ما قصة الصراع على «الجزيرة» بين الأميركيين والتيار الإسلامي؟

بن جدو: لست مرشحاً لخلافة خنفر
بن جدو: لست مرشحاً لخلافة خنفر


بن جدو: لست مرشحاً لخلافة خنفر والكواري ليس رجل أميركا

منذ شهر تقريباً تغير مجلس إدارة قناة «الجزيرة» القطرية. التغييرات طالت، بين اخرى، وضع مدير عام الشبكة الزميل وضاح خنفر. انتشرت الكثير من الأقاويل بداية، ثم نشرت مقالات على خلفية ما يبدو، أو يراد له ان يبدو صراعا للإمساك بالقناة من القلب. فهل صحيح كما يقول داني شيختر من موقع «ميديا تشانيل دوت اورغ» في مقالته المعنونة (8حزيران) «أتتحول الجزيرة الى الفوكسيرا (تيمنا بقناة فوكس الأميركية) ان الصراع مستعر حالياً داخل «الجزيرة» بين التيارات الإسلامية والغرب عبر.. الإدارة القطرية؟ وان «التغييرات الحالية التي طالت صلاحيات ومركز رئيس القناة وضاح خنفر فقلصتها هي بالحقيقة أسلوب أميركي لوضع يدهم على القناة» عبر «تعيين حمد الكواري سفير قطر السابق في واشنطن في مركز قرار بمجلس الإدارة»؟ وما صحة ما يتردد عن خلافة حمد الخليفي لخنفر بما يتعلق بالشؤون المالية والإدارية؟ والى اي مدى تشكل أقوال الزميل حافظ الميرازي مدير مكتب واشنطن المستقيل، في المقابلة التي نشرتها الحياة (10 حزيران) رافد مصداقية لمقالة شيختر؟ تحدث الميرازي عن «تغيير» في المحطة «وتحديدا منذ اليوم الاول لعهد خنفر خصوصاً لجهة اختياره مساعدين ينتمون في غالبيتهم الى التيار الاسلامي المتشدد»؟ ما أحرجه مهنيا فأخرجه. فهل هذا صحيح؟ أم إن الأمر لا يعدو هجوماً مضاداً لما اعتبره اسلاميون متشددون في مقالة نشرت على الأنترنت سيطرة «الموالين للغرب واميركا على «الجزيرة» ؟

يستغرب الزميل غسان بن جدو مدير شبكة «الجزيرة» في بيروت «الجدل الدائم حول شبكة الجزيرة وكأنه جدل حول امن قومي»، ويضيف ضاحكاً باعتداد لا يكاد يخفيه «هذا يعني بان «الجزيرة» فرضت نفسها كقوة تأثير جدية داخل الساحة العربية. ما تفضلت به أثير بعد تعيين مجلس الإدارة الجديد لثلاث سنوات كما كان سابقاً إثر ولاية سنة واحدة للمجلس القديم، الذي قصرت ولايته بسبب المرحلة الانتقالية من قناة «الجزيرة» الى شبكة «الجزيرة».

للعضو المنتدب «إبداء الرأي» بالعمل

يصل بن جدو الى لب الموضوع «يقال ان اشخاصا عينوا وهم مقربون من اميركا وسيكلفون بالتخطيط لتحويل «الجزيرة» الى مناصرة لأميركا. وسمي وزير الإعلام القطري السابق وسفيرها السابق ايضا في واشنطن حمد الكواري. وكأن الكواري هو رجل أميركا في قطر!. انا اعرف هذا الرجل شخصيا وهو عروبي، لكنه منفتح بالوقت نفسه». وماذا عن الخليفي؟ يقول «في السنوات السابقة كان رئيس مجلس الأدارة هو المكلف بالأمور المالية والأدارية. وكان هناك موظف من وزارة المالية القطرية منتدب. فتم تعيين الخليفي كنائب رئيس مجلس ادارة مكلف بالشؤون الادارية والمالية بحكم الموقع. واضيفت الى مهامه صفة العضو المنتدب، اي ان مجلس الأدارة ينتدبه لاتخاذ القرارات بمعزل عن اجتماع مجلس الأدارة. هذا بالحقيقة نتيجة شكاوى من البيروقراطية». فهو موظف.. تقني؟ يجيب « هو كذلك ولكن هذا لا يعني ان هذا العضو لا يستطيع ان يراجع اشياء داخل القناة، ممكن تكون رأي في البرامج او الأخبار». لكن أيعني ذلك انه اداة مجلس الأدارة في القنوات أم أنه ..الموجه السياسي الحقيقي؟ ينفي بن جدو ان يكون لديهم «شيء اسمه موجه سياسي، ولا حتى مرجع ما عدا مجلس الإدارة مجتمعا او رئيس مجلس الأدارة (حمد بن خليفة آل ثاني)».

وضع خنفر: لم يعد له حق التصويت

ولكن، ما الذي تغير في وضع خنفر حتى اثير كل هذا الكلام حوله؟ يقول بن جدو «عندما عين خنفر مديرا للقناة لم يكن عضوا في مجلس الأدارة. العام الماضي اصبح مديراً للشبكة فعين عضوا في مجلس الأدارة. هذا العام تم الفصل بين تركيبة مجلس الأدارة وبين الشبكة. ومدير الشبكة يحضر اجتماع مجلس الإدارة لكنه ليس عضوا فيه ولا يحق له التصويت».

الى اي مدى لا تزال الضغوط الأميركية حاضرة على «الجزيرة»؟ وهل هي مباشرة عبر القيادة القطرية ام عبر قنوات عربية اخرى؟

«الضغط مستمر. والإدارة الأميركية محترفة. وهي تقدم أسبوعيا تقريرا حول ما تعتبره انتقادات لأداء الجزيرة بما يتعلق بالمصالح الأميركية ومنذ ما بعد 11 ايلول. والسفارة القطرية في واشنطن تتلقى هذه التقارير. والسفارة الأميركية في قطر تتصل بالجزيرة لتعطيها ملاحظات. ولا اعتقد ان هذا الأمر سيتوقف. والآن اصبحت لدينا قناة انكليزية تحادث الجميع بلغتهم». لكن وبغض النظر عن الانتقادات التي طالت القناة الانكليزية، التي ربما كانت لها علاقة بهذه الضجة. ألا علاقة لتعيين كواري بخبرته بالحساسية الاميركية؟ يقول «هذا الصوت لم يكن غائباً عن مجلس ادارة الجزيرة، هناك محمود شمام وقبلهما كان قاسم جعفر. وحتى داخل القناة ومجلس الإدارة. أما بالنسبة للكلام حول صراع التيار الديني والليبرالي بكل صراحة، «الجزيرة» خليط من كل هذه التيارات المتمركزة في اشخاص معروفين. لكننا نحرص على البعد المهني. والحديث عن هيمنة التيار الأسلامي مبالغ فيه (...) كوننا نغطي الواقع العربي، وهذه التيارات نشطة ومتحركة». ثم يستدرك «الآن تجدين بعض المتملقين داخل القناة. اذا كان للمدير توجه اسلامي يأخذون بالتحدث باسم التيار الديني وان كان قريبا من أميركا يصبحون مناصرين لها. هذا تملق موجود في كل المؤسسات. لكن ما يجمعنا هو الاعتبار المهني. أحيانا نخطيء وأحيانا نصيب: في التغطية العراقية أو اللبنانية..». لكن كيف يمكن الخطأ في ..تغطية؟ فهي خبرية. وهل هناك آلية في «الجزيرة» لحماية المهنية من ميول المسؤولين؟ يجيب «من الصعب تحصين القناة من مسؤولين او مشرفين على نشرات الأخبار او رئاسة التحرير. لكن تعدد الميول والمدارس يجعل من كل طرف يحسب انه سيراجع وسينقد وينتقد. ولكن كما تفضلت فالتغطية هي خبر. حتى في ذلك نحن نخطئ. أحيانا نبالغ بالخطأ واحيانا نستدركه بسرعة لاننا بشر». ثم يعود الزميل الى «موضوع تغيير وضاح، فلأول مرة اريد ان اتكلم حول كتابات تقول انه يهيء لتغييره. التغيير أمر طبيعي. هل هناك انتقادات لخنفر؟ نعم. من القناة وخارجها. تماما كما سلفيه وخاصة محمد جاسم العلي. من بين المرشحين، وهذا كلام اسمعه منذ سنوات، ان «فلان» مرشح ليأتي مديرا». فلان؟ نسأله: أنتكلم عنك؟، فيجيب «عن غسان بن جدو. اقول بصراحة ووضوح: لست مرشحا أو معنياً بإدارة «الجزيرة». فموقعي كصحافي أفضل. وقد حدثت الشيخ حمد وهمست بأذن وضاح خنفر باني اريد ترك مكتب لبنان للتفرغ لعملي الصحافي. وحتى وضاح قال لي انه يريد أن يعود صحافياً او حتى رجل أعمال، فالإدارة ابتلاء».

ويضيف «وسمعت بخديجة بن قنة وهناك من لم يجد حرجا بالقول اننا نتنافس على الموقع! وكل ما هناك انها اجرت حوارا مع الشيخة موزة حرم امير قطر فباتت وكأنها مرشحة».

خنفر: ليس للجزيرة أجندة سياسية
خنفر: ليس للجزيرة أجندة سياسية


تعليقات: