الأمطار الأولى مناسبة لجمع البزّاق

حلزون البزاق يحظى بزبائن موسميين
حلزون البزاق يحظى بزبائن موسميين


وجد عدد من الشبان في القرى البقاعية الجبلية في «الشتوة» الأولى مناسبة لجمع أكبر عدد ممكن من حلزون البزّاق، الذي يظهر مع أول هطل للأمطار. فهؤلاء الشبان يعتمدون على زبائن موسميين في مثل هذا الوقت من كل عام. كذلك فهم لا يتوانون عن بيع هذا الحلزون إلى المطاعم في المنطقة والأسر «المخملية»، على خلفية أنّ البزّاق يعدُّ أحد أهم الأطعمة الموسمية. هكذا، تبدأ رحلة الشبان في البحث عن البزّاق في مساء نهار ماطر، بعد غياب الشمس والضوء وانخفاض الحرارة إلى ما دون 15 درجة، حيث تخرج هذه الكائنات من مخابئها في التراب، لإتمام لحظات تزاوجها. ويمتد الجمع إلى ما بعد منتصف الليل. يلتقط فريد الحلبي، من بلدة ينطا في منطقة راشيا، «البزّاق» من بين الصخور المنتشرة في حقول بلدته. هي هواية ترافق الفتى منذ كان في السابعة من عمره. لكنّها تتطلب، كما يقول، الكثير من المشقات أثناء السير في الجبال بحثاً عن مخابئ هذا الحلزون. لذا، غالباً ما يكون السبّاقون إلى المخابئ من الفئة العمرية الشابة، إذ إنّ عملية الجمع توفّر لهم مردوداً جيداً في فترة لا تتعدى ثلاثة أيام. ولما شعر فريد بمثل هذا المردود، واظب على جمع «البزّاق» «في أول شتوة من كل سنة». يقول بثقة: «أصبح لديّ زبائني الخاصّون، الذين يشترون كل ما ألتقطه مهما كان العدد الذي أجمعه، وبتُّ أقبل بأقل من 35 ألف ليرة عن كل مئة بزّاقة. أما الزبون الدائم، فلا بأس بأن يدفع 30 ألف ليرة مقابل العدد نفسه».

أما الشاب وسام العبد، فبات يعتمد على جمع البزّاق وسيلة موسمية لجني المال، بعدما أصبح يعرف أين تستوطن هذه الحيوانات في مجموعات. يقول: «أجمع في اليوم الواحد، أي بين الخامسة فجراً والثامنة مساءً، ما يقارب مئتي بزّاقة، لأبيعها لإحدى العائلات في زحلة بـ60 ألف ليرة لبنانية».

وتشتري أنطوانيت خوري الحلزون من الفتيان سنوياً. وتنفي أنّ يكون السعر الذي يبيعونه به مرتفعاً، نظراً إلى كون البزّاق وجبة دسمة، على حدّ تعبيرها، وتستوجب جهداً كبيراً يتكبّده الشبان. وتلفت أنطوانيت إلى أنّ هذا النوع من البزّاق يتكوّن في المناطق الجبلية والصخرية، والطلب عليه يكون عادة أكبر من البزّاق الذي ينمو في الأماكن الرطبة في أوقات مختلفة.

تعليقات: