الموت الفلسطيني


كتب أحد الزملاء في إحدى الزميلات عن الموت الفلسطيني اليوم على أرض فلسطين، وعلى أن ساقية الدم التي تتدفق على مدار الساعة لا تحظى بردّات الفعل الموازية عربياً، واصفاً الأمر بأنه بات شبه عادي.

لن أناقش الأمر من زاوية (عادية) فكل نقطة دم هناك لها صدى يختزن في كل صدر.

والسؤال المُلحّ هو:

- هل التظاهر ورفع الرايات وبحّة الحناجر في الهتافات المعادية لإسرائيل هي ردّة الفعل المطلوبة؟

بالتأكيد هي ردّة فعل تُعبّر عن غضب ولها أهميتها، لكن الأهم هو المرجل الذي يغلي داخله بثورة صامتة هي التي تؤدي إلى الغاية المرجوة. وهل يأتي بالغاية المرجوة غير انفجار حقيقي هو نتيجة لغليان حقيقي داخل مرجل حقيقي؟!

كل حدث هناك يزيد من غليان المرجل وما يبدو أنه بات يومياً أو (عادياً) له إيجابيات قصوى.

وهناك حكاية فيتنامية عن المقاتل الفيتنامي الذي كتب في مذكراته:

- بعد كل هذا التمرّس صرنا نقاتل وكأننا نزرع الأرز.

لذلك وبالرغم من كل الآلام والثقوب التي تطرّز ذاكرتنا الجماعية لا بد وأن نتذكّر على صعيد التاريخ الحديث ثورة الجزائر والمليون ونصف المليون شهيد من أجل حريتها وهو ما دفع شوقي لأن يقول:

وَلِلحُرِّيّةِ الحَمــراءِ بابٌ

بِكُلِّ يَدٍ مُضَّـرَّجَةٍ يُدَقُّ

دَمُ الثُوّارِ تَعرِفُهُ فَرَنسا

وَتَعلَمُ أَنَّـــــهُ نورٌ وَحَقٌّ

دعونا لا نحزن..

دعونا ننتظر انفجار المرجل..

وهو آتٍ لا محالة.

تعليقات: