استغراب للصمت اللبناني والدولي على اتهامات اسرائيل لـ\"اليونيفيل\"

القوات الإسبانية العاملة خلال زيارة وزيرة الدفاع
القوات الإسبانية العاملة خلال زيارة وزيرة الدفاع


سجل صمت رسمي لبناني حيال التشكيك التي يقودها عدد من المسؤولين ووسائل الاعلام الاسرائيلية بقوة "اليونيفيل" وصولا الى اتهامها بـ"اخفاء معلومات" عن خروق "حزب الله" للقرار 1701 داخل منطقة عملياتها. في حين باشرت دول اوروبية وغير اوروبية مشاركة عسكريا في تلك القوة اتصالات على مستويين، الاول مع مندوبيها لدى مجلس الامن للاحتجاج على هذه الحملة التي تشكك بصدقية ما يقوم به جنودها في الجنوب وضرورة اتخاذ موقف لوضع حد لها. اما المستوى الآخر من الاتصالات فهو مباشرة مع اسرائيل، محتجة على تلك المزاعم والاستفسار عما ترمي اليه.

ولاحظت المصادر الديبلوماسية في بيروت لا سيما الاوروبية منها التي تتشارك بالنسبة الاكبر في عداد القوة الدولية العاملة في الجنوب "ان ايا من المسؤولين لم يستنكر تلك المزاعم الاسرائيلية التي ترمي الى تبرير اعتداء قد تخطط له الدولة العبرية داخل منطقة عمليات تلك القوة، او اقله لنزع هيبتها والتعكير على تنسيقها الوثيق مع الجيش اللبناني، ولعل السبب الاسرائيلي الاهم هو الرغبة في محاولة دفع "اليونيفيل" الى منع عناصر "حزب الله" من القيام بأي تحرك ذي طابع عسكري تمهيدا للاشتباك عسكريا، وفي توقعات قائد "اليونيفيل" الجنرال كلاوديو غراتسيانو انه "في حال وقوع اي صدام بين قوته ومقاتلي الحزب ستكون له اصداء مزلزلة، وهذا لا يندرج في صلب مهمة حفظ السلام وينشئ مقاومة لبنانية جديدة مع العناصر المقاومة في منطقة الجنوب".

ولفتت الى ان حجم الاتهام لـ"اليونيفيل" يعطل الى حد ما صدقيتها بحجة انها "تقدم نصف الحقيقة وتضلل مجلس الامن". ورأت ان تعداد المسؤولين الاسرائيليين لخروق الحزب يعني ان اسرائيل "تتجسس" من داخل منطقة عمليات تلك القوة على ما يقوم به جنودها، واذا فاتها اي من تلك الخروق فلها من يخبرها في نيويورك من الموظفين الدوليين في منظمة الامم المتحدة.

واستغربت سكوت الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون الذي لم يصدر اي بيان حتى اليوم على رغم خطورة المزاعم الاسرائيلية لدحضها، علماً انها قوة تابعة له وتعمل تحت علم الامم المتحدة في الدرجة الاولى كذلك لفتت الى سكوت المسؤولين اللبنانيين عن تلك الاتهامات، محذرة من احتمال تفسير هذا السكوت اقراراً باعتبارها صحيحة، وتقع على "اليونيفيل" المسؤولية عن التقصير او ما تسميه اسرائيل "اخفاء معلومات" وكذلك عن عدم نقل حقيقة ما يجري على الارض.

ولفتت الى ان ايطاليا، التي تتولى قيادة "اليونيفيل" وتشارك بكتيبة لا بأس بها من ناحية العدد والرصد كما تتولى القيادة البحرية، دافع وزير خارجيتها ماسيمو داليما بقوة عن القوة الدولية ورد الاتهامات الاسرائيلية الموجهة اليها، مؤكداً نقيض ما يدعيه مسؤولون اسرائيليون ان القوة الدولية "تحظى بتقدير تام من جميع الاطراف المعنيين وتقوم بواجباتها وفق قرار مجلس الامن رقم 1701".

وتوقعت ان تستنكر فرنسا واسبانيا وبلجيكا الحملة المركزة على "اليونيفيل". وقدّرت عالياً فعل قائدها الايطالي الذي لم يكتف بالاعراب عن انزعاجه من الانتقادات الاسرائيلية التي وصفها بانها "غير عادلة"، بل اكد ان القوة الدولية "تقف على مسافة واحدة من الجميع، ونتصدى لاي انتهاك من اي طرف كان". وشدد على ان التعليمات التي يعطيها حيال اي خرق "مرتكزة على علاقة متوازنة وعادلة بين الاطراف".

وسألت مصادر قيادية، الا يكفي ما تتعرض له تلك القوة من اخطار من تنظيمات اصولية في مقدمها "القاعدة"، والتحريض على الاعتداء عليها بذريعة انها تحمي اسرائيل من عمليات كانت تشنها المقاومة ضدها من الاراضي الجنوبية؟

ودعت الى استنفار الديبلوماسية اللبنانية باجراء اتصالات عاجلة مع الدول الكبرى والمؤثرة لردع اسرائيل وقطع الطريق عليها بمنعها من شن هجمات على عناصر للحزب داخل منطقة عمليات "اليونيفيل"، لان هذه الهجمات قد تؤدي الى مواجهات واسعة بين الجيش الاسرائيلي والقوة الدولية، او ان تلتزم هذه القوة عدم الرد واخفاء جنودها في الملاجئ، فتسقط مهمتها وهيبتها.

تعليقات: