إسرائيل تماطل في وعودها لليونيفيل بالإنسحاب من الجزء الشمالي للغجر


أبلغ قائد القوة الدولية الجنرال كلاوديو غراتسيانو وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ منتصف الشهر الماضي ان اسرائيل ستنسحب في 25 تشرين الثاني الماضي من الجزء الشمالي من بلدة الغجر التي احتلتها خلال حربها على لبنان في تموز 2006. ومر شهر والاحتلال على حاله لهذا الجزء اللبناني. وقصد غراتسيانو تل ابيب مرات عدة. لكن وزير الدفاع ايهود باراك امتنع عن استقباله ثم عاد فقبل. والتقى رئيس الاركان الجنرال غابي اشكينازي واستنتج من المحادثات اللبنانية – الاسرائيلية العسكرية التي عقدت برعايته في الناقورة ان الجيش الاسرائيلي سيخلي الجزء الشمالي لبلدة الغجر وورد هذا التوقع في اكثر من تقرير رفعه الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون الى مجلس الأمن. لكن القيادة العسكرية الاسرائيلية تتذرع في كل مرة لقائد "اليونيفيل". لتأخير انسحابها من تلك المنطقة وجديد ذرائع المماطلة والتسويف ضرورة انتظار الانتخابات النيابية الاسرائيلية.

وأشارت مصادر وزارية الى انها لا تستغرب التسويف الاسرائيلي علماً ان استمرار الاحتلال الاسرائيلي للجزء الشمالي من بلدة الغجر هو خرق للقرار 1701. وقد ابلغ المنسق الخاص للامين العام للمنظمة الدولية لدى لبنان وليامز كما سبق ان ابلغ غراتسيانو لدى اجتماعه الى عدد من المسؤولين اول من امس ان اي مسؤول اسرائيلي حالي ليس في وسعه ان يوافق على انهاء هذا الاحتلال لتخوفه ان ينعكس عليه انتخابياً، أي ان المسألة مؤجلة ربما الى الربيع، هذا اذا صدق رئيس الوزراء المقبل ومن غير المعروف الى الآن من سيكون.

ولفتت الى ان غراتسيانو ووليامز يسعيان لدى الاسرائيليين بنيات جادة وبدراية وحكمة، غير ان المسؤولين الدوليين يصدقان ما يسمعانه من الاسرائيليين غير مدركين او مدركين لأسلوب المماطلة، بدليل ان القوة الدولية لديها اقتراحات عدة لطرحها عليهم لكن التحايل حاضر لدى هؤلاء للتهرب من التقيد بما نص عليه القرار 1701 كما يخرقون بنداً آخر من القرار عينه وهو عدم خرق الاجواء اللبنانية ومقاتلات سلاح الجو تكاد ترتكب ذلك يومياً. وتجدر الاشارة الى "ان "اليونيفيل" ليست قوة ردع، لارغام الجيش الاسرائيلي الانسحاب من اي بقعة من الجنوب، اضافة الى ان الجيش الاسرائيلي يقدم على تجاوزات في محيط الخط الازرق كما فعل في خراج بلدة بليدا باختطاف مزارعين شقيقين. وتتجنب "اليونيفيل" تحديد نقاط الاعتلام للخط الازرق وهي المكلفة هذه المهمة لأن كل نقطة تستوجب موافقة كل من الطرفين. وأثار غراتسيانو هذه المسألة مع الرئيس فؤاد السنيورة الذي وعد بالتجاوب مع هذه الرغبة لوضع حد لتجاوزات الجيش الاسرائيلي مع الرعاة او المزارعين اللبنانيين.

ولم تستغرب ما يجري حالياً مع اسرائيل ومضيها في احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وتبين وفقاً لديبلوماسي اوروبي في بيروت انها لن تنفذ القرار 1701 الا بعد ان تقطف الثمن من لبنان وهو إدخاله بالتفاوض معها في اقرب وقت ممكن من بدايات العام الجديد 2009. وتتعمد الاساليب المختلفة عبر مسؤولين دوليين واوروبيين وعرب. الا ان موقف الحكومة ثابت من الرغبة الاسرائيلية وتلخص بان تنفذ تل ابيب قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالصراع اللبناني – الاسرائيلي اولاً لأن لا شيء لدى الحكومة اللبنانية تفاوض عليه، واذا ما نفذت اسرائيل المطلوب منها ينضم لبنان الى المسارين السوري والفلسطيني لاستكمال التفاوض حول عملية السلام ومقوماته وديمومته.

تعليقات: