جولة على الخط الأزرق في العباسية

الخط الأزرق
الخط الأزرق


التعديل الأخير والتدابير المتخذة..

الحدود الجنوبية -

تتفاعل قضية تعديل الخط الأزرق في العباسية يوماً بعد يوم، بعدما قضمت عملية تعديله مزيداً من أراضي العباسية، ووقع الاهالي في حيرة من امرهم مما يجري في قريتهم (النصف محررة) بعدما باتت هذه الايام (ربع محررة) كما قال أحد أبنائها، الذي كان يتفقد بيته وأرضه متحسراً على ما فات من تعامل مع الأرض، التي اصبحت هاجس عودتهم الى القرية المحررة.

الفريق الدولي الذي أجرى التعديل في العباسية على ترسيم الخط الأزرق، ركز نقاطاً ثابتة في عمق خراج العباسية باتجاه المنازل شمالاً، وباتت الأراضي المستثمرة في محيط البيوت جلية نظيفة من الألغام، بعدما نظفها الجيش اللبناني، بينما القسم الآخر والذي كان الأهالي يستثمرونه بعد التحرير عام ألفين اصبح في (عهدة الخط الأزرق)، ويمنع عليهم دخوله تحت طائلة اطلاق النار من الجانب الاسرائيلي.

جولة (الأنوار)

(الأنوار) قامت بجولة ميدانية على العباسية ورصدت ما يجري على الخط الأزرق:

القوة الاسبانية ركزت حاجزاً ثابتاً على مدخل العباسية مع تحصينات ومكعبات وسواتر واجراءات أمنية مشددة.

الدخول الى الحي الغربي ممنوع الا باذن خاص من القيادة الاسبانية، كون المعسكر الاسباني يقع على تلة بوشهاب في الجزء الغربي من القرية المحررة، وتعتمد القوة الاسبانية لوائح اسمية بأسماء المواطنين الذين يحق لهم الدخول الى بيوتهم.

أما الجزء الجنوبي الشرقي، فقد سمح بالدخول اليه ولكن تحت مراقبة الجيش اللبناني، الذي

اقام نقطة رصد ومراقبة في أحد البيوت المبنية حديثاً لمراقبة التحركات الاسرائيلية على الجانب الآخر من الخط الأزرق الجديد الذي يمر بوسط خراج البلدة في أراضٍ مزروعة بالزيتون وكانت تزرع فيما مضى زراعات صيفية من الخضار والحبوب.

الجيش اللبناني - اللواء العاشر، يسجل اسماء العابرين الى هناك. واذا كانوا صحافيين، يضع القيادة في الأجواء فقط لمعرفة هوية الأشخاص من دون عرقلة مهماتهم. بل لاخطار القيادة لتكون على علم بمن يتجوّل هناك.

الاسرائيليون يرابطون مع آلياتهم وراء الشريط الشائك القديم الذي أنشىء بعد ترسيم الخط الأزرق بعد التحرير، ضمن أكمة من أشجار الكينا المعمّرة، تعود ملكيتها لآل شهاب من العباسية، وهي محتلة منذ العام .1967

وبعد انسحابهم منها في العام ألفين، ترك الاسرائيليون مكعبات حجرية ضمن خراج العباسية، ظلّ التساؤل قائما حول ابقائها هناك، الى ان أعيد ترسيم الخط الأزرق من جديد هذا الشهر، وقضم مزيد من أراضي القرية.

الجهات الدولية في (اليونيفيل) لم تفصح عن المستندات والمبررات التي أحوجتها الى تعديل الخط الأزرق هناك. والأهالي يقولون ان فريق مراقبة الهدنة بصفته (ارتباط) بين اليونيفيل والمدنيين هو الذي يرفع التقارير ويجري التعديلات، بدعم ومساندة من اليونيفيل، كما حصل عند تركه بعتائيل جنوبي كفرشوبا في العام 2003 - 2004 ونقل معالم الخط الأزرق الى ضفاف بركة بعتائيل في خراج كفرشوبا.

الدوريات الاضافية في المنطقة هناك مع الجيش اللبناني واليونيفيل، هي دوريات قوى الأمن الداخلي التابعة لفصيلة درك حاصبيا، كون المنطقة هناك تتبع اداريا لقضاء حاصبيا، وتجوب سيارات الدرك طريق العباسية - المجيدية - الماري لمراقبة الوضع وحفظ الأمن، وتقيم حواجز متنقلة من مثلث الماري، الى مثلث المجيدية الى قرية ريحانة بري.

وتتوقف قرب شلال الماري على مجرى نهر الحاصباني الذي يخترق المنطقة ويصب في مجرى الوزاني، وينضم الى نبع الوزاني ليتابع مجراه الى جسر الغجر، فسهل الحولة المحتل.

طوافات الجيش الاسرائيلي تحلق في سماء المزارع، وطوافة الخط الأزرق الدولية تحلق على خط التماس وصولا الى السفوح الغربية لجبل الشيخ، والوضع هادىء على الحدود باستثناء الحالة النفسية التي يعيشها أبناء المنطقة تخوفا من انفجار الوضع الأمني في أية لحظة نتيجة التحرشات الاسرائيلية.

تعليقات: