هالمرة صدقوا الإستراتجية الهجومية لجنبلاط ...!

وليد جنبلاط
وليد جنبلاط


انا من اصل كردي. وافتخر بأصولي الكردية قال ذلك وليد جنبلاط خلال اجتماعه بالأحزاب الكردية في بيروت ابريل 2003.والعوده لتصفح اوراق التاريخ، وبالتحديدفي مطلع العهد العثماني، بل الأصح ابان الأستعمار العثماني المتخلف لبلاد الشام في حمى تقسيم المنطقة الى سناجق وألوية. (برز عام 1605حاكم حلب الكردي علي جانبولاد ليغلب على التسمية لاحقاً جنبلاط ) هذا الحاكم الذي تمرد على العثمانيين فلقى الدعم والمساندة من حكام ايطاليا .والذي اورث هذه التسمية الى آل جنبلاط.

أنَ طلب العون والمساعدة والاستغاثة والالتحاق والاستعانة بالغير ليس بالشيء الجديد على واقعنا اللبناني .كان لهذه العوامل تأثير في صياغة شخصية وليد جنبلاط سليل الأسرة الجنبلاطية،التي يكمن في تفاصيلها حراك لايهدئ وهو خليط من واقع طائفيو قومي وعرقي وسياسي.

هذه الإطلالة التاريخية كانت ضرورية لفهم جانب مهم عن هذه الخلفية التاريخية والثقافية.

ان هذا الحراك والتنقل والترحال الموسمي، والتموضع والتقدم والأنسحاب والهجوم والدفاع لوليد جنبلاط استطاع ان يجعل منه شخصية مميزة بصفاتها وتركيبتها التي لا تنفصل عن تركيبتها الثقافية في عمقها التاريخي، فقد اربك الصديق والخصم في آنٍ واحد.لقد ظهرت بواعث تموضع جنبلاط الأخيرة قبل اربع سنوات وبالتحديد بعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري في بيروت في 14 شباط 2005 كانت فترة من اعنف ما شهده لبنان منذ نشأته، من غليان سياسي،وعسكري تمثل بحرب تموز 2006،واحداث 7أيار كانت تداعيات هذه الأحداث ليس بالأمر السهل بل كانت بمثابة زلزال قوي ادى الى صدع وتشققات عميقة افرز واقعين مختلفين في الرؤية، وحالة من الأصطفاف ليصبح فيما بعد فريق المولاة وفريق المعارضة. عنوانان حيويان تصدرا مساحة الوطن افرزا في الواقع سلوكيات وتنشيئة وممارسات خاطئة، كاد لهيبها أن يهلك الحرث والنسل ويمزق وحدة الوطن.كان لجنبلاط قراءته الخاصة للواقع الجديد الذي لاينفصل عن المعطيات الأقليمية المدعومة بحركة دؤبة وفاعلة من كثير من الدول الراغبة بالتغيير .تلاقت كلها مع رغبة جامحه من جنبلاط لملء فراغ على جانب المولاة ،ما كان ليجذب جنبلاط اليه، إلا بعد ان وجد مبايعة عفاوية وجدت فيه مظلة قادرة على ان تستوعب الجميع ، فهو يمتلك قدم قوية جداً في الساحة السياسية صقلتها سنوات طوال من حراك سياسي وعسكري وعلاقات خارجية. استطاع جنبلاط ان يقود المولاة ويأثر في قراراتها الى حد بعيد. واسهم وجوده في صفوفها الى تعزيز بعض النجاحات في بعض من زواياها ومفاصلها، التي لم تخلو عن مراهانات خارجية كبيرة فعلت فعلها. فألبست جنبلاط عباءة الحاكمية والقائمقامية اللتين ما زالتا مضاءتان تدغدغان الجوارح وتوقظا شغف واحلام لطالما تنبضان وتخفقان في قلب البيك ،ومن اجل المستقبل القادم على حصان الكابوي ،لم يترك وليد جنبلاط وسيلة اكانت قديمة او حديثة طوُع لها كل تجربته المحملة بجدلية تاريخية ضخمة.فأنفرا واستنفر قضها وقضيضها من عرب وعجم أبيضهم وأسمرهم وأسودهم وأحمرهم و أشقرهم وأصفرهم. وكانت نفخة الصور، ونفخة الكور، ونفخة الجور حتى اخرج ما في الصدور، وسلت السيوف و الحراب واطلقت السهام وبلغ الصراخ والعواء مبلغا ارتعدت له القلوب واوجست الاذهان خائفة، حائره، الى اين المفر عندما خرج علينا من بين القوم من بايعه خلسة واعلنه طارق بن زياد لينبئنا بيوم الفتح الأكبر،( البحر من ورائكم والعدو من أمامكم).فلبى البيك النداء بكل شجاعة وصلابة وكان الغزو باتجاه المحيط الأطلسي حتى لو كان ذلك يتطلب منه ان يقطعه سباحة وصولا الى البيت الأبيض فمن دخله فهو آمن وقال ماقاله البيك بحق فلان وعلتان واحتلال البلدان .فكانت البشرى حين هتف الزمان وانبأهم عن توجّه المدمرة الاميركية «كول» الى الشواطئ اللبنانية واقتراب الحسم والنصر الموعود.ليكتشف الجميع، ما ذلك الا سياحة ترفيهية للجنود الأمركيين على سواحل البحر البيض المتوسط.ليجد بعد ذلك السيد جنبلاط، وكأنه لم يغادر مقعده في قصر المختارة لأربع سنوات خلت، وما هذا إلاحلم من احلام اليقظة.وسراب يلف المكان يحسبه الظمأن ماء. فتم إيقاظ ولبد جنبلاط فجأة و بفظاظة من هذا الكابوس المزعج. على ايقاع لحن الوداع Goodbye bush ليعلم بان الوطن ليس على قياس احد، والتحالفات لا تنفع ولا تجدى، ما لم تحصن بحراك وطني جامع يستوعب الجميع، وان المشاريع القادمة والمستوردة من الخارج مصيرها الفشل، ما لم تكن محلية وطنيةبحتة.وان العدو والجري خلف الغير، متعب ومهلك، والسباحة في مياه المحيط هي في غاية الصعوبة،والخطورة بل عمل مستحيل.ان مصالح هؤلأ القوم درجة ملوحتها عالية ( وجعل بينهما برزخا لايبغيا) فكم من امم اهلكت وامبراطوريات تلاشت، وشعوب ابيدت ابتلعها المحيط وهو يقول هل من مزيد.مصالح الكبار لا تشبه مصالح الشعارات، ولا تخضع للعواطف والأمزجة وإرضاء الطموحات الفردية ان مصالح الكبار لها معاييرها، وحساباته الخاصة جدا جدا،حتى ان ورقة التوت لستر العورة في قاموس هؤلأ مكلفة وصعبة المنال. على هذا الواقع الذي خذل جنبلاط بكل مفاعيله انتفض عليه معلنا افتتاح فصل جديد من العلاقة، والعودة، عن كل ما قاله وفعله.وان هذه العودة عوضت الى حد ما خسارة المعارضة في الأنتجابات الأخيرة. لأن جنبلاط سوف يكون اللاعب الأساسي والرئيسي لأي توافق مستقبلي وهو الوحيد القادر على إنتزاع ضمانات لسلاح المقاومة، والقادر على تعطيل الفتن الطائفية، ولجمها وترويض الكثير من الشعارات المصطنعة،هذا ما اثبتته كثير من الوقائع وحوادث القتل المتنقل كان لجنبلاط رايه الحاسم والنهائي.والذي استمع الى ما دار في خلوته الأخيرة مع المشايخ التي لم تكن مقررة ان يطلع عليها احد ولكن شاء القدر ان يكشف عنها محض صدفة من باب الأطمئنان عاى الأستراتجيه الهجوميه الايجابية التي لم يوفر في تفاصيلها احدا وتكلم باسهاب وبروح عاليه وباجابية قصوى وبتعقل نحو انفتاحه الجديد على الطائفة الشيعية حيث رفض ان يكون في حرب معها. كان ابرز حدث استطاع جنبلاط ان يحرزه بعد العودة الجديدة هو التوافق الذي حصل حول الرئيس بري واسقط كل ما قيل عن شروط مسبقة تسبق انتخابه فكانت ثمرة جنبلاطية بإمتياز وسوف يتسع موسم الحصاد وتزداد ثمار ه فما علينا إلا ان نصدق البيك جنبلاط واستراتجيته الهجومية الايجابية التي سوف تكون السمة الغالبة على خطابه في الأيام والشهور المقبلة .

عبد اللطيف حسن عبدالله

قطر

تعليقات: