محترف جورج الزعني أحيى الذكرى العاشرة لرحيل مؤسسه وكلمات عددت مزايا الراحل


الزعني علما من أعلام الثقافة والفن والإبداع في لبنان، كان مسكوناً بهموم الناس والوطن، وركز في معارضه على القضايا الوطنية

نظّم محترف جورج الزعني حفلاً تابينيا للفنان جورج الزعنّي، بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيله وتقديراً لمساهماته الفعّالة في إثراء العمل الثقافي، وذلك في مقر المحترف بحضور اصدقاء المحترف وعائلة الراحل، ووجوه ثقافية وإعلامية.

بداية، تحدث الزميل محمد ع.درويش ، فوصف الراحل "بوجه من وجوه لبنان الثقافية والوطنية.

واضاف : جورج الزعني سنديانة راس بيروت هو لقب أطلق على جورج الزعني، وهو شخصية بارزة ومحترمة في منطقة رأس بيروت. كان معروفا بدوره في المجتمع المحلي، ونشاطه الاجتماعي، وعلاقته الوثيقة بالناس في المنطقة.

يُعد الزعني من الوجوه التقليدية التي لعبت دورا في الحفاظ على النسيج الاجتماعي للمنطقة على مر السنين، وكثيرا ما يُشار إليه باحترام كبير من قبل سكان بيروت المحليين ويشير لقب "السنديانة" إلى قوته، وثباته، وعمقه الجذري في المجتمع البيروتي.

وختم : جورج الزعني علما من أعلام الثقافة والفن والإبداع في لبنان، كان مسكوناً بهموم الناس والوطن، وركز في معارضه على القضايا الوطنية.

صقر أبو فخر وصف الزعنّي بأنه «طائر يسابق الغيم»، وقال: «عام 1978 سمعت، للمرّة الأولى، بجمعية المكحول للفنون والحِرف، وشاهدت، بمتعة غامرة، مهرجان المكحول الأول حين كانت بيروت تخرج بصعوبة من حرب السنتين. وفي ذلك الشارع الضيق رأيت جورج الزعنّي يتنقل بين المشاركين بحيوية لافتة. وفي عامَي 1979 و1980 صار مهرجان المكحول الاسم الثاني لجورج الزعنّي الذي يسرّه أن يردّد أن الشاعر الشعبي البيروتي عمر الزعنّي هو قريبه، على رغم اختلاف الانتماء الديني. لكن هذا الفارق لم يكن له أي قيمة في منطقة رأس بيروت التي اشتهرت بأن المسيحيين فيها أبناء خالات المسلمين بالرضاعة والمجاورة».

وأضاف: «كان يغرف من ثروة موروثة ويغدقها على معارض الفن، وعلى تشجيع الفنانين الشبان الذين أخذ محترف جورج الزعنّي بأيديهم شوطاً من الزمن. لكنه نال، لقاء ذلك، ثروة أخرى هي انغماسه في كل شأن وطني. فكان يحوّل موضوعاته إلى شلال من الصور والزوائد الجميلة والطريفة. ولم يترك قضية إلا تناولها كالمقاومة وفلسطين وياسر عرفات والنقود والتبغ والقهوة وتماثيل لبنان وغير ذلك. وكانت الأفكار في رأسه ينبوعاً لا ينضب فإذا سألته عن معرضه المقبل يمدّ يده إلى تحت التخت ويخرج معرضاً كاملاً جاهزاً للتعليق الفوري».

الصحافي والناقد الفنّي أحمد بزون قال: «جورج الزعنّي من الذين فعّلوا الفن والحركة الفنية في لبنان، وعمل منذ زمن في هذا المجال، منذ أيام غاليري أليسار، إذ أقام المعارض والأمسيات، وكان المكان معرضاً بحدّ ذاته. هو ديناميكي، وكثيف الإنتاج. جورج يعمل بحماسة وحبّ وقناعة وشغف وجهد شخصي، وهو من خلال معارضه قدّم عدداً كبيراً من الشخصيات اللبنانية السياسية والفنية والأدبية. وعطاءاته غزت الخارج أيضاً. كلّ هذا التنوّع من الأفكار والمواضيع أضاف نكهة ثقافية مختلفة إلى الحراك الثقافي في لبنان».

الفنان فؤاد شهاب قال : جورج الزعني ابن مدينة بيروت الوفي لرسالتها حريصا على أن لا يغيب حبه لمدينته والتزامه بوطنيته وتحسسه بجراح أمته عن معارضه، حيث كان يعتبر الفن رسالة وجسراً بين الإنسان والإنسان، وبين البشر وقضاياهم الإنسانية العادلة.

نيلي الزعني رعد قالت : جورج الزعني رفض أن يستسلم للحرب وأثارها، وللتصحر الثقافي وتداعياته، ولحصار الثقافة الأصيلة، فكان له في كل فصل من السنة معرضاً متنقلاً بين كل دور الثقافة في بيروت وخارجها حاملاً في كل معرض فكرة جديدة، وأسلوبا جديداً، وإبداعا في رعاية الإبداع. وله أعمال ومساهمات أثرت العمل الثقافي.

ارملة الراحل سهام مجدلاني قالت : «جورج الزعنّي قامة وطنية عملاقة لالتزامه قضية وطنية وقضية الإنسان في وطنه، ولاحتضانه ذاكرة لبنان ولاندفاعه تجاه دعم كلّ إبداع وكل فنان وكل رسّام، ولايضاءاته على قامات وطنية كبيرة.

وختمت : جورج الزعني هو أحد أبرز الوجوه التي فرضت نفسها على ساحة الفن التشكيليّ خصوصاً، والساحة الثقافية عموماً، وسلّطت الضوء على دينامية الزعنّي وانخراطه في عملية البناء الثقافي عبر محترفه ونشاطاته.

اما كلمة الختام، فكانت لنجل الراحل الاستاذ غسان الزعني شاكرا الحضور ومستذكرا لوالده الذي اشتهر بأعماله الفنية التي ركزت على هموم الناس والوطن، وبدوره في إثراء الساحة الثقافية اللبنانية.

محمد درويش







تعليقات: