كلما عاد 13 نيسان.. نتذكر غالب وأبو غالب حسين عكر


في 13 نيسان عام 1975 أقدمت مجموعة من ميليشيات الكتائب اللبنانية بإطلاق النار على حافلة كانت تقل لبنانيين وفلسطينيين خلال مرورهم بمنطقة عين الرمانة في بيروت، أثناء عودتهم من مهرجان سياسي في مخيم مار الياس، ما أدى إلى استشهاد 27 شخصاً من ركاب الحافلة، كان من بينهم شخص في ريعان شبابه، من أبناء بلدتنا الخيام، هو الشهيد غالب عكر.

ومع انتشار هذا الخبر الذي عُرف بـ"حادثة بوسطة عين الرمانة"، اندلعت الاشتباكات بين القوى الوطنية والكتائب في أنحاء بيروت، وأخذت الميليشيات الطائفية بتوقيف وقتل الفلسطينيين واللبنانيين على الحواجز، بناءًا على بطاقات الهوية، وارتُكبت المجازر بحقهم. وكان من بين الضحايا حسين عكر (والد غالب) الذي كان قد توجه من الخيام إلى بيروت للبحث عن ابنه، فوقع على أحد الحواجز الطائفية وتمت تصفيته بدم بارد.

هي جريمة لن ينساها اللبنانيون وتحديداً الخياميون ولن ينساها التاريخ. تداعياتها مستمرّة إلى اليوم بعد أن أدت حينها إلى 150 ألف قتيل، 17500 مخطوف، 13 ألف مفقود ومئات السيارات المفخخة وخسائر اقتصادية بالمليارات هي حصيلة الحرب الأهلية في لبنان التي يوافق اليوم الذكرى الـ 48 لإنطلاق شرارتها الأولى في عين الرمانة.

مواضيع عديدة كتبت عن الشهيد غالب عكر، نعيد نشر بعضها وفاءً لروحه ولروح والده:


غالب عكر ولحظة الوداع الاخيرة

حسين عبدالله

12 نيسان 2010

في الساعة الثانية عشرة ظهر الثالث عشر من نيسان 1975، كان اللقاء الاخير مع غالب عكر الشاب الخيامي الذي ترك بلدته قاصدا بيروت طلبا للعلم، حين صعد غالب في الباص المشؤوم او بوسطة عين الرمانة كما اصبحت تعرف وهو يتهكم علينا ونتهكم عليه لان اللباس العسكري الذي كنا نرتديه يصلح لرجل سمين جدا ونحن الثلاثة مجتمعين لم يكن يصل وزننا الى 120 كلغ.

تواعدنا انا وهو والمرحوم الشاب محمد ذيب عواضة ان نلتقي بعد ساعتين او ثلاثة في الدكوانة حيث كان يقيم غالب، واطل غالب من النافذة قبل ان ينطلق الباص وهو يلوح بيده على امل اللقاء، لكننا لم نكن ندرك انه اللقاء الاخير وتحية الوداع وان بوسطة الموت تقل الى الحتوف وليس الى اماكن الحياة.

كان غالب عكر فدائيا بامتياز ومقاتلا من اجل القضية بصدق مع انه لم يكن يحمل بندقية وربما لم يطلق رصاصة واحدة في حياته، فلقد كانت قضايا الامة العربية تسكن في وجدان وجدانه، فهو كادح ابن كادح وهموم الجماهير يحملها على كتفيه لانها همومه، كما هي هموم الامة التي كان جنديا من جنودها في مسيرة التحرير الطويلة.

الذين لايعرفون غالب عكر لايعرفون تاريخا من النضال والجهاد كان غالب واحد من القافلة الطويلة المترامية الاطراف التي تنشد وطنا من المحيط الى الخليج يهدر فيه صوت الاحرار الرافضين للخنوع.

والذين لايعرفون غالب عكر يعتبرونه ضحية من ضحايا بوسطة الموت في عين الرمانة ولايعرفون ان الذين اطلقوا الرصاص عليه وعلى رفاقه في البوسطة انما اطلقوا النار على لبنان الحر السيد المستقل وعلى وحدته واستقراره، وانهم فتحوا باب الجحيم بوجه هذا البلد الصغير الذي مزقت رصاصات عين الرمانة وحدته وادخلته في اتون دورة العنف والقتل والتي طالما كان غالب عكر ورفاقه يحرصون على صيانة الحرية والديمقراطية في هذا البلد.

والذين اطلقوا الرصاص على بوسطة عين الرمانة كانوا عن سابق تصور وتصميم يطلقون النار على فلسطين وقضيتها التي كان غالب عكر واحدا من الذين انتهوا للتو من المشاركة في عرض عسكري تحية ووفاء لابطال مجموعة فدائية من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة استطاعت دخول مستعمرة نهاريا واحتجاز رهائن داخلها.

ودخول المستعمرات واحتجاز الرهائن كان امرا يبدو عاديا لدى الفدائيين الفلسطينيين الذين وصلوا تل ابيب وغيرها من المدن الاسرائيلية.

كلما عاد 13 نيسان اتذكر غالب عكر اتذكر سمرته وبسمته، واتذكر كيف استقبلته الخيام شهيدا في زورق يسبح على بحر من الاكف وسط صيحات تشق عنان السماء تتحدى العدو وتؤكد على ان المسيرة مستمرة.

غالب عكر 35 عاماً على رحيلك ومازال الوطن على الجلجلة.

* حسين أحمد عبدالله

------- -------- -------


تنذكر و ما تنعاد

الدكتور حسن شهاب

2042009

شكرا الى الاستاذ حسين أحمد عبدالله لما كتبه عن حادثة بوسطة عين الرمانة الأليمة والموجعة. مع التمنيات له بطول العمر والصحة والعافية.

كل الاحداث التي نتذكرها تؤكد للبنانين انه يجب ان يكون في لبنان حكومة قوية عادلة ومقاومة تحمي الوطن والمواطن.

شهداء لبنان الوطن والتراب والدم، الشهيد غالب عكر وجميع الشهداء في البوسطة وقبلها الشهيد النائب معروف سعد ابن صيدا البار في ساحة النجمة...

بالفعل منذ ان ولدنا على ارض لبنان الغالي نتذكر الاعتداءت الاسرائلية المتكررة على الجنوب وخرقها للسيادة اللبنانية.

وكما يقول المثل "تنذكر و ما تنعاد"

* الدكتور حسن شهاب - روسيا

------- -------- -------


غالب عكر.. ذكراك ينبوع يروي ووردة حمراء على صدر الخيام

أحمد حسن الباشا

13 نيسان 2010

تسرح بنا الذاكرة إلى مروج الخيام الخضراء وربيع طفولتنا العامرة بالبساطة والفرح أيام كنا وبيت "أبو غالب حسين عكر" جيران في بيوت التعمير الصفراء في الجلاحية.. نلعب ونلهو في الحصيد ونركض وراء أمهاتنا باتجاه العين لنملأ الماء ونخطط لمشاريع الصيف والنزلة إلى غدير "الشاغورية".

... وسافر ابو غالب ووالدي الى ليبيا أما غالب فقد توجه إلى بيروت ليكمل دراسته تاركاً لنا كتبه واشعاره وبعض ما كتبه عن الاخضر العربي وفلسطين...

أحلام جيّشت مشاعر جيلنا وحولت الفدائي عندنا الى قدّيس .

كم نحن بحاجة اليوم ياغالب إلى مشاعرك النبيلة لنكون الى جانب اهلنا الفلسطينيين قولاً وفعلاً من أجل الحدّ الادنى من شروط الحياة البشرية في المخيمات، حقّ العمل والتعليم والتنقل...

أصدقاء لنا يعملون اطباء في بلاد تخرجهم ولا يسمح لهم بمداوة اهلهم!

نعم ياصديقي يطلقون كل شعارات التضامن مع القضية الفلطينية ويمارسون ابشع اشكال الحقد العنصري بحق الفلسطينيين أنفسهم.

أطلق هذه الصرخة في ذكراك لان هذا الحقد هو نفسه الذي انصب عليكم في بوسطة عين الرمانة!

غالب عكر كان لا يعنيه الا الانساني جدا.. هذا الحالم الرومنسي بحق الفلسطينيين بوطنهم!

ذكراك ينبوع يروي ووردة حمراء على صدر الخيام

* أحمد حسن الباشا

------- -------- -------


أبو غالب حسين عكر: خيامي أصيل .. تفانى في خدمة عائلته حتى الشهادة

حسين عبدالله

15 نيسان 2010

بمناسبة عيد الأب (بعض البلدان تحتفل به في 19 نيسان) لا بد من أن نتذكر قصة الأب الخيامي حسين عكر الذي ترك بلدته متوجهاً إلى بيروت في 14 نيسان عام 1975 بعدما أشيع في البلدة أن إبنه البكر غالب كان من بين ضحايا بوسطة عين الرمانة:

سار حسين عكر ولم يتطلع وراءه غير آبه بالحياة، وجهته نجله غالب الذي كدّ وتعب وسهر من أجل أن تتحلق العائلة يوما ما شبّاناً وصبايا حوله في الشدائد والفرح.

قطع أبو غالب حسين عكر نصف الطريق الطويلة وعيناه مغرورقتان بالدمع، فهو لم يتصور يوما ان ولده البكر هو اول الضحايا المظلومين الذين بدمهم فجر حفار قبر الوطن شرايينه لكي يتوقف قلب لبنان عن الخفقان.

سمع ابو غالب خبر استشهاد إبنه لكنه لم يصدق لان الأمل بالحياة عنده اقوى وامضى، ومع ذلك ركب سيارة الاجرة من بلدته الخيام الى بيروت وركبت كل الاماني وفي مخيلته شريط طويل عن نجله منذ الطفولة حتى آخر لحظة عندما ودعه على مصطبة البيت واعداً إياه انه سيعود يوماً وبيده شهادته العلمية.

وانطلقت السيارة باتجاه بيروت لكن قلبه وعقله كانا اسرع بالوصول، يدوران في شوارع العاصمة، يفتشان عن شاب اسمر لم يتجاوز العشرين من عمره، وكلما اقتربت السيارة من العاصمة كانت التساؤلات الممزوجة بالدموع لدى ابي غالب تتزايد:

هل ارى غالب حياً واضمه واحضنه؟

هل اعود به الى الخيام ملعب احلامه الى جانب رفاقه الذين يسكنون وجدانها؟

أخذته الهواجس كثيرا ولكنه بقي على امل أن يصل في النصف الاخير من الطريق الى إبنه وفلذة كبده وعندها يفي نذرا قطعه على نفسه بانه سينام في لحده مسرورا زاهدا بعمره.

قالوا له لا تخاطر ابو غالب، فبيروت تحت فوهة المدفع وصليات المدافع الرشاشة وتنبعث من شوارعها رائحة الموت التي بدأت تنتشر في سماء العاصمة. ابتسم ابو غالب ورد قائلا المخاطرة ان ابقى حيا واترك ولدي غالب وحيدا انه محتاج اليّ كما انا محتاج اليه.

وبين ازيز رصاصة ورصاصة يقول ابو غالب هذا اجلي قد دنا لكن امنيتي ان يطول خطوتين ليس اكثر الى حين اكحل عيني بوجه طالما احببت وطالما تمنيت لو ان الله ياخذ من عمري ليطيل عمره.

لكن القدر قال لابي غالب: "ستموت بحسرة ولدك غالب الذي خطفته من الحياة رصاصات الغدر والجبن والطائفية لتخطف الوطن الى الجحيم".

وعلى بعد خطوتين من مستشفى الكرنتينا حيث يرقد غالب شهيداً غاضباً على قتلته وقتلة لبنان، سقط ابو غالب شهيداً ويده مرفوعة متضرعاً الى الله معاقبة القتلة الذين حرموه النظرة الاخيرة لولده الشهيد...

وعاد ابو غالب وسط السواد والدموع الى الخيام ليلتحق به بعد ايام قليلة جثمان ولده غالب الذي طاف على أكف رفاقه في شوارع بلدته التي احبّ فيما كانت الحناجر تصدح في السماء معاهدة الشهيدين على الوفاء للوطن، مفتتحا عهد الشهادة الخيامية فبدأت الخيام بين حين وآخر تستقبل ابناءها محمولين على الراحات في زوارق تسبح في بحور من البشر.

اذكر حين وصلت سيارة الاسعاف التي تحمل الشهيد غالب الى الخيام قال لي سائقها هل هذه الجموع كلها تعرفه؟

قلت انها حزبه. وبعد ثلاثة عقود ونيف يكبر حزب غالب ووالده ليصبح على مدى الوطن كله حزب الشهادة ومقارعة الظلم.

أبو غالب حسين عكر جسّد شخصية الاب الكادح من أجل أسرته والمتفاني من أجلها حتى الشهادة.

* حسين أحمد عبدالله

------- -------- -------


غالب عكر: شهيد الخيام.. أول شهداء القافلة

أحمد ابراهيم

13 نيسان 2012

ظهر الثالث عشر من نيسان 1975، سقط غالب عكر الشاب الخيامي الذي ترك بلدته قاصدا بيروت طلبا للعلم شهيدا الى جانب كوكبة اخرى سقطت في بوسطة عين الرمانة بوسطة الموت .

كان غالب الشاب النحيل الجسم الاسمر البشرة ممتلئا بالعنفوان والحيوية ونصيرا ناصرا لقضيته قضية الفقراء والاحرار .

فلقد كانت قضايا الامة العربية تسكن في وجدانه ، وهموم الجماهير الشعبية تثقل كتفيه فهو جندي من على مقعد الدراسة في مسيرة التحرير الطويلة.

فهو واحد من القافلة الطويلة المترامية الاطراف التي تنشد وطنا من المحيط الى الخليج يهدر فيه صوت الاحرار الرافضين للخنوع.

فالرصاصات التي نخرت جسد غالب ورفاقه في بوسطة عين الرمانة نخرت جسد فلسطين والفقراء والكادحين

كلما عاد 13 نيسان نتذكر غالب عكر سمرته وبسمته، ونتذكر كيف استقبلته الخيام شهيدا وسط بحر من الجماهير فكان في مقدمة قافلة الخيام وشاهدا على ويلات وطن .

* أحمد محمد ابراهيم

------- -------- -------


غالب عكر.. أوتي بجثمان أبيه قبل جثمانه

اسعد محمد اسعد عبدالله

14 نيسان 2012

إن الشهيد غالب عكر هو اول شهيد قدّمته الخيام في بداية الحرب الآهليه اللبنانية.

استشهد عندما هاجمت القوي الانعزاليه والمتصهينه بوصطة عين الرمانة.. فلما شاع في الخيام خبر العملية الإجرامية، ذهب ابوه، حسين عكر، إلى بيروت ليأتي بجثمانه فأوتي بجثمان ابيه قبل جثمانه.

كان الشهيد غالب من المناظلين الأشاوس في صفوف الحركة الوطنيه في ذالك الزمان.. رحمه الله واسكنه فسيح جناته.

لا تبكه فاليوم بدء حياته ان الشهيد يحيا يوم مماته

رحمك الله يا صديقي ورحم الله والدك المكافح

...

* اسعد محمد اسعد عبدالله .. كندا - أوتاوا

------- -------- -------


في الشهيد «غالب عكر» والشهداء الآخرين

د. يوسف غزاوي

1642010

قتلوا غالب عكر ليقتلوا أمل كل الطامحين الحالمين الكادحين الفرحين بانتمائهم وبعروبتهم

قتلوا غالب عكر ليقتلوا أمل كل الطامحين الحالمين الكادحين الفرحين بانتمائهم وبعروبتهم

كان الشهيد "غالب عكر" رفيق طفولتي وزميلي على مقاعد الدراسة حيث جمعتنا المدرسة الرسميّة في صفّ واحد وطاولة واحدة.

كان طموحنا (وغالب واحد منّا) بعلوّ جبل الشيخ الذي يستقبل الشمس كلّ صبيحة لتضيء قممه وثلوجه وعيوننا الشامخة حيث يرقد هذا الثلج وذاك الضياء.

كنّا نتبارى بشراء وجمع الدوريّات المصوّرة كطرزان وسوبرمان والوطواط وطبّوش وبونانزا و..و..و.. الكثير منها التي كانت تحملنا إلى تلك العوالم والأمكنة التي تقع وراء البحار والمحيطات التي كان تطلّ عليها قمم جبل الشيخ.

كان غالب الأكثر تراكماً بيننا، يجمع ويكدّس تلك القصص المصوّرة، فكنّا نحسده على ذلك. لكنّ غالب، المناضل الطموح المحبّ للحياة والعلم والخيال وآكشن الشباب والقصص، وقع ضحيّة لعبة الكبار وغدرهم وشراستهم وقصصهم النتنة، فقصفوا زهرة تفتّحه على الحياة والعلم والنضال الاجتماعي ليقتلوا كلّ أمل لهؤلاء الطامحين الحالمين الكادحين الفرحين بانتمائهم وبعروبتهم.

لم يكن غالب الوحيد في ذلك، بل لحقه مظلومون آخرون: "غسان حسّان" و"سلمان أبو عبّاس" اللذان لا يقلان شأناً وروعة وقيمة عن غالب المغدور وأبي غالب اللذين، بقتلهما، يُمكن تأريخ أوّل مجزرة إنسانيّة بحقّ أهالي الخيام بداية الحرب الأهليّة القذرة.

بالرّغم من استشهاده، يبقى غالبٌ غالباً للقتلة، مُشعّة ذكراه طالما أنّ الشمس تشرق كلّ يوم من وراء جبل الشيخ، لتنير عيوننا وعيون من عرفوا غالب وسليمان وغسان وكلّ الشهداء المظلومين في مجازر هذا الوطن.

تحيّة للشهيد غالب عكر في ذكراه ولأبي غالب، وتحيّة لغسان ولسلمان وللمقاعد التي جمعتنا صغاراً وبقيت في ذاكرتنا كباراً...

* د. يوسف غزاوي

------- -------- -------


غالب عكر.. كم تفتقدك الخيام

عزت رشيدي

1442014

تفتقدك الخيام يا شهيدنا البطل، خطفتك الحرب البشعة في ريعانك..

كنت تتمنى ان لا تسقط ضحية مخطط طائفي رجعي مجنون مع والدك وعشرات الالاف من اللبنانيين الذين قضوا في الطرقات والاسواق وفي بيوتهم،

كنت اول ضحايا المؤامرة البشعة التي كلفت ولم تزل لبنان عافيته وقوته لتحول الصراع الوطني الديموقراطي لتغيير البلد وتطويره الى انقسامات طائفية مريضة لا زاال بلدنا يرزح تحت نيرها .

الخيام التي تفتخر انك ابنها وشهيدها واحد مناضليها، هذه الخيام الوطنية لم تسقط مرة في فخ الطائفية البغيضة وكل ما قدمته من شهداء او اسرى قدمتهم في الموقع الصحيح دفاعا عن الوطن وفس سبيل تحريره ومنعته .

في ذكراك تحية لدمك الطاهر ايها الصديق غالب عكر وتحية للصديق حسين عبدالله الذي يكشف دائما في كتاباته عن وجوه واسماء هي اضواء في تاريخ بلدتنا.

* عزت رشيدي

------- -------- -------


غالب عكر.. شخصية لا تموت مع الصمت والاغفال

هيفاء نصّار

1442014

لا شك ان تاريخ لبنان مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحروب و الفتن. و ان البيئة المهيأة لنمو بذور الشقاق و الحرب كانت موجودةً منذ الازل نتيجة عوامل عدة في المنطقة و البلد و القرية و البيت و الثقافة, الدينية و الاجتماعية. و لكن كل هذا لم ينقص من شأن العلم و الشعور بأهميته عند طبقات المجتمع اللبناني بشكل عام و الخيامي بشكل خاص. و الامثلة على ذلك كثيرة. غالب عكر كان من تلك الامثلة و الشخصيات التي غلب عليها هاجس العلم و اكتشاف المجهول فكان السفر المشؤوم داخل الوطن.

لم ندخل بعمق الى عالمه و همومه و لكننا نستطيع أن نستقرأ تلك المرحلة من خلال استقراء مشاعره و نظرته الى نفسه من جهة و الى المجتمع من حوله من جهة أخرى. لم تكن له علاقة مباشرة بالحرب و هو ابن قرية مسالمة بطبيعتها و لكنه كان من أوائل ضحايا تلك الحرب المشؤومة التي عصفت بالوطن في اولى مشاهد العنف و القتل بدم بارد .

غالب عكر لم يكن بلا قضية, بل كانت قضيته قضية الزمن المندحر و الانسان المجبور والمقهور و المعدم من المال و العلم و المكانة. غالب عكر و كل رفاقه شخصيات لا تموت مبكراً اذ انها انفلتت عن السائد في التدرج المنطقي في النمو و الارتفاع ثم الذبول. شخصيات لا تموت مع الصمت و الاغفال. هم كانوا جوهر القضية في الزمن الماضي و الحاضر و الآتي من خلال الواقع الذي تركه كل منهم ورائه. لقد غابوا و ابتعدوا و لم يعد لهم وجود و لكن قضاياهم حاضرة راسخة في ذاكرتنا لا تموت. و تلك التجربة الراسخة في الذاكرة ليست أقل من نتائج الحرب الرهيبة.

لقد كانوا دوماً بدمائهم التي سكبوها على مسلخ الوطن الاقدر على تصوير الآلام و الأهوال التي غدا بعضها, مع سيرة الحرب, مألوفاً في احداث زاد تأثيرها في حياة الناس مع الفترات المتعاقبة. غالب و رفاقه كانوا أصحاب قضية. تلك القضية التي تقضي عدالتها بأن يدفع القاتل الشرير الثمن. هم كانوا اصحاب قضية. قضية الخروج من قوقعة الجماعة الضيقة. و قضية رفض الآخر اذا لم تكن رؤيته مطابقة. قضية وجوب أعلاء سيطرة الشعور بالمواطنية و الانتماء للوطن لا للفرد. قضية سيطرة حكم القانون لا قانون حكم الجماعات. انها قصة أناس غابوا و ابتعدوا و لم يعد لهم وجود فعلي على مسرح الحياة و لكن شمسهم أبداً مشرقة باهرة الضوء, عظيمة الوطأة, وطأة ثقل الفكر و الوجدان و أخذ العبر.

رحم الله شهيد القافلة الاول التي تحولت مع مرور الزمن الى قطار لم يفرق بين طفل, شاب أو عجوز. ذاك القطار الطويل الذي حمل على مقاعده أعزاء رحلوا ليبقى الوطن حراً عزيزاً.

* هيفاء نصّار - كندا

------- -------- -------


ذكرى لن تمحها السنون‎

سهيل غصن

1442013

عادت بنا الذكرى ليجدد فينا الحزن والانين

عادت بنا الذكرى لينزف جرحنا رغم السنين

انها ذكرى 13 نيسان لعام 1975 ذلك اليوم الاسود

الذي حمل بين طياته المآسي والاحزان لكل اللبنانين

ومازلنا نعيش إفرازات هذة المآسي لأيامنا بكل مافيها

من الآم واحزان ودموع.

انها ذكرى اندلاع الحرب الاهلية اللبنانية التي امتدت

مايزيد عن ثمانية عشر عاما عشناها بكل الامها وحرمتنا

طيلة هذه الاعوام من الامن والأمان ومن الحياة الهادئة

البسيطة التي كنا ننعم بها وكم من شهيد كان ثمنا لهذه

الحرب الشنعاء والتي اثكلت كل ام وادمت قلب كل اب

وادمعت كل عين اخ واخت وصديق

هذه هي الحرب التي رحلت عنها الانسانية

هذه هي الحرب التي خجلت منها البربرية

هذه هي الحرب التي فقدت فيها الحرية

هذه الحرب رحل فيها شهيد الخيام الاول غالب عكر

وكان لهذا الاستشهاد الواقع الاليم الذي هز كيان اهل

الخيام جميعا كبيرا وصغيرا وخاصة وكأبناء بلدة لم نكن

نتصور هذا الاستشهاد كحدث عادي ومما زاد في هذا

الواقع المرير هو استشهاد ابو غالب عكر في محاولة

البحث عن الشهيد في خضم الحرب الشرسة ولسخرية

القدر فقد وصل جثمان الشهيد ابوغالب قبل جثمان الشهيد غالب..

رحمك الله ياشهيد الخيام

رحمك الله يارفيق دربي وزميل دراستي وصديق طفولتي

وشبابي .

لن تنسينا الايام ذكراك ولن ترحل من ذاكرتنا مواقفك

الوطنية واهدافك التي تحاكي همومنا التي حاكها لنا

تجار العار ...

اتقدم بهذه المناسبة الاليمة بالمواساة من ذوي كل

شهداء الوطن راجيا لهم الصبر والسلوان وارجو من

الله عزوجل ان يسكن شهدائنا الجنة والنعيم وان يعود

الامن والامان لهذا الوطن الحزين .....

* سهيل علي غصن - الكويت

------- -------- -------


الخيام تدفع ضريبة الشيّاح - عين الرمّانة مرّة أخرى

حسين عبدالله

2912008

صديقي علي،

ولدك ولدنا وفلذة كبدنا، وقدَرنا دائما أن ندفع الضريبة لا بل نكون في مقدمة من يدفعها.

حين سقط أحمد، المكافح المزهو بعمله الجديد، تذكرت غالب عكر الشهيد الأول الذي قدّمته الخيام في 13 نيسان عام 1975.

لقد تذكرت أن غالب كان قد سقط بالرصاص ذاته الذي سقط فيه أحمد، إنه رصاص الغدر والفتنة، وفي المنطقة ذاتها... فقد كان هو الآخر مسروراً فرحاً في دراسته التي ترك الخيام إلى بيروت لأجلها.

تذكرته مظلوماً كأحمد... أغمض عينيه دون أن يكون قد بلغ أحلامه الوردية.

صديقي علي،

ليس بوسعنا إلا أن نقول أمام هذا المصاب الجلل أن دماء أحمد شاهدٌ على مظلوميته "وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانا"

نعزّيك ونعزّي أنفسنا بفقدان ريحانة ووردة.

تغمده الله برحمته والهمكم الصبر والسلوان .

* حسين أحمد عبدالله



تعليقات: