النائب بهية الحريري: إستكمال رسالة رفيق الحريري جسر التواصل بين كل اللبنانيين

هدية الجنوبيين في عيد التحرير إعادة فتح جسر الزهراني ثاني أكبر جسر في لبنان.

شفيق الحريري: مواجهة العدوان تتطلب إعادة البناء ووصل المناطق اللبنانية.

لم يكن يخطر على بال أحد بعد تحرير الجنوب من الإحتلال الإسرائيلي في 25 أيار من العام 2000 أن تعود آلة التدمير الإسرائيلية لتنال من الإنجازات اللبنانية•

لكن، ورغم ويلات الحرب الأخيرة على لبنان خلال تموز الماضي، بقيت إرادة الصمود والتحدي وعودة البناء تتجسد سيراً على خطى الشهيد الرئيس رفيق الحريري في أن "البناء هو عنوان للتماسك والوحدة والتحرير وإعادة بناء دورة الحياة في البلد"، والتي يكمّل مسيرتها أبناؤه وأشقاؤه•

ولأن عيد التحرير يعني الكثير للجنوبيين الذين عانوا من مرارة الإحتلال وغطرسته، أرادت عائلة الشهيد الرئيس أن تقدم لهم أجمل الهدايا بهذه المناسبة، وهي عودة التواصل عبر "عاصمة الجنوب" مدينة صيدا ومنها إلى أقصى الجنوب والشمال، حيث الإنماء المتوازن يؤمن التمسك بالأرض وإعادة وصل المناطق التي أراد لها العدو الإسرائيلي أن تكون متقطعة الأوصال، حيث من المقرر أن يفتتح بعد غد (الجمعة) جسر الزهراني الذي يعد الأكبر في لبنان بعد الجسر العربي•

وتأتي هذه الهدية ضمن المبادرة التي قدمها نجلا الشهيد الرئيس رفيق الحريري "النائب سعد الحريري والشيخ بهاء الدين الحريري"، وهي عبارة عن هبتين منجزتين لإعادة بناء وترميم 14 جسراً دمرها العدوان الإسرائيلي، وتشمل: جسري الزهراني القديم والجديد، جسر الغازية - الريجي - قناريت، جسر الغازية الرئيسي، جسر سينيق (درب السيم)، جسر الأولي القديم والدائري (الجديد)، جسر الرميلة - علمان والجسر العلوي، جسر الرميلة - الوردانية العلوي، جسر الدامور - بيت الدين العلوي، جسر الناعمة - حارة الناعمة العلوي، نفق الدبية - السعديات ونفق الناعمة، فضلاً عن 6 جسور في منطقة الشمال و4 في البقاع•

وجاء الإعلان عن هذه المبادرة من "عاصمة الجنوب" مدينة صيدا وعلى لسان شقيقة الشهيد الرئيس النائب بهية الحريري، تأكيداً دور الجنوب في التواصل بين المناطق، فيما تتولى عملية إعادة بناء وترميم هذه الجسور الشركة العامة للبناء والمقاولات "جينيكو" التي يترأسها شفيق الحريري•

"لـواء صيدا والجنوب" يسلط الضوء على إنجاز الجسر الثالث عشر والأكبر ضمن الجسور الأربعة عشر عشية إفتتاحه•

سرعة في الإنجاز

جاء حرص عائلة الحريري على إعادة التواصل بين المناطق، ضمن مسيرة إعادة بناء الحجر، حيث جاءت سرعة الإنجاز بإستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة وصب الباطون الجاهز في عملية البناء، وذلك بفضل خبرة شركة "جينيكو" في هذا المجال•

ومع نهاية العام 2006 تم إنجاز 7 جسور هي: جسرا الأولي والرميلة وتحويلتا الوردانية وكترمايا اللتان دشنتا برعاية رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ممثلاً برئيس "مجلس الانماء والاعمار" المهندس نبيل الجسر، فضلاً عن جسر الزهراني القديم وجسر الغازية اللذين دشنا في وقت سابق من العام•

وخلال العام 2007 تم تدشين جسر ونفق الناعمة، ليرتفع عدد الجسور التي أعادت عائلة الشهيد الرئيس بناءها على الطريق الدولية الجنوبية الى تسعة جسور من أصل 14 جسراً تقوم بتنفيذها شركة "جينيكو"، وتم منذ شهرين فتح نفق السعديات وتحويلتي الدامور والناعمة أمام السيارات، ولم يتبق سوى جسر الزهراني الكبير وجسر الأولي الدائري•

وأرادت عائلة الشهيد الرئيس رفيق الحريري أن تكون هدية الجنوبيين في ذكرى تحرير الجنوب في 25 أيار الحالي، تدشين جسر الزهراني الكبير الذي دمرته الطائرات الإسرائيلية إبان عدوان تموز 2006، حيث إنتهت أعمال إعادة بناء الجسر التي تقوم بها الشركة العامة للبناء والمقاولات - "جينيكو"، ليفتتح بعد غد (الجمعة)، فيما يتواصل العمل بإعادة بناء جسر الأولي الدائري•

•••وجسر الزهراني

وتتم إعادة فتح مسارب جسر الزهراني الرئيسية أمام السيارات يوم بعد غد (الجمعة) بعدما كانت شركة "جينيكو" أنجزت القسم القديم من الجسر عند مثلث الزهراني بتمويل من آل الحريري وتم افتتاحه في أواخر تشرين الأول الماضي، وسيؤمن تدشين الجسر الجديد الذي يربط أقضية صيدا وصور والنبطية ببعضها البعض، إعادة التواصل بين الجنوب وصيدا وبقية المناطق وبالعكس عبر مثلث الزهراني، الذي يشكل المدخل الرئيسي الى مدن وبلدات وقرى الجنوب•

وهذا الجسر الذي قصفته الطائرات الاسرائيلية بعشرات الصواريخ وعلى مدى أيام العدوان وأصيب خلالها عدد كبير من المواطنين من بينهم مسعفون، يعتبر من أكبر الجسور في لبنان، وهو واحد من بين 14 جسراً دمرت خلال عدوان تموز على طول الطريق الساحلية الممتدة من الناعمة وحتى الزهراني لقد قامت شركة "جينيكو" بإعادة بنائها وترميمها تنفيذاً للهبة المقدمة من عائلة الحريري الى الحكومة اللبنانية•

وشهدت ورش الأشغال على هذا الجسر وتيرة عمل متسارعة وتم إنجاز الأشغال ولا سيما القواعد والأعمدة والصب التي استغرق العمل فيها أشهراً نظراً لحجم الدمار الكبير الذي لحق ببنية الجسر التحتية والفوقية جراء عشرات الصواريخ التي انهمرت عليه ابان الحرب الأخيرة، فضلاً عن أكثر من 20 صاروخاً اخترقت هيكل الجسر واستقرت في قواعده دون أن تنفجر مما اضطر الشركة المتعهدة بالتعاون مع الجيش اللبناني إلى حفر أعماق متفاوتة تصل حتى 20 متراً لسحب هذه الصواريخ ونقلها من مكانها•

النائب الحريري

النائب بهية الحريري أكدت "إصرار نجلي الرئيس الحريري النائب سعد الحريري والشيخ بهاء الحريري والعائلة مجتمعة على الاستمرار في اعمار لبنان كما اراده رفيق الحريري بشراً وحجرا"•

وقالت: نحن مصرون على جسر التواصل بين كل أهلنا، وهذا الجسر الذي يربط النبطية وصور وكل لبنان عبر صيدا، حرص شفيق الحريري (رئيس مجلس إدارة شركة "جينيكو") على انهائه قبل حلول ذكرى عيد التحرير، وسيفتتح في 25 أيار، هذه الذكرى التي نعتبر أن مسيرة الاستقلال والسيادة بدأت منها عام 2000 بتحرير الجنوب بفضل وحدة أبنائه ومقاومة أهله، وإن شاء الله نبقى سوياً يداً واحدة، ويتحول تدشين الجسر إلى احتفال بعيد التحرير من الزهراني إلى الغازية وصيدا، ويجب أن نشارك جميعاً في إحياء هذه الذكرى•

وأضافت: بهذه الانجازات نحاول دائماً أن نستمر في رسالة رفيق الحريري، لأن مواجهة هذا العدوان هي بالانجازات، وهذه طريق الشهيد الرئيس رفيق الحريري التي يكملها أبناؤه وتحديداً بهاء وسعد الحريري، وهذا أقل رد على العدوان ومواجهة تداعياته في هذا الزمن الصعب، فليس لدينا إلا الانجازات التي تعيد التواصل وخاصة الطرقات والجسور التي استهدفتها "إسرائيل" منذ اليوم الأول للعدوان، فمبروك للجنوبيين•

وأكدت أنه "سعينا بجهود عائلة الشهيد رفيق الحريري إلى بناء الجسور، لأنهم مصرون على أنه كما كان رفيق الحريري جسر تواصل بين كل اللبنانيين، أن تكون جسور التواصل مبنية وموجودة بتصرف كل المواطنين، هذه الرسالة التي ستخرج دائماً من هذه المدينة لها علاقة بوحدتنا، وإن شاء الله يكون يوم 25 أيار يوماً يشارك فيه الجميع ويكون تدشين هذا الجسر رداً صارخاً وحقيقياً على العدوان بإعادة الاعمار، هكذا علمنا رفيق الحريري، رفيق الحريري سيبقى حياً فينا، شاهداً وشهيداً وهذا شعار سنبقى نرفعه بقيادة سعد الحريري"•

وشددت على أنه "أردنا هذا اليوم افتتاح هذا الجسر كما اعتدنا وكما اعتادت عائلة الشهيد رفيق الحريري أن تكون دائماً تستغني عن الكلام بالانجازات، وهذا الإنجاز يمثل مواجهة تداعيات حرب تموز بدءاً من الزهراني وصولاً إلى بيروت، وافتتاح هذا الجسر هو تأكيد على التواصل وتأكيد على ارتباط صيدا بلبنان، إن كان من ناحية بيروت أو من ناحية الجنوب ولتكون تعبيراً عن جسر التواصل بين كل اللبنانيين"•

وختمت النائب الحريري بالقول: جسر الزهراني يعتبر أكبر جسر في لبنان بعد الجسر العربي، وإن شاء الله بقية الجسور ندشنها جسراً تلو آخر، وهكذا نستطيع أن نتحدى كل تداعيات الحرب التي تحاول "إسرائيل" أن تربكنا بها، نحن قبلنا التحدي وسنكمل الطريق، وهذه طريق ودرب الرئيس الحريري وهي طريق الوحدة والبناء والتحرير•

شفيق الحريري

رئيس مجلس إدارة شركة "جينيكو" شفيق الحريري أوضح "أن البداية كانت مع 7 جسور من خلال الهبة التي قدمها الشقيقان سعد وبهاء الدين الحريري لإعادة إعمار الجسور التي تهدمت نتيجة العدوان الإسرائيلي الوحشي، لكن تم توسيع العمل ليشمل 14 جسراً من الزهراني وحتى الناعمة، لأن إرادة البناء تأتي من منطلق السير على خطى الشهيد الرئيس رفيق الحريري، فإعادة وصل المناطق وخصوصاً الجنوبية ومدينة صيدا، له دلالات واضحة بأن مواجهة العدوان تتطلب إعادة البناء ووصل المناطق اللبنانية، لأن هذه الأرض التي ترعرع فيها الشهيد الرئيس علمته التمسك بترابها الغالي ومد جسور المحبة بين جميع المناطق وإنماءها"•

بشير الديماسي

المدير التنفيذي لشركة "جينيكو" المهندس بشير الديماسي أشار إلى "أن ورشة العمل على جسر الزهراني هي من أكثر الورش التي استنفدت أشغالاً ووقتاً نظراً لمساحة الجسر ولحجم الدمار الكبير الذي لحق به والذي استدعى اعادة بنائه من أساسه وقواعده، ورغم أن غالبية العمل تم في فصل الشتاء ورغم تدفق نهر الزهراني تحت الجسر، لكن استطعنا تحييد النهر ومتابعة العمل في أقسى الظروف المناخية"•

وقال: تم استخدام تقنية السقوف الجاهزة في اعادة بناء الجسر الذي يبلغ طوله سبعين متراً وعرضه 70 متراً، وصب البلاطات الأساسية وإعادة تأهيل مداخل الجسر المؤلفة من أربعة مسارب رئيسية مع تحويلاتها وبمواصفات فنية عالية تمت فيها مراعاة قدرة الجسر على تحمل الضغط والزلازل•

تعليقات: