»مسحراتي« صيدا القديمة يكمل رمضانها

مسحراتي صيدا في إحدى حاراتها القديمة
مسحراتي صيدا في إحدى حاراتها القديمة


صيدا :

لم يتعب مسحراتي صيدا عباس قطيش (٤٠ عاما) من لف حاراتها العتيقة حارة حارة وحياً حياً. لم تضنه زواريبها وأزقتها الضيقة. وها هو مع بدء شهر رمضان يستعيد لقبه ويحمل الطبل الصغير وينقر عليه مترافقاً بصوته الرفيع المحبب إلى قلوب الصيداويين: »يا صايم وحّد الدايم« و»قوموا لسحوركم عباس جايي يزوركم« و»رمضان كريم يا صايم وحّد الله«.. وغيرها من »الرديات« الرمضانية المعروفة في المدن التراثية.

منذ أكثر من ١٥ عاماً وعباس »زائر الفجر« أو مسحراتي صيدا القديمة يوقظ كبار المدينة وصغارها الذين حفظوه عن ظهر قلب. بات زوار المدينة وسياحها يعرفونه من زيه التراثي الفولكوري وطبله الصغير.

وعباس، كمسحراتي نادر، يمارس هوايته تطوعاً بعد موافقة دار الإفتاء في صيدا التي منحته الإذن بذلك، كما سهّلت مهمته بلدية صيدا وشجعته وحددت مهمته ووضعت له ضوابط رمضانية.

يبدأ عباس رحلته مع السحور حوالى الساعة الثانية والنصف من فجر كل يوم في رمضان. ينطلق من ساحة باب السرايا في وسط المدينة القديمة، يجوب الأحياء والحارات والزواريب التي تسودها العتمة خطوة خطوة ونقرة نقرة، مستخدماً مصباحا يدويا وأحيانا كثيرة يدخل الأحياء وسط ظلام حالك.

أحب الأيام إلى قلب مسحراتي صيدا هي الخميس والجمعة والسبت حين تعج عاصمة الجنوب بالوافدين. تزعجه المفرقعات التي يرميها عليه بعض الصبية والفتيان، خاصة في الزواريب المظلمة. في المقابل، كثيرا ما يجود عليه المارة بإكراميات تفرح قلبه وتشعره ببعض الرضى، كما يجود عليه البعض بالسحور إلى طاولتهم فينهي مهمته بمنقوشة أو بصحن فول وكوب شاي.

تعليقات: