ردٌ على الرد

مي علي صادق
مي علي صادق


ردّ السيد عباس علي غريب على رسائلي وآرائي التي يشاركني فيها الكثير الكثير من أهلنا دفعني إلى الرد التالي:

لقد حاولت أن أكون موضوعية، لأرد كل الإفتراءات على المغتربين اللبنانيين عامةً واللبنانيين من أهل الجنوب المقاوم الصامد خاصةً!!

أبدأ أولاً بالتذكير بالعنوان الذي وضعته وأنا أطالب بحذف تلك الصور المسيئة لكربلاء وعاشوراء والإمام الحسين (ع):عاشوراء ليست تطبيراً بل مدرسة هيهات منا الذلة!!!

يقول: هل الحضارة الاوروبية والتقدم العلمي سينسوننا دماء سيدنا الحسين؟

لا أعرف من أين أتيت بهذا الإفتراء، ذكرى الحسين(ع) نحييها هنا المغتربين كما يحييها كل شيعة العالم،ولا احتاج لإثبات ذلك، ولو أردت لأثبته لك!

يقول: هل الانترنت وثورة الاتصالات ستنسينا ثورة الحسين ووجه الحسين ولحيته الذين خضبهما بدماء طفله الرضيع عندما استشهد بين يديه؟

أيضاً لا دليل على هذا الإفتراء!

بأبي هو وأمي، من يجرؤ أن ينسى ذلك!!

ولسنا من من أنستنا أو تنسينا ثورة الإتصالات والانترنت مبادئنا، فنحن واعون جداً ونعلم أنه كما لهذه الوسائل ايجابيات، فإن لها سلبيات كثيرة أيضاً لست بمورد الحديث عنها الآن!

يقول:إذا كان اصدقاء البعض في المانيا يخجلون من هذه الصور.. ألا يخجل هؤلاء من دعمهم المطلق للكيان الصهيوني وهو يبيد اطفال فلسطين؟

لا نخجل من دعم الغرب لإسرائيل فحسب، بل نحن في صراع دائم مع هذا الواقع الذي يجبرنا أن نعيش حياتين: في داخل بيوتنا ومحيطنا العربي والمسلم نحن معتدًى علينا، مسفوكٌ دمنا، محبطون، نتألم، نعجز لأيامٍ طوال أن نعمل أو ندرس أو ننتج بسبب الحروب التي تشن علينا، وفي خارجه نعيش لا مبالاة الغرب بمعاناتنا، بل جهلهم التام لقضايانا ونسعى في كل مناسبة أن نقول ونثبت ما يخدم قضايانا، سواءً في ما يخص الإسلام وتهمة الإرهاب أو قضية فلسطين والتذكير بأنها محتلة من إسرائيل وأن ما تقوم به الحركات المقاومة ومنها وعلى رأسها حزب الله ، الذي يستمد كل قوته من بعد الله سبحانه وتعالى من كربلاء وعاشوراء ودماء الحسين (ع) وهيهات منا الذلة و... و... و... و...، انما هو في إطار الدفاع عن الارض والعرض والمقدسات، ونذكرهم دائماً بكل مقاومة نشأت عبر التاريخ في الإطار نفسه!

يقول: أرجو المعذرة لكن كلمة "أخجل" يجب ألا تقال عن ذكرى عاشوراء!

إنه إفتراءٌ واضح، فأنا لم أخجل من عاشوراء بل من الصور، والدليل هو وجود المقال على صفحة الخيام، بل أنا ممن يجاهرون ويفتخرون بانتمائهم...

وهنا أورد عبارة ل "غولدا مائير" رئيسة حكومة الكيان الصهيوني الغاصب السابقة في ما يخص الشيعة الذين أقصدهم، تقول في مذكراتها: "على جنرالات إسرائيل أن يدركوا أنّه بإمكانهم القيام بحروب على كل الجبهات العربيّة و سينتصرون بها إلا الجبهة الشمالية لأنّ في جنوب لبنان قوم يسمّون بـ <الشيعة> قتل إمامهم منذ 1400 سنة و لا زالوا يطالبون بثأره حتى اليوم "!!!

يقول: تارة يريدون الحرية وطورا لا يريدونها.. عجبا!

من هم هؤلاء الذين تقصدهم بكلامك؟

وأية حرية تقصد هنا؟

إن الحرية المطلقة خطأ كبير و القيود المفرطة خطأ أكبر. ويبقى مفهوم الحرية واسع جدا و يحتاج إلى شرح كثير، اكتفي هنا بالقول إن الحرية والمسؤولية يقترنان ببعضهما، فهما وجهان لعملةٍ واحدة وإن الإحساس بمسؤوليتنا نحو أنفسنا ومجتمعنا سيقودنا الى التطبيق الأمثل للحرية!!

يقول:اليس منع نشر الصور ومنع الشباب من التعبير كبت للحريات؟

عن أي تعبير للشباب تتحدث هنا؟ انها ليست أكثر من عادات وتقاليد توارثها الناس وماراسوها إما عن جهلٍ للحسين (ع) كقيمة إسلامية وإنسانية كبيرة أو حبٍ مفرط له، اعترف لك انني لا أعلم كيف دخلت هذه العادات إلى المذهب الشيعي واقترنت بعاشوراء ولكن الذي أعرفه جيداً أن معظم العلماء الكبار حرموها وقالوا أنها ليست من عاشوراء بشيء والذي يريد بالرغم من كل ذلك أن يمارسها فهذا شأنه وليس له أن يدعي أنها من عاشوراء ومذهب أهل البيت عليهم السلام!!

وهنا سؤال يطرح نفسه: هل فعل أئمة أهل البيت عليهم السلام ذلك؟

هل يفعله العلماء، الذين هم، كما ندعي، مثلنا الأعلى؟

يقول:هل كارنافال ريو دو جينيرو حضاريا واخلاقيا وذكرى الحسين شيء يخجل؟

ما هذه المقارنة التي لا تستقيم!!!

كل حديثي كان عن صور دموية لا تحمل في طياتها غير اسئلةٍ دون اجوبة وتشويه لمذهبٍ عظيم كمذهب أهل البيت عليهم السلام، لم أجئ على ذكرى عاشوراء إلا أنها مدرسة هيهات منا الذلة وهي كذلك!!

انني في هذه المناسبة ادعو إلى أن نكون واعين ، وأن يلعب كل واحد منا دوره في توعية المجتمع على أمور لا تجلب له الصلاح، وأن نمارس حريتنا مع مراعاتنا لمسؤليتنا إتجاه أنفسنا ومجتمعنا.

وأخيراً أورد بعد الفتاوى التي تدعم مقولة أن التطبير حرام:

فتوى من مكتب السيد محمد حسين فضل الله :

س: هل التطبير حلال أم حرام أم جائز مع ذكر السبب ؟

ج: التطبير محرم لما يسببه من الضرر الذي يحرم إرتكابه شرعاً بحق النفس أو الغير ولما يستلزمه من الهتك والتوهين للمذهب.

فتوى للسيد الخامنئي:

س: ما هو حكم ضرب الطبل والصنج، ونفخ البوق، وضرب السلاسل، التي يكون في رأس كل سلسلة منها موسى حادّ في مجالس ومواكب العزاء؟

ج: إن كان استخدام السلاسل الكذائي موجباً لوهن المذهب في نظر الناس، أو كان مؤدياً لضرر بدني معتنى به، فلا يجوز. وأما استعمال البوق والطبل والصنج بالنحو المتعارف، فلا بأس فيه.

واختم: عذرا لا شيء شخصي!!!

والسلام

مي علي صادق -ألمانيا

تعليقات: