حاصبيا - مرجعيون: السنّة صوتوا للمدعومة من المستقبل وتوزيع درزي للأصوات

احمد الاسعد يدلي بصوته في بلدة الطيبة
احمد الاسعد يدلي بصوته في بلدة الطيبة


حاصبيا - مرجعيون:

وسط اجواء امنية هادئة ومطمئنة فرضتها القوى الامنية من جيش وقوى امن داخلي إنطلقت عند السابعة من صباح امس الانتخابات النيابية في دائرة حاصبيا - مرجعيون وتوجه المواطنون على اختلاف تلاوينهم السياسية والطائفية الى مراكز الاقتراع لممارسة حقهم الانتخابي الذي ضمنه لهم الدستور والادلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في الندوة البرلمانية خلال السنوات الاربع المقبلة·

وكانت الاستعدادات الادارية واللوجستية لهذه الانتخابات قد استكملت نهار امس الاول مع تسلم رؤساء الاقلام والكتبة المكلفين من قبل وزارة الداخلية والبلديات صناديق الاقتراع والسجلات المطلوبة من قائمقام حاصبيا وليد الغفير في مركز الفرز الذي حددته الوزارة في مبنى مدرسة حاصبيا الرسمية للصبيان وذلك في ظل تدابير واجراءات امنية مشددتين فرضها الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي داخل القرى والبلدات بحيث اقامت العديد من الحواجز الثابتة والمتنقلة عند مداخلها وعلى التقاطعات الرئيسية المؤدية اليها وكذلك في محيط مراكز الاقتراع التي بلغ عددها 66 قلماً موزعين على 20 مركزاً في قضاء حاصبيا و146 قلماً في قضاء مرجعيون موزعين على 39 مركزاً·

ويبلغ عدد الناخبين في دائرة حاصبيا - مرجعيون بحسب الاحصاءات الاخيرة على لوائح الشطب حوالى 139325 ناخب وناخبة غالبيتهم من الطائفة الشيعية وعددهم حوالى 74 الف سنة و23 الف دروز، حوالى 14 الف صوت مسيحيين، 16 الف صوت وهؤلاء جميعاً يتمثلون بخمسة نواب: 2 شيعة، 1 درزي، 1 سني، ومقعد ارثوذكسي·

ويتنافس على المقاعد الخمسة في هذه الانتخابات 14 مرشحاً موزعين على لائحتين: الاولى مكتملة وهي لائحة المقاومة والتنمية والتحرير وتضم النائب علي حسن خليل عن حركة امل، الدكتور علي فياض عن حزب الله، النائب اسعد حردان عن الحزب السوري القومي الاجتماعي، النائب قاسم هاشم عن حزب البعث العربي الاشتراكي والنائب انور الخليل مدعوماً من هذه الكتلة ومن الحزب التقدمي الاشتراكي ايضاً·

اللائحة الثانية هي: لائحة قرار مرجعيون - حاصبيا وهي غير مكتملة وهذه اللائحة مدعومة من قوى 14 آذار وخاصة من قبل الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل اللذين يمثلان الثقل السياسي الاكبر في قضاء حاصبيا وتضم هذه اللائحة: النائب السابق منيف الخطيب، رئيس الحزب العمالي الديمقراطي الياس ابو رزق ومنسق اللقاء الوطني الديمقراطي الدكتور عدنان عبود·

والى جانب هاتين اللائحتين هناك 6 مرشحين مستقلين حاول بعضهم تشكيل لوائح إما ثنائية وإما ثلاثية وهم: احمد الاسعد، سعد الله مزرعاني، رهيف رمضان، عباس شرف الدين، سلمان الجبلي ووسام شروف·

مراكز الاقتراع في مدينة حاصبيا والقرى المجاورة غصت بعشرات المندوبين لكل المرشحين بعد التأكد من تصاريحهم من قبل الاجهزة والقوى الامنية التي كانت تنتشر بشكل كثيف ومحكم حول مراكز الاقتراع من اجل المحافظة على الهدوء وتأمين وصول الناخبين الى الاقلام المحددة لهم بسهولة ودون معوقات·

المشهد الانتخابي في قضاء حاصبيا خلال هذا اليوم الماراتوني الطويل يمكن وصفه بالهادئ والديمقراطي حيث عبر المواطنون عن قناعاتهم بمرشحيهم بإرتياح رغم حصول بعض الاشكالات الفردية المحدودة والتي كانت تسارع القوى الامنية الى معالجتها فوراً منعاً لتفاقمها وقد اتسمت هذه الانتخابات بالمنافسة الحادة بين قوى 14 آذار والمعارضة، وبلغت ذروتها في منطقة العرقوب حيث الاكثرية السنية والتي انتخبت بنسبة 35% تقريباً 75% منهم صوتوا لصالح كتلة قرار مرجعيون حاصبيا التي يرأسها النائب السابق منيف الخطيب المدعومة من قبل تيار المستقبل وكذلك في القرى والبلدات الدرزية في حاصبيا ومحيطها حيث كان لزيارة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط للمنطقة قبل ايام تأثيرها على محازبيه ومناصريه في هذه المنطقة بحيث أوعز اليهم التصويت لصالح كتلة قرار حاصبيا مرجعيون وكذلك بالنسبة للنائبين انور الخليل وعلي حسن خليل رغم ترشحهما على كتلة المقاومة والتنمية والتحرير المدعومة من <حزب الله> و<حركة امل> و<التيار العوني> اما فيما خص المرشحين المستقلين عن هذه الدائرة فكان من اجل تسجيل موقف ومعرفة حجم كل منهم استعداداً للانتخابات القادمة، كما وسجل ايضاً خلال هذه الانتخابات اكتشاف العديد من اللوائح المزورة والملغومة سرعان ما كان يتم ضبطها من قبل المندوبين·

النائب السابق منيف الخطيب الذي ادلى بصوته في بلدته شبعا وصف الوضع بالجيد والمريح، وقال انها المرة الاولى التي يشعر فيها المواطن في هذه المنطقة بأنه يمارس حقه الانتخابي بحرية وديمقراطية بعيداً عن الضغوطات·

وابدى الخطيب خلال تفقده اقلام الاقتراع اعتراضه لجهة التشدد من قبل بعض رؤساء الاقلام سيما وان وزير الداخلية زياد باردو وكان قد اكد انه عندما تكون العناصر المطلوبة متوفرة في بطاقة الهوية فمن الواجب ان ينتخب صاحبها دون قيود·

وقال النائب قاسم هاشم: ان الانتخابات هذا اليوم تأخذ الطابع الديمقراطي رغم الشوائب التي تحصل في بعض المحلات خاصة لجهة استقدام المغتربين واستخدام المال السياسي وشراء الذمم والضمير وهذا ما لم تعتاد عليه منطقتنا ولا في يوم من الايام، ووصف القانون الانتخابي المعتمد في هذا الاستحقاق بالفاسد بامتياز ونخشى ان يؤسس لأزمات لاحقة فيما بعد داعياً الى اعتماد قانون انتخابي عصري وحديث على اساس النسبية·

مسؤول تيار المستقبل في بلدة الهبارية كرم ابراهيم قال: ان العملية الانتخابية تسير بشكل ديمقراطي والعلاقات بين كافة الاطراف السياسية والحزبية جيدة·

من جهته النائب اسعد حردان قال: ان الجنوبيين في هذه الانتخابات ارادوا توجيه رسالة الى كل لبنان يؤكدون من خلالها على الوحدة الوطنية اولاً وعلى هذه القاعدة يمكن اعتماد الخيار اللبناني واعتبار خيار المقاومة هو نقطة قوة لبنان وليس ضعفه وخيار المقاومة هو خيار نعتز به وهو معيار قوتنا ويدفع بالعالم الى احترامنا، وقال ان الحكومة الجديدة سيحددها المجلس النيابي الجديد·

احد المراقبين الدوليين التابع للجنة NDA الاميركية وصف الناخب اللبناني بالجيد الذي يعرف حقوقه وواجباته ويلتزم بالقوانين المرعية الاجراء، واضاف: خلال تجوالي على العديد من مراكز الاقتراع في هذه المنطقة لم اسجل ما يعكر صفو امن الانتخابات وهذا بفضل القوى الامنية اللبنانية التي تقوم بواجبها كما لاحظت على اكمل وجه·

بدوره حبيب مولي احد المراقبين المنتدبين من قبل جامعة الدول العربية للاشراف على سير الانتخابات وصف الوضع بالجيد والممتاز·

وقال: خلال تفقدي عشرات مراكز الاقتراع في منطقة الجنوب لم اسجل أية ملاحظة قد تؤثر سلباً على سير الانتخابات، وقال: لقد وجدت في الناخب اللبناني وعياً وحرصاً على انجاح العملية الانتخابية واتمنى ان تعمم هذه التجربة للانتخابات اللبنانية والتي جرت في يوم واحد في كل الوطن العربي·

محمد مبارك رئيس احد اقلام الاقتراع في بلدة شبعا وصف الاجواء بالهادئة وان الامور تجري بصورة طبيعية ومنتظمة بالرغم من كثافة المقترعين·

زاهي محمد الحرز رئيس قلم في بلدة عين قنبا، قال: ان الاقبال صباحاً كان خفيفاً بعض الشيء سرعان ما ارتفعت وتيرته بعد الظهر بحيث اصبح اقبال الناخبين كثيفاً ووصف الوضع بالهادئ والمستقر·

من جهته النائب انور الخليل وفي جولة له على اقلام الاقتراع في حاصبيا نوه بالتفاهم القائم بين المندوبين في معظم مراكز الاقتراع وشكر الخليل ابناء المنطقة لمشاركتهم في هذا الاستحقاق الانتخابي بكل وعي ومسؤولية وهذا ليس بغريب عن تقاليد وشيم اهلنا في هذه المنطقة·

هذا ومع اقتراب اقفال صناديق الاقتراع تبين وبحسب مصادر غير رسمية ان نسبة المقترعين تفاوتت بين بلدة واخرى وتراوحت ما بين الـ35% والـ50% من اصوات الناخبين·

كذلك جالت <اللواء> على مراكز الاقتراع المنتشرة في قرى قضاء، ففي بلدة القليعة اندفع الأهالي منذ ساعات الصباح للإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع حيث صوت نحو 1000 ناخب من أصل 3000 مسجلين على لوائح الشطب، وتوزعت الأصوات بين لوائح المعارضة والموالاة، وسط حركة ناشطة للعاملين في الماكينات الانتخابية للمرشحين·

وفي بلدة برج الملوك كان الوضع هادئاً وطبيعياً ووصلت نسبة الاقتراع إلى 25% ، أما في بلدة جديدة مرجعيون فكانت نسبة الاقتراع ضئيلة ولم تتجاوز الـ 20%·

أما في البلدات الشيعية فقد تجاوزت نسبة الاقتراع الـ 60% وتهافت الأهالي على صناديق الاقتراع التي شهدت عجقة كبيرة وسدت الممرات في المدارس والطرقات المؤدية إلى مراكز الاقتراع بالسيارات القادمة من بيروت، وهذا ما حصل في بلدة الخيام، فقد بدأ اقتراع الناخبون باكراً وشهدت الصناديق إقبالا كثيفاً، وجرت عملية التصويت في أجواء ديمقراطية هادئة، حيث تجاوزت نسبة الاقتراع في أقلامها الـ 60 بالمائة، وتوجه الناخبون للتعبير عن تضامنهم مع خيار المقاومة ودعمهم لتوجهات المعارضة كما قال أحد المقترعين·

وزار النائب علي حسن خليل مركز الاقتراع في مدرسة الخيام الرسمية حيث اشار إلى أن نسبة الاقتراع هي دليل على رغبة الأهالي عن دعمهم لمشروع المقاومة في بناء الدولة القوية·

في بلدة الطيبة كانت الأجواء جيدة لولا وقوع إشكال بين مناصري تيار الانتماء اللبناني والأهالي خلال وصول المرشح احمد الأسعد إلى المدرسة الرسمية في بلدة الطيبة ليدلي بصوته، وحصل تلاسن وهتافات معادية وتدافع بينهما أدى إلى تدخل الجيش اللبناني ومنعهما من الاقتراب من بعضهما البعض، وتعرض موكب الأسعد وخلال خروجه من بلدة الطيبة إلى رشق بزجاجات المياه·

ووسط إجراءات أمنية مشددة ومراقبة رسمية مكثفة من المندوبين عن الجمعية اللبنانية لمراقبة الانتخابات ومندوبين عن المرشحين وإقبال كثيف من الناخبين، تمت عملية الاقتراع في بلدة الطيبة حيث أدلى المرشح عن المقعد الشيعي في دائرة مرجعيون ـ حاصبيا علي فياض بصوته في إحدى أقلام الاقتراع داخل مدرسة الطيبة الرسمية حيث وصلت نسبة الاقتراع فيها إلى الـ50%·

ووصف المرشح فياض الأجواء بالهادئة والإيجابية والإقبال كثيف متوقعا أن يفوق ما كان في الدورات السابقة، مشيرا إلى أن هذه الانتخابات تعبر عن الإرادة الحرة للشعب اللبناني ولكن يجب أن نعترف بنتائجها احتراما للمعايير الديمقراطية·

المرشح احمد الأسعد استنكر ما تعرض له من مضايقات داعياً منتقديه للتعبير عن استيائهم عبر صناديق الاقتراع·

وأبدى قائمقام مرجعيون وسام الحايك ارتياحه لسير اليوم الانتخابي منوها بدور القوى الأمنية التي توفر الأجواء الهادئة والطبيعية للعملية الانتخابية وبدور رؤساء الأقلام والكتبة والمندوبين، مشيراً إلى حصول أشكال مع أحد رؤساء أقلام الاقتراع في بلدة ميس الجبل تمت معالجته بسرعة بعدما قدمت البلدية شكوى أليه بهذا الخصوص·

وكانت العملية الانتخابية قد جرت في بلدة دبين وسط تدابير أمنية مشددة اتخذتها وحدات من قوى الآمن الداخلي التي انتشرت في محيط أقلام الاقتراع وداخلها·

أما في دير ميماس ، فقد بدأ اقتراع الناخبين باكراً وشهدت الصناديق إقبالا ضئيلاً، حيث بلغت نسبة الاقتراع 20% وجرت عملية التصويت في أجواء ديمقراطية هادئة·

في بلدة ميس الجبل فقد شهدت استفتاء حقيقياً حول مشروع المقاومة وتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع بكثافة لافتة حيث بلغت نسبة المقترعين الـ65% ولم يحصل أي حادث يعكر صفو الأجواء، كما عملت البلدية على تأمين كافة مستلزمات للقوى الأمنية التي حمت المراكز·

يشار هنا الى انه تم تمديد الاقتراع في 3 مراكز في الخيام وبلاط وميس الجبل والتي تخطت نسبة الاقتراع فيها 55%،

تعليقات: