعت من درجة إستعداداتها في مناطق إنتشارها في القطاع الشرقي من المنطقة الحدودية، وحلقت طوافة دولية فوق الخط الأزرق، صعوداً حتى مرتفعات العرقوب، وراقبت من الجوالحركة على جانبي الحدود الفاصلة، فيما واصلت وحدات الجيش اللبناني كشفها الميداني بمؤازرة قوات "اليونيفيل" في الأودية والمنحدرات بين حولا وميس الجبل.

وشهد الجانب الآخر من الحدود، حركة أكثر سخونة من اليومين الماضيين، بعد افتضاح أمر منظومة التجسس التابعة لها في وادي ميس، وسُجلت تحركات مكثفة لدوريات العدو على مقربة من الحدود الدولية الفاصلة مع لبنان، وأقامت نقاط مراقبة متحركة في البساتين المتاخمة للسياج الحدودي، وجابت مركبات الهامر العسكرية المدرعة بتمهل، الخط الحدودي الممتد من مستعمرة مسكفعام غرباً إلى مستوطنة المطلة شرقاً.

تعليقات: