السيد حسن نصرالله: جيلنا هذا هو الذي سيشهد العودة الى قدسنا الحبيب


أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله اننا اليوم أقرب من أي وقت مضى الى كنيسة القيامة والمسجد الأقصى .

وفي خطاب عبر الشاشة تلاه سماحته خلال الاحتفال الذي أقامه حزب الله لمناسبة يوم القدس العالمي أكد السيد نصر الله ان هناك مسؤولية تاريخية على الأمة تجاه القدس وفلسطين ولا أحد يملك تفويضاً للتخلي عن حبة تراب واحد من هذه الأرض التي يجب ان تعود الى أصحابها .

وشدد سماحته ان طريق استعادة الأرض والمقدسات يأتي من خلال ارادة وعزم ومقاومة وتضحيات شعوب هذه المنطقة. واعتبر السيد نصرالله انه بالنظر الى المعطيات المتعلقة بسقوط قادة حرب تموز فإن تحقيق هدف استعادة القدس وفلسطين لم يعد بعيداً عنا اذا قامت بعض هذه الأمة بالقليل من واجبها.

الامين العام لحزب الله قال انه اذا ارتكبت اسرائيل خطيئة بارسال ثماني فرق الى لبنان بدلاً من خمس فإن ذلك سيؤدي الى انهيارها، وذلك في معرض حديثه عن التعديل الأخير لوزير الحرب الصهيوني ايهود أولمرت بأنه يعمل على قاعدة تهيئة ثماني فرق بدلاً من خمس . سماحته جدد التأكيد ان الفرق الثماني ستدمر عند جبالنا وقرانا وعند أقدام المجاهدين، وأضاف انه عندما يعتدى على لبنان لن تقف المقاومة مكتوفة الأيدي.

السيد نصر الله أكد ان الوضع السياسي في لبنان سيوضع على السكة السليمة بإقرار قانون انتخاب خلال أيام وباللجوء الى الانتخابات في موعدها المحدد ، ودعا سماحته الى الاحتكام للانتخابات وأكد ان المصالحات هي لتعزيز المناخ الإيجابي ، مشيراً الى انه اذا نجحت المعارضة بالأغلبية المقبلة فإنها ستدعو الى حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الفريق الآخر.

الامين العام لحزب اكد ان يوم القدس العالمي وبعد 30 عاماً على اعلان الامام الخميني لهذا اليوم ما زال فاعلاً وقوياً ببركة التأييد الدائم لخليفة الامام ومواصل دربه الامام السيد علي الخامنائي. واشار السيد نصر الله انه وبفعل التزام وحب وإيمان شعوبنا بالقدس وفلسطين، فان يوم القدس هذا منذ بداية الإعلان كان دائما يهدف للتأكيد على جملة من المعاني تترسخ وتتركز مع مضي السنين.

وشدد السيد نصر الله على التأكيد على ان الطريق الوحيد لاستعادة الارض والمقدسات هو المقاومة معتبراً انه اليوم انتهى زمن أحلام الصهاينة وأبتداء زمن تحقيق أحلامنا.

وقد حضر احياء يوم القدس العالمي في مجمع سيد الشهداء في الرويس بضاحية بيروت الجنوبية ممثل رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان وزير الداخلية المحامي زياد بارود. ممثل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري النائب علي حسن خليل. نائب رئيس الحكومة عصام أبو جمرة ممثلاً العماد ميشال عون. كما حضر عدد من الشخصيات السياسية والحزبية والدبلوماسية والعسكرية والنقابية وتقدمهم وفد النقابات اليونانية الذي أتى خصيصا للمشاركة في هذا اليوم. وبعد النشيد الوطني. ونشيد حزب الله. ثم كلمة ترحيب. ثم أنشدت فرقة الولاية نشيدي "صلاة القدس" و"القدس لنا".

وهنا النص الكامل لكلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في احتفال يوم القدس العالمي الذي أقامه حزب الله في قاعة مجمع سيد الشهداء عليه السلام في الرويس:

بسم الله الرحمان الرحيم, الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا خاتم النبين ابي القاسم محمد ابن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين واصحابه الاخيار المنتجبين وعلى جميع الانبياء والمرسلين. السادة الحضور الاخوة والاخوات , السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته. يقول الله عزوجل في كتابه المجيد وهو يتحدث عن فرعون وبني إسرائيل " فاراد ان يستفزّهم من الارض فاغرقناه ومن معه جميعا وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الارض فاذا جاء وعد الاخرة جئنا بكم لفيفا" وعد الاخرة لا يقصد به يوم القيامة وانما الوعد الثاني لبني إسرائيل في هذه الارض. وفي اول سورة الاسراء في واحدة من الايات" فاذا جاء وعد الاخرة ليسؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا" صدق الله العلي العظيم. والحمد لله الذي وفق جيلنا ليشاهد بأم العين مساءة وجوه الصهاينة على يدي المجاهدين والمقاومين في لبنان وفلسطين.

ايها الاخوة والاخوات, بعد ثلاثين عاما من اعلان الامام الخميني قدس سره الشريف ليوم القدس، ما زال هذا اليوم حيا نابضا حاضرا فاعلا قويا، وببركة التأكيد والتأييد الدائم لخليفة هذا الإمام ومواصل دربه وحافظ امانته، سماحة الإمام الخامنئي دام ظله الشريف، وبفعل التزام وحب وإيمان شعوب عالمنا العربي والاسلامي بالقدس وفلسطين وشعب فلسطين، يوم القدس هذا منذ بداية الإعلان كان دائما يهدف للتأكيد على جملة من المعاني تتأكد وتتكرر وتتضح وتثبت وتترسخ وتتركز مع مضي السنين, مع تراكم التجارب, مع انكشاف العديد من ساحات الصراع عن نتائج واضحة ومحددة. انا الليلة احاول في البداية ان أركز على بعض هذه المعاني. أن الهدف الاساسي ليوم القدس كان وما يزال هو أحياء هذه القضية , قضية القدس وقضية فلسطين, قضية القدس التي كانت وما زالت معرضة للتصفية وللمساومة وللنسيان والتي يتطلع اليها كثيرون على انها قضية محرجة . يأتي يوم القدس ليؤكد انها قضية مركزية وانها قضية تعني حاضر الامة ومستقبلها ومصيرها وموقعها ودينها وايمانها وانبياءها واجيالها الآتية. المناسبة هي مناسبة لاحياء القضية وليس للوقوف على الاطلال وللبكاء على رميم او نكبة او نكسة او خسران هنا او هناك وانما احياء في العقل وفي القلب وفي الوجدان وتأكيد في العزم وفي الارادة. يأتي يوم القدس ايضا ليؤكد للمسلمين خصوصا في ذروة عبادتهم في شهر رمضان المبارك في آخر يوم جمعة , في ذروة الصلاة والصيام والتلاوة والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى والتخلي عن متع الدنيا وتعلقاتها الفانية, ليؤكد لهذه الامة معان رئيسية منها: ان تشعر هذه الامة بحجم الاهانة التي وجهت اليها في العقود الماضية عندما احتلت مقدساتها فوقعت في يدي اعدائها , يجب ان ننظر إلى احتلال القدس والى احتلال مقدسات المسلمين والمسيحيين على يدي مجموعة عنصرية صهيونية على اساس انها اكبر اهانة وجهت لهذه الامة في القرن الماضي وما زالت هذه الاهانة موجهة للامة من خلال بقاء واستمرار الاحتلال, ورسالة اخرى التاكيد على مسؤولية الامة التاريخية والدينية والشرعية من عمق الصلاة وعمق الصوم , المسؤولية اتجاه القدس واتجاه فلسطين واتجاه شعب فلسطين . ايضا من جملة المعاني التي يؤكدها يوم القدس ان القدس وفلسطين من البحر إلى النهر هي ملك للشعب الفلسطيني وهي ملك للعرب وملك للمسلمين ولا يملك أي أحد على الاطلاق تفويضا بالتخلي لا عن حبة تراب ولا عن حائط او حجر في هذه الارض المقدسة لان ترابها مقدسة وحجارها مقدسة واحيائها مقدسة وزيتونها مقدس وكل ما فيها مقدس . ولا يملك احد حق التخلي عن المقدس على الاطلاق . وهذه المقدسات يجب ان تعود إلى اصحابها كاملة غير منقوصة .

من جملة المعاني التي نؤكدها في يوم القدس تصحيح مفهوم حاول الامام وسعى إلى تصحيحه وهو الاشتباه القائل بان إسرائيل تحكم العالم ، هذا غير صحيح او ان إسرائيل التي نقاتلها تحكم الولايات المتحدة هذا غير صحيح . طبعا نحن لا ننكر تأثير اللوبي الصهيوني ولكن الفهم الصحيح هو ان إسرائيل كيان وظيفي اوجدته بريطانيا وحلفائها في المنطقة لاداء وظيفة محددة وورث هذا الامر الادارات الامريكية المتعاقبة . إسرائيل هنا كيان وظيفي يؤدي المهمة في اطار المشروع الامريكي الاستعماري الغربي الذي يهدف إلى السيطرة على بلادنا وخيراتنا وتمزيقها واذلالها واستيطانها . واسرائيل تؤدي وظيفة رأس الحربة في هذا المشروع . عندما نحمل هذا الفهم هذا لازمه ان نستوعب جيدا ان تحرير ارضنا ومقدساتنا لا يتم من خلال التوسل للامريكيين ولا للغربيين ولا للذين صنعوا إسرائيل واوجدوها ولا للذين يوظفونها لتقسيم منطقتنا من جديد في اطار شرق اوسط جديد اسقطه اللبنانييون في حرب تموز 2006 وانما يكشف لنا هذا الفهم ان طريق استعادة الارض والمقدسات وتحرير الانسان في فلسطين وفي المنطقة انما يأتي من خلال ارادة وعزم المقاومة وتضحيات شعوب هذه المنطقة التي تستطيع ان تفرض ارادتها على هذا الكيان الوظيفي وعلى اولئك الموظفين. من جملة المعاني التي يجب التأكيد عليها في يوم القدس هو التأكيد على ان إسرائيل ليست عدو الشعب الفلسطيني وحده هي عدو لبنان عدو الشعوب العربية وعدوة الشعوب الاسلامية وان إسرائيل هذه هي غدة سرطانية طبعها وماهيتها الفتك بمن حولها وما حولها وبالتالي هذا الاحساس بهذا الموقع وهذه الثقافة يجب ان يبقى حاضرا حتى لا ينحرف المسار بنا في أي حال من الاحوال.

اليوم كما في الماضي نود في يوم القدس ومن موقع المقاومة والتجربة ان نؤكد ان الطريق الوحيد والوحيد لاستعادة الارض والمقدسات هو طريق المقاومة مقاومة الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني وشعوب المنطقة هذا الامر كان ممكنا ولا زال ممكنا بل اقول انه اليوم ممكن اكثر من أي زمن مضى وان نتيجة من هذا النوع لم تعد حلما اليوم انتهى زمن احلام الصهاينة وبدأت احلامنا تتحقق اليوم نحن لسنا في موقع الحلم وانما في موقع تطبيق هذا الحلم . الذي شهدنا له تجارب وساحات متعددة . بعد العام 2000 وبعد الانتصار التاريخي في جنوب لبنان انطلقت انتفاضة الاقصى وكانت تجربة راقية وكانت فرصة تاريخية وذهبية لتحقيق هذه الامال للاسف وبكل صراحة لم تقف الامة بالشكل المناسب إلى جانب الشعب الفلسطيني اليوم لم تضع بعد هذه الفرصة وخصوصا عندما يتضح اكثر من أي وقت مضى ان افق التسوية مسدود الشعب الفلسطيني ما زال في قلب المحنة وفي قلب المعاناة. في كل يوم يقتل فلسطينييون في الضفة وغزة في الحصار تعاني الجوع والارهاب والشعب الفلسطيني لم تسقط ارادته ولم تسقط بندقيته اليوم مجددا ومع كل الاحتمالات الاتية على المستوى الفلسطيني والمنطقة . هذا الشعب الفلسطيني مصر على الصمود وعلى المقاومة وعلى التحدي وعدم التنازل عن حقوقه المشروعة وهذا الشعب الفلسطيني وان اختلف على اشياء الا انه يجمع على عدم التخلي عن القدس وهذا موقف وموقع وسلوك يجب ان تتحمل الامة مسؤولية كبرى اتجاهه واتجاه هذا الشعب.

واضاف: لم يطلب احد من الحكومات العربية ان ترسل جيوشها لتقاتل إسرائيل وكما فعلنا في حرب تموز لم نطلب من احد شيئ كهذا ولكن الامة هناك اشكل اخرى متيسرة للدعم قادرة عليها ولا تقوم بها اليوم العلائلات الفلسطينية العربية في القدس الشرقية تتعرض لابشع انواع التطهير والتهجير والطرد في حجج مختلفة يجب دعم هذه العلائلات لتبقى في القدس ان مجرد بقاء العلائلات الفلسطينية والعربية من مسلمين ومسيحيين في القدس هو مقاومة بل من اشرف انواع المقاومة الذي يجب ان يقدم له الدعم والعرب الذين يملكون الاف مليارات الدولارات قادرون على دعم صمود هذه العلائلات في القدس ومنع تهويدها . في الضفة الغربية ايضا من حيث ندري او لا ندري هناك تهجير تدريجي مبرمج بسبب الضروف الامنية والضروف المعيشية الصعبة هذه الحالة يجب ان تواجه من خلال دعم صمود وبقاء الفلسطينيين في الضفة. قطاع غزة يحاصر ولا زال تحت الحصار ويجوع ويمكن ان يمد له يد العون مسؤولية الامة ان تفك الحصار عن غزة وهي قادرة على فعل ذلك . اليوم الشعب الفلسطيني يتطلع إلى امته الطويلة العريضة لتنزع عنه الحصار للاسف الشديد لا يوجد الا بعض الرجال والنساء الاجانب الذين يركبون القوارب ويخاطرون في البحار ليوصلوا بعض المؤن إلى غزة . في الوقت الذي نقدر ونحترم ونجل ونقف امام جرأة وشجاعة هؤلاء المخترقون الحصار. وانا اشعر بالخجل الشديد عندما ارى ان بعض هؤلاء يفعلون ذلك وامة المليار وعدة مئات من ملايين المسلمين تتفرج على شعب غزة واهل غزة يموتون جوعا. هذا جزء من المسؤولية الدعم الاعلامي والسياسي والاستحضار الدائم لمعاناة الفلسطينيين وتأييد حقهم في العودة والحصول على حقوقهم المشروعة . هذا من الواجبات التي للاسف تؤدي الامة جزء بسيط منها ومن اهم الواجبات ان تجهد الامة بحكوماتها وقواها الحية لوأد الفتنة بين الفلسطينيين ولجمع كلمتهم وبذل جهود جدية لإجراء مصالحة داخلية، للأسف بعض العرب استفادوا من النزاع الداخلي الفلسطيني لنفض أيديهم من الشعب الفلسطيني ومن القضية الفلسطينية ويجد لنفسه حجة للتجاهل وإدارة الظهر، ما هكذا الشهامة ولا هكذا تكون العروبة ولا هكذا يكون الإسلام. أنا أعتقد أنه بالنظر للتطورات الحاصلة وبالنظر إلى لياقة والإمكانات الانسانية الراقية للشعب الفلسطيني، وإذا قامت الأمة بجزء من مسؤوليتها اللازمة في الدعم، أن تحقيق هدف استعادة القدس وفلسطين لن يكون بعيداً حتى في المستقبل القريب.

يأتي يوم القدس هذا العام متزامناً مع مجموعة هامة من التطورات. سقوط آخر قادة حرب تموز إيهود أولمرت، مع العلم أنه كان من المنطقي والمفترض والطبيعي أن يسقط بعد تقرير فينو غراد، ولكن الصحافة الإسرائيلية والكثير من المعلومات الإسرائيلية تحدثت عن تدخل اميركي مباشر لمنع سقوط أولمرت في تلك اللحظة، لأن هذا سيسجل في سجل انتصارات لبنان ومقاومته في حرب تموز، ولكن خطط له ان يسقط في هذا التوقيت.

من جملة التطورات أن إسرائيل بعد حرب تموز تعيش أزمة قيادة وزعامة سواء على المستوى السياسي أو على المستوى العسكري.

من جملة التطورات اعتراف أولمرت بإنتهاء حلم إسرائيل الكبرى، وكان قد سبقه نتنياهو عام 2000 للاعتراف بموت الصهيونية لدى جيل الشباب الإسرائيلي.

من جملة التطورات أزمة الخيارات الإسرائيلية في مواجهة الملف النووي الإيراني والتخبط الإسرائيلي في هذا الأمر.

من جملة التطورات أزمة الثقة التي نشأت لدى شعب هذا الكيان بمستقبل هذا الكيان، وهي نتيجة طبيعية لأزمة الثقة بالقيادة السياسية والقيادة العسكرية ومؤسسة الجيش. وآخر استطلاعات رأي نشرت في إسرائيل تقول أن ثلثي الشعب الإسرائيلي يعتبر نفسه موجوداً في منطقة يسميها "قذرة"، لماذا يسميها قذرة؟ هو يفسر لأنه لم يعد يشعر فيها بالأمان. الصهاينة جاؤوا إلى فلسطين وهم موعودون بأرض اللبن والعسل والأمن والأمان والحماية، موعودون بأن يكونوا الدولة الأولى المسيطرة المهيمنة الطاغية العالية العاتية المستبدة التي تقتل ولا تقتل وتأسر ولا تأسر وتجرح ولا تجرح وتهين ولا تهان، وتعتدي ويواجه اعتداءها، اما اليوم وبعد هذه السنوات من المقاومة والانتفاضة والحياة الجديدة التي انطلقت في هذه الامة من الطبيعي ان يشعر ثلثا شعب هذا الكيان ان المنطقة لم تعد تلك المنطقة الموعودة التي جاؤوا على أساسها, من جملة هذه التطورات انسداد افق أي تسوية سياسية مع الفلسطينيين وما جرى بعد انابوليس كان أسوأ ما قبل انابوليس. هذا على المستوى العدو الصهيوني, اما على مستوى المنطقة، من التطورات المهمة تجاوز المقاومة في لبنان وفي فلسطين مرحلة الخطر الوجودي هذه المرحلة تم تجاوزها، انتهت, لم يعد هناك ما يمكنه ان يهدد وجود المقاومة في لبنان او فلسطين لقد تجاوزنا هذه المرحلة.

من جملة التطورات تجاوز دول الممانعة خصوصا إيران وسوريا, مؤامرات العزل واثبات هذه الدول لحضورها الفاعل على الساحتين الاقليمية والدولية, من جملة التطورات فشل وتعثر (اذا ما نريد ان نقول الفشل, لانه في بعض الناس يقولون مستعجلين قول الفشل), تعثر المشروع الاميركي على مستوى المنطقة وفي اكثر من ساحة وبلد, هذه العوامل تزيد من قدرة وتاثير شعوب وحكومات المنطقة على الاحداث في منطقتنا واقليميا.

اما دوليا التوتر الدولي بعد حرب جورجيا التي شكلت هزيمة للمحور الأمريكي الاسرائيلي, الازمة المالية الخطيرة التي تواجهها الولايات المتحدة الاميركية اليوم، من الواضح ان العالم يسير نحو نظام متعدد الاقطاب سياسيا وعسكريا وماليا واقتصاديا، هذه التحولات ايضا تسجل لمصلحة شعوب وحكومات منطقتنا, هذه التحولات على مستوى كيان العدو وعلى مستوى المنطقة وعلى مستوى العالم نحن نرى فيها فتحا للكثير من ابواب الامل نحو مستقبل تتحقق فيه مصالح شعوب هذه المنطقة وتبتعد فيه منطقتنا عن سياسات الفرض والهيمنة الاستكبارية والاستعمارية التي تمارسها امريكا وتوظف في خدمة مشروعها إسرائيل.

المطلوب ايها الاخوة والاخوات في هذه المرحلة حتى ينقشع غبار ما ستنكشف عنه هذه المرحلة القائمة, المزيد من الصمود في مواقعنا وفي مواقفنا وتحصين ساحاتنا لان ما نحن مقبلون عليه يبشر في الكثير من الانتصارات والفرج وتحقيق الآمال ان شاء الله.

من هنا ادخل الى لبنان وفي الحديث عن لبنان ايضا ومن باب يوم القدس اتحدث عن شقين: شق فلسطيني وشق لبناني.

في الشق الفلسطيني: من مسؤولية لبنان دولة وحكومة وشعبا وقوى سياسية النضال ومواصلة العمل الى جانب الاخوة الفلسطينيين لانجاز حق العودة, لا يكفي في لبنان ان نرفض التوطين بل يجب ان نكون جزءا من النضال العربي والدولي لإنجاز حق العودة للاجئيين الفلسطينيين الى ديارهم والى بيوتهم والى املاكهم والى ارضهم .

ثانيا: نعم لبنان معني برفض قاطع للتوطين, على طاولة الحوار الوطني قبل حرب تموز تم مناقشة هذا الامر, فريقنا السياسي عرض تعديلا دستوريا في الدستور اللبناني يقول فيه ان القبول بالتوطين في لبنان يحتاج الى اجماع المجلس النيابي, في ذلك الوقت الفريق السياسي الاخر لم يوافق, قبل مدة شاهدنا في وسائل الاعلام ان عددا من نواب الفريق السياسي الاخر تقدموا باقتراح تعديل دستوري لاشتراط الموافقة على أي توطين للفلسطينيين في لبنان باجماع المجلس النيابي, جيد الحمد لله, انا اليوم اعلن تاييدنا الكامل لاي تعديل دستوري من هذا النوع يحصن الموقف اللبناني الوطني في مواجهة خطر التوطين الذي اعرف وتعرفون انه مشروع اميركي اسرائيلي والتمويل العربي جاهز له.

ونحن عندما نرفض التوطين نرفضه في سياق مقاومتنا المشروع الصهيوني وفي سياق مقاومتنا لاحقاق الحق, وفي سياق عدم تخلينا عن الحق, وفي سياق اعادة الحق لاصحابه, ومسؤولية لبنان تقديم كل المساعدة للاخوة الفلسطينيين في المخيمات في لبنان لتجنب أي صدام امني, وهي مسؤولية الفصائل الفلسطينية ايضا ان تبذل كل جهد على هذا الصعيد, وفي كل الاحوال الاسرائيلي موجود في لبنان باشكال والوان مختلفة وهو يسعى دائما للفتنة بين الفلسطينيين في المخيمات وللفتنة بين اللبنانيين على كامل الساحة الوطنية.

من مسؤوليات لبنان في الشق الفلسطيني الاهتمام الانساني والخدماتي بوضع المخيمات الفلسطينية في لبنان التي تعيش اوضاعا قاسية وصعبة ولا يمكن ان يتصور انسان ان يعيش في جواره و بين ظهرانيه قوم من بني جلدته بهذه الطريقة وبهذا الشظف من العيش, في ختام الشق الفلسطيني اود ان انوه بموقف الفصائل الفلسطينية جمعاء في لبنان التي اجمعت على الحياد وما زالت على الحياد فيما يتعلق بالانقسامات السياسية اللبنانية, هذا موقف حكيم وسليم وهو مصلحة الفلسطينيين ومصلحة اللبنانيين ايضا.

في الشق اللبناني:

ايها الاخوة والاخوات نحن دائما ما نتطلع اليه في لبنان, وهذه حقيقة انا اقولها في الخطابات الداخلية وليس فقط في الخطابات الاعلامية, واكرر وأعيد وأقول نحن ما نطمح اليه هو ان يكون بلدنا ووطننا قويا قادرا سليما معافا آمنا, في كل التثقيف الداخلي نحن نقول لاخواننا واخواتنا وقبل ايام مع عوائل شهدائنا، نحن لا نريد السيطرة على لبنان ولا الإمساك بالسلطة في لبنان, نحن نؤمن ان مصلحة لبنان وان مصلحتنا في لبنان بكل الاعتبارات هو ان نكون سويا وان نعمل سويا وان نجهد سويا وان نبني سويا وان نواجه التحديات سويا, طبعا اذا تخلى احد عن مواجهة التحديات والاخطار والاعتداء الاسرائيلي مثلا لا يعني ان نتخلى, لكن هذا هو طموحنا، ان نكون معا في كل المواقع في كل الساحات وفي كل الملفات وفي كل المشاريع, هذا هو ما نطمح اليه وما نتطلع اليه.

على هذه القاعدة نحن قاومنا وقاتلنا عدو لبنان وعدونا وما زلنا في هذا الموقع، وعلى هذه القاعدة نحن ذهبنا الى الحوار الوطني ونذهب الى الحوار الوطني ليكون هناك تلاقي لبناني ليكون لبناء قوة لبنان الحقيقية, وهذا ما نطمح اليه.

اليوم وبعد الانباء التي تناقلتها بعض الصحف وبعض وسائل الاعلام عن ممانعة اسرائيلية لدى الاميركيين من تزويد الجيش اللبناني ببعض انواع الاسلحة, هل يمكن ان نبني جيشا وطنيا قويا قادرا على الدفاع عن ارض لبنان وعن سيادة لبنان وعن شعب لبنان بهذه الطريقة؟ هل يجوز ان ننتظر ( وأنا لا أقول أن أحدا ينتظر أتحدث بالمطلق ) اذنا من اميركا او من إسرائيل لنسلح جيشنا الوطني ونجهزه بما يمكنه من القيام بمسؤولياته الوطنية الاساسية؟ لا يمكن ذلك على الاطلاق.

في مسالة المقاومة هنا المقاومة شكلت لهم حالة ازعاج, لانها لا تطلب اذنا من احد لتحصل على سلاح كما او نوعا ولأنها تخفي سلاحها عن العدو وعن الصديق ايضا, لان اخفاء هذا السلاح هو من اسباب القوة, ولا تنتظر ولا تخشى رضا احد او غضب احد عندما تقوم بواجبها على هذا الصعيد, عندما تعد وتستعد او تقاتل, نحن على مستوى الحكومة الوحدة الوطنية بحاجة الى قرار شجاع يقول نحن في لبنان نريد ان نجهز ونسلح جيشنا اللبناني الوطني بما يمكنه من الدفاع عن سيادة لبنان وكل حبة تراب في لبنان, ولا نحتاج الى اذن من احد،ونشكل فريقاً وزارياً يؤمن المال ويبحث عن الأسواق. من المشروع ومن القانون أيضاً أن تشتري دولتنا سلاحنا لجيشها حتى من السوق السوداء كما تفعل المقاومة، أما إذا كنا نريد أن ننتظر السيدة كوندليزا رايس لتأذن لنا فلن نحصل إلا على كميونات الريو وسيارات وملالات ضعيفة وهزيلة، أما ما يمكن جيشنا من مواجهة العدوان الصهيوني لن نحصل عليه في يوم من الأيام.

القوة الوطنية والقدرة الوطنية لا تبنى بإذن من الخارج وإنما تبنى بإرادة وطنية وعزم وطني. على نفس هذه القاعدة، قاعدة أننا نريد وطننا قوياً سليماً قادراً معافاً، نحن دائماً كنا نعبر عن حرصنا على الاستقرار الوطني على السلم الأهلي على العيش المشترك على العيش الواحد، ولذلك أنا أقول لبعض كتّاب المقالات، لا تبحثوا عن مشكلة لدى قواعدنا فيما نقوم به من مصالحات، ليس لدينا أي مشكلة في قواعدنا على الإطلاق لأن قواعدنا لم تسمح منا خطاب الإلغاء، ولا يعنيني ماذا يفسر الآخر، دائماً نحن كنا نتحدث عن الوحدة الوطنية، وعندما اعتصمنا، من أجل حكومة وحدة وطنية، وكنا نطالب بالحوار وكنا نطالب بالتلاقي وكنا نطالب بالتكاتف، حتى بعد حرب تموز عندما وقفت في احتفال 22 أيلول وقلت تعالوا بمعزل عن كل ما جرى لنضع يداً بيد وكتفاً في كتف لنبني لبنان سوياً ولنحمي لبنان سوياً. القاعدة الشعبية التي لا تسمع إلا هذا الخطاب عندما تنظر إلى الأيدي تتشابك وإلى الأكتاف تتساند وإلى الناس تتلاقى في محاولة لملمة الجراح ستعتبر أن ما يجري منسجم تماماً مع أهدافها وثقافتها وطموحاتها، وعلى هذه القاعدة نحن ذهبنا إلى المصالحات.

المصالحة ليست قرار طرف واحد ولا يمكن أن تكون مصالحة بقرار طرف واحد وإنما هي قرار طرفان، وعندما توفر القرار لدى الطرفين كرجت سبحة المصالحات. نحن في المصالحات جديون وحقيقيون وحريصون وحاضرون لكل ما يعزز هذا المناخ الإيحابي في البلد، التفاصيل ليست مهمة، نحن مستعدون لكل ما من شأنه طمأنة الناس في لبنان في كل المناطق اللبنانية وخصوصاً في عاصمتنا العزيزة المدينة بيروت وأهلها الكرام. بالتأكيد عندما نتحدث عن مصالحات لا نتحدث عن تحالفات سياسية جديدة ، هم يؤكدون ذلك ونحن نؤكد ذلك، نحن في موقعنا السياسي إلى جانب حلفائنا الذين نحفظ لهم الود والحب والعهد والالتزام، وهم إلى جانب حلفائهم . المصالحات لا تعني أي تبدلات في التحالفات السياسية، المصالحات هدفها إيجاد مناخ إيجابي تهدوي، من أجل وقف مسلسل التوتير ووقف الأجواء المذهبية والتحريض المذهبي والطائفي وإيجاد مناخات سليمة لمعالجة العديد من الملفات القائمة في لبنان للذهاب أيضاً إلى المنافسة السلمية الحضارية في الانتخابات النيابية المقبلة. نعم، نحن نتصالح ونحن نقبل أن الحكم بيننا هو الانتخابات النيابية المقبلة، هذه الانتخابات هي التي كنا دائماً نتطلع إليها ونسعى إليها وخطابنا كان منذ الاعتصام الأول في وسط بيروت تعالوا لنحتكم إلى الناس إلى الاستفتاء، فرد بعضهم علينا وقالوا هذه بدعة، في لبنان لا يوجد استفتاء، طيب، تعالوا إلى الانتخابات النيابية المبكرة، نحن دائماً دعاة احتكام إلى الناس الذين نحترم إرادتهم ونحترم اختيارهم، معنيون جميعاً أن نؤمن في لبنان مناخاً إيجابياً طيباً لمنافسة سياسية سليمة وشريفة تؤدي إلى انتخابات نيابية تنتج سلطة جديدة، وأنا لا أريد أن أستبق الأمور ، ولكنني أنا وإخواني لسنا ممن نبدل في الوعد أو في الالتزام ، أنا أقول لكم من الآن، إذا حصل فريق المعارضة على الأغلبية في المجلس النيابي إنشاء الله فحزب الله سيدعو ويؤكد دعمه والتزامه بالدعوة إلى حكومة وحدة وطنية يحضر فيها فريق الفريق الآخر ليكون شريكاً في إدارة البلد، نحن لا نتطلع إلى انتخابات نيابية تنتج أكثرية جديدة لتلغي أحدا، يجب أن نتعلم من أحداث العقود المتمادية في تاريخنا، من القرن الماضي إلى الآن، أن نتعلم أنّ لبنان هذا لا يحكم لا بأكثرية ولا بأكثرية، "كل شوي بيطلع ناس ينظرو علينا لبنان بلد خاص وأننا لا نقبل لبنان بلد خاص وحتى لو كنّا نحن الأغلبية يجب أن نقبل أنّ لبنان بلد خاص"، عندما يكون لبنان بلد خاص لا يمكن معالجة أزماته وملفاته بذهنية أقلية وأكثرية وإنما بذهنية تعاضد وتعاون وتكافل وتكامل وطني بين جميع القوى الأساسية الوطنية التي تمثل الطوائف والشرائح المختلفة (...).

هل علينا أنّ نذهب إلى خيارات مثالية وبالتالي نعمق الأزمات القائمة؟ نحن نقول تعالوا لنتصرف بواقعية، هذا هو واقع بلدنا، نعم نحتكم إلى الإنتخابات وإلى الناس وتتكون كتل نيابية في المجلس النيابي وتكون هناك أغلبية وأقلية ولكن أعود وأكرر لبنان بلد خاص يمكن أن يحكم بعقلية أكثرية وأقلية ولكن لن تعالج أزماته ومشاكله ولن يقدر على مواجهة التحديات والأخطار بهذه العقلية.

إنّ ما أنجز من مصالحات وما عقد من لقاءات وما سيعقد في الأيام والليلي المقبلة إنشاء الله من لقاءات تعزز هذا المناخ عسى أنّ تعطى الحكومة الحالية فرصة وأن تأخذ القوى السياسية فرصة ويهدأ البلد من أجل أن نتفرغ لبعض الملفات وبعض الازمات خاصة مع قدوم العام الدراسي والشتاء دفعة واحدة على أهلنا في كل المناطق، وللأسف لم يعد هناك مناطق فقيرة ومناطق غنية، الفقر من الصفات المشتركة التي تجمع أكثر من ثلثي الشعب اللبناني، كيف نواجه أزماتنا المعيشية والإجتماعية الصعبة وحالات عدم امتلاك الكثير من العائلات للحد الادنى من إمكانية العيش والحفاظ على رمق الحياة، فليتنفس البلد قليلا وليرتاح من خطابات ونقاشات في هذا الموضوع وهذا الموضوع طالما انّ هناك طاولة حوار وطني وحكومة وحدة وطنية وأيضا هناك مجلس نيابي عاد للإنعقاد، فلنأخذ فرصة نرتاح فيها جميعا ونفكر فيها ونراجع فيها ونبذل فيها جميعا جهودا إيجابية، والمستقبل السياسي والوضع السياسي وضع على سكة سليمة من خلال إقرار قانون انتخابات إنشاء الله خلال أيام وذهاب البلد إلى انتخابات نيابية في موعدها المحدد.

بطبيعة الحال، عندما نتحدث عن الشق اللبناني تبقى عيوننا دائما مشدودة إلى الجنوب إلى حدودنا مع أرضنا الفلسطينية الحبيبة، إلى تلالنا وجبالنا التي نشتم منها عبق فلسطين وعطر القدس الطاهر لنؤكد في يوم القدس أننا هنا في المقاومة وإلى جانب إخواننا وأعزائنا في الجيش اللبناني لن نغفل عن أي تحدٍ هناك أيّاً تكن انشغالات الداخل وصعوبات الداخل وأزماته. اليوم سمعنا من بعض المحللين الإسرائيليين نقلا عن رئيس أركان جيش العدو أنّه لا يتوقع حربا مع لبنان في هذا العام أو في العام المقبل، وحسنا إذا كان الأمر كذلك، ولكن ما السبب والسر خاصّة أنّه منذ يومين أو ثلاثة لم يبقَ أحد من باراك أو موفاز أو أولمرت أو ليفني أو غيرهم إلاّ ما هدد وأرعد وأزبد؟

دائما كنت أقول أنّ المقاومة ليس مشروعها مشروع الحرب، حتى لتحرير فلسطين نحن واضحين، نحن نقول أن واجبنا كلبنانيين أن ندعم مقاومة الشعب الفلسطيني، اليوم الشعب الفلسطيني يملك من الرجال والقدرة الإنسانية والبشرية ومن الصبر والقيم الوطنية والقومية والدينية والأخلاقية ومن المواصفات ما يمكنه من تحقيق هذا الإنجاز لكن نحن جميعا يجب أن نقدم له الدعم والمساندة بأشكال مختلفة. ليس مشروع المقاومة حرب كلاسيكية، لكن عندما يُعْتَدَى على لبنان المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي، التعديل الأخير منذ أيام لـ إيهود باراك أنّه تحدث عن ثمانية فرق بدل خمس فرق، يبدو أنّه درسها جيدا ورأى أنّه بخمس فرق هناك مشكلة نظرا لحساب جغرافية جبل عامل والمنطقة فأصبح يعمل على قاعدة ثمانية فرق... أنا وأنتم سنعود ونقول له إنّ فِرَقَكَ الثمانية هذه ستدمر في تلالنا وجبالنا وودياننا وبيوتنا وعند أقدام مجاهدينا.

الحديث عن ثمانية فرق أحسن من الحديث عن خمس فرق، ففي العسكر والجغرافيا وطبيعة الميدان وبحجم الإنجاز، أنا فهمي أنّه إذا ارتكبت إسرائيل هذه الخطيئة وقد قلت في خطاب سابقا أنّ هذا سيؤدي إلى زوال كيانها لأنّه تصوروا أنّ خمس فرق في الجيش الإسرائيلي تُدَمَّر ماذا سيؤدي ذلك بإسرائيل، لن يعود هناك جيش ولا معنويات أي لن يعود هناك دولة، يومها إخواننا الفلسطينيون بما تيسر لهم في الضفة والقطاع قادرون على حسم المعركة إنشاء الله. هذا بالحديث عن خمس فرق، ولكن إذا سألني (باراك) أآتي بخمس فرق أو ثمانية سأقول له تعال بتسع فرق، هو يعرف وأنتم تعرفون، العدو يعرف والصديق يعرف أنّ هذا الكلام ليس خطابات من أيام الهزيمة العربية وإنما هي وعود والتزامات من أيام النصر العربي .

وفيما كان الناس مشغولين بالأزمة السياسية الداخلية والصراعات الداخلية كان هناك في حزب الله رجال رجال لا ينامون الليل منذ انتهاء حرب تموز وفي طليعتهم القائد الشهيد الحاج عماد مغنية رضوان الله عليه وما زالوا حتى الآن يعملون من أجل تحقيق وإنجاز هذا الوعد.

في يوم القدس، عندما نمتلك العزم والإرادة والروحية نمتلك القدرة والقوة، وعندما نصبح أقوياء في عالم لا يحترم فيه إلاّ القوي تفتح أمامنا أبواب العزة وتغادرنا المهانة وتعود إلينا كراماتنا ومقدساتنا، هكذا ننظر إلى القدس ونشعر أننا في لبنان وفلسطين وفي العالمين العربي والإسلامي أقرب من أي زمن مضى إلى بيت المقدس والمسجد الأقصى ومسرى الرسول وكنيسة القيامة وإنشاء الله سيكون جيلنا هذا هو الذي سيشهد عودة الأمّة إلى قدسها الحبيب حيث لا إسرائيل ولا صهاينة ولا احتلال ولا إهانة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعليقات: