نجاد: سيرة رئيس ..أحرج الداخل..اخاف الكثيرين ..اقلق العالم..!!

احمدي نجاد
احمدي نجاد


من فوق مسند القش، ولحاف الصوف، وورشة الحدادة والفقر وبساطة العيش وشظفه. والحاجة المرة وقساوة سوطها،وقلة النعمة وتنميل الأطراف من نقص الزاد. استنفر الزمان ابشع لوازمه وادواته. وأرخت الحياة أحبال شقائها، لتلتف حول عنق فرائسها، لتقتات هي وتدع ناسها يفرون الى جوف الحاجة، وزوايا الأملاق،وأخاديد التعاسة، كالمستجير من الرمضاء بالنار، ازقة رسمتها قساوة الطبيعة بمعاولها،سبكت ايادٍ مثقلة بالتعب من الطين مساكنها، بيوت صفوفاً متراصة يتكأ بعضها على الآخر نوافذ آمال ساكنيها هي تلك الشقوق يرمقون من خلالها الفارس القادم .من هذه البيئة الحياتية خرج محمود نجاد الذي ولد عام1956 ابن احمد نجاد صاحب ورشة الحدادة الذي قدم الى ضواحي طهران وهو والد لسبعة اولاد كان نجاد الأبن يبلغ من العمر سنة وترتيبه الرابع بين اخوته لم يورث الأب ابنه الرئاسة ولا الزعامة فهولم يكن من سلالة الشاهنشاهية ولا من الأباطرة ولاالقياصرة عامل يتأهب فجرا عندما ينادي المنادي (حي على خير العمل) الى عمله ينازل مكابدة المشاق نهارا،ومع دلوك الشمس يطوي الى منزله البسيط حيث الزوجة والأولاد، لم يكن يخطر على باله،او يتبادر الى ذهنه ولو طرفة عين بل يساوره الخجل اذ ما فكر بأن اكثر زعماء العالم سوف يعزون فيه وتشيعه ايران شعبا وحكومة.حين توفه الله عام 2006.وقف نجاد الأبن أمام جثمان والده راثيا باكيا عزيزاً يعتصر قلبه الألم يكفكف بعض دمع عجز عن لجمها على فراق والد افنى حياته من اجل اسرته وكان السند والعون والموجه والداعم أمام هذه النفس المطمئنة الذي امسكها الله بعد ان قضى عليها الموت. رفعت الأقلام و طويت الصحف. ونفس لم تمت ارسلها الله الى اجل مسمى يعيشها الأبن معتزا بما غرسه الوالد في نفسه، فهذا الحي من ذاك الميت فسبحان الذي يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي, ان المرأة التي تهز السرير بيسارها تهز العالم بيمينها .هكذا كان نجاد اليد اليمنى لوالدته التي استطاعت ان تهز العالم من خلاله .ثار نجاد على واقعه المثقل بالعذابات والتعاسة واتجه نحو العلم لم يردعه المحدقين به استهزاء وما اصابه الخجل من اسمال الثياب التي كان يرتديه لأن ما يتحلى به من تعفف وزهد اعطوه جرعة قوية من الثقة بأن الحق معه والى جانبه فهو من بلاد الشاهنشاهية لكن لايشبه اؤلئك الذين سبقوه من كان الأستبرق والسندس ثيابهم والحرير منامهم.تدرج في مناصب عدة والمفاجئ كان يتفوق ويتميز عمن سبقوه من ناحية الأسلوب والتعامل البسيط والشعبي الى ابعد الحدود مع الأخرين ،عندما عين في منصب محافظ لمدينة اردبيل الأيرانية جاء بفريق، دون فريق آخر ممن يشبهوه من الأصدقاء الفقراء المتعلمين لكن حظوظهم في حفر النسيان وبطون الصخرفمن يخرجها إلا الذي اخرج نفسه منها، فكان لها نجاد ،فختارهم لأن لديهم المقدرة والتحمل على اداء العمل ما يملأ الخافقين، واشترط عليهم العمل المتواصل لمدة عشرين ساعة في اليوم واضعين اياديهم بيده حتى وصلت انجازاته الى اعلى مراحلها ونالت ما نالته من اعجاب وترحيب وثناء وبأقل تكلفة. وكان في ذلك سعة مما وفره من مال جعله هبة في بناء مساكن لفقراء المدينة هكذا عبّدت طريق الفقراء الى قلب نجاد. وبقت طريقه سالكه في كل الأتجاهات يرصفها بإرادة فولاذيةطاقتها المحبين والمتحمسين من جمهور الفقراء .فترى الذين في قلوبهم مرضون اذ ما استمسكوا بحبال المسؤولية زين لهم الباطل وخرج عليهم بأبهى حلله وحاكوا من حبال البغي والظلم قيودا لمسيرة التطور ،وقد نأوا بأنفسهم عن الشعب ،واتّخذوا مكانا قصيّا وانهمكوا برفع اسوار العزلة ليختلوا بشياطينهم فرحين.اصر نجاد على متابعة تعليمه ،دون ادنى كلل او ملل متحديا كل الصعاب، فحصل على شهادة الدكتوراة في النقل والمواصلات من جامعة طهران للعلوم والتكنولوجيا ليصبح محاضرا فيها. صدق نجاد ماعاهد عليه محبيه ومؤيديه ومناصريه ،من المحتاجين والفقراء، بأن تبقى همومهم وتطلعاتهم وقضاياهم بمثابة الهواء الذي يستنشقه، ليجعل منه زفرة يكوي لهيبها المستبدين. فتم انتخابه عمدة للعاصمة الإيرانية طهران حاملا لقب " صديق الشعب" مارس الاسلوب الشعبي نفسه في تعامله مع الناس وكان أقرب اليهم من حبل الوريد والمقرب المخلص لهم حين حطم سلم التفوات بينه و بينهم وكسر الحجاب الفاصل عنهم فلم تعرف المولى من العبد،حين ارتدى ملابس عمال النظافة , وقام بتجميع النفايات في شوارع واحياء طهران.واضعا من سبقه ومن يأتي بعده في موقف حرج. وكانت القفزة المميزة له اثناء توليه رئاسة بلدية طهران حين قام بتوظيف الشباب فنجح معهم فى معالجة اختناق المرور بالمدينة التى يعيش فيها أكثر من 14 مليون نسمة. لا يحتاج الأمر الى عالم في الأجناس ولا الى باحث اجتماعي ولا الى فن الفراسة وتتبع الأثر لسبر غور نجاد من ينظر الى وجهه يعلم علم اليقين بأن من يشبهوه هم ملايين ليس في بلده. حين اضحت أماراته وملامحه لغة تقراء من اكثر شعوب العالم ،وهي ملامح محببه اليهم يستانسون حين ينظرون اليها عندم يرون انفسهم فيها وكذلك الناظر الى وجهه يدرك بأن النعم قد زرته نزراً يسيرا.عندما ملأت الساحات بالأصحاب والمريدين والمطالبين بالنهج الذي ارسه نجاد فما كان منه إلا ان سار بمقدمة المحتشدين وأعد العدة عام2005 ليخوض رحى الأنتخابات لكن اين المال. ؟ اللازم للانفاق على حملته الانتخابية.فهو لايملك سوى بعض مساند القش وبعض اغطية الصوف والملاءات، كانت إحدى قريباته اهدته اياهم عندما تزوج.هذا اذ ما وضع نجاد يده في جيبه سوف يلامس لحم بدنه النحيل.والمال الذي يفترض ان يجمعه كما يفعل غيره عمل على استشماره في إعانة الفقراء ومساعدتهم. فما كان امامه سوى ان يلجأ إلى استخدام شبكة من المساجد للتواصل مع الناخبين و حشد التأييد له فكما لم يخذل نجاد محبيه من الفقراء فلم يخذلوه هم. بل سارعوا الى انتخابه لا حقاً وحالياَ ليكون رئيساً لإيران جاء على اكتاف الفقراء النحيلة التي استمدت بعض القوة منه فكانت جدلية رائعة لايفهم همساتهاو معانيها ومضامينها وروحها إلا بسطاء وفقراءهذا الكون الفسيح.لم يكن نجاد وصولي وحالم بكرسي الرئاسي فبالنسبة له هو منصب تكليف وليس تشريف كما ينظر اليه البعض من خلاله تكون المهمة اصعب كما قال نجاد نفسه بأنه خادم الشعب و أن يكون أمينا عليه وعلى مصالحه. بل يروى أنه قلص مصاريف الرئاسة حتى أنه لا يتقاضى راتبا بحجة أنه مال الشعب . ذات مرة سألته إحدى وسائل الإعلام الغربية " سيد نجاد عندما تنظر فى المرآة صباحا ماذا تقول لنفسك و أنت رئيس جمهورية ؟ أجاب نجاد : أنظر إلى الشخص الواقف فى المرآة و أقول له تذكر إنك لست سوى خادم بسيط لشعبك.من هنا تسارعت هجمة نجاد على كل ما يره يمثل حالة من البذخ. كان على ما يبدو يستعد للسفر وهي المرةالأولى ففوجئ بوجود طائرة للرئيس.وقال لايحتاج الرئيس الى طائرة خاصة وعندما علم بأن تكلفة الطائرة " 35 " مليون يورو أمر على الفور ببيعها أو استخدامها فى مجال يفيد خزينة الدولة أو على مشاريع تفيد الشباب. واصر على ان يسافر على متن طائرة عادية. و من الأمور التى يعانى منها مسئولو البروتوكول الرئاسى هو عدم وجود سرير فى أى غرفة من الغرف التى يبيت فيها " نجاد " لأنه عادة ما ينام على الأرض.وكل من يعمل معه يريده ان يقتدي بسلوكه فعندما يعين أى وزير يجعله يوقع على تعهد و يشترط عليه أن يخرج من الوزارة كما دخلها و أن حساباته فى البنوك ستراقب و لا يجوز له أو لأحد أقاربه الاستفادة من أى مورد فى الدولة و يجعلهم يوقعون على هذه الشروط خاصة و قد قام هو بنفسه بالاعلان عن ثروته الطائلة و هى سيارة " بيجو 504 " موديل 1977 و بيت قديم صغير ورثه عن أبيه مقام منذ " 40 سنة" فى أحد أفقر أحياء طهران. ذات مساء طلب نجاد من اسرته ان يستعدوا لزيارة صديق له فى احدى ضواحي طهران الفقيرة لتعزيته بوفاة والده ،ليكتشف طاقم الحراسة اختفاء الرئيس وبعد فترةبحث وجدوه بعد ان تعرفوا على سيارته.

الدكتور " أحمدى نجاد" رئيس جمهورية إيران لم يوفر احدا في خطابه القوي والصلب فاجتاح كل الدول التي يرى فيها عدوا لبلاده وانزل على رؤوسهم من التهديدات ما يردع اي منها اذ ما فكرت باي عمل عدواني.خاصة في عهده اتسعت بنية الصناعة العسكرية بمختلف ميادينها.قبل سنتين و بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح(ع) بثت القناة الرابعة البريطانية خطابا لأحمد نجاد يهنئ من خلاله المحبين للسيد المسيح من الشعب البريطاني قائلا: "لو كان المسيح على الأرض في أيامنا هذه فلا شك في أنه كان سيقف إلى جانب الشعب المستضعف في معارضته للقوى الشرسة والفظة والتوسعية" فأدانت وزارة الخارجية البريطانية ما بثته هذه القناة عندم قصد نجاد في خطابه بعض حلفاء بريطانيه. مضيفا فما عليكم الا ان تكونوا من انصاره لأن المسيح سيعود إلى الأرض "لقيادة العالم ،حيث تأثر الكثيرون بهذا الخطاب المتلفز لنجاد الذي تحول الى موعظة سلب من خلالها عقول المشاهدين، فكانت بليغة بالنسبة لهم ...فقراء لكنهم أغنياء النفس والحال... فأعمالهم مبهرة، وسيرتهم مفخرة وعبرة لأولى الألباب.

تعليقات: