قوة إسرائيلية تُغرق المزروعات اللبنانية بمياه الأمطار

كفركلا
كفركلا


الجنوب

أقدمت قوة اسرائيلية خلال ساعات الليل وفجر امس، على ضخ كميات كبيرة من المياه المتجمعة قرب بساتين التفاح المتاخمة للحدود الدولية الفاصلة بين لبنان وإسرائيل، باتجاه الاراضي اللبنانية في المنطقة الواقعة بين بلدتي العديسة وكفركلا، بواسطة مضخة تم تركيبها لهذه الغاية، في ترجمة عملية لنواياها المبيتة تجاه لبنان، بعد رفضها حل مشكلة مياه الأمطار المتجمعة لديها، بإنشاء أقنية لتصريف هذه المياه، وفق الإقتراح الذي نقله إليها ضباط الإرتباط الدوليون، الذين طلبت إليهم إسرائيل التفاوض مع الجانب اللبناني، لفتح مسرب العبارة باتجاه الأراضي اللبنانية في منطقة كفركلا ـ العديسة، التي أقفلها الجيش اللبناني في تشرين الأول من العام الماضي، والتي اقامتها قوات الاحتلال الاسرائيلي تحت السياج الشائك منذ أمد بعيد، وباتت تشكل «نزاعا حدودياً» ومطلباً حيوياً بالنسبة إليها، ربما يماثل الوضع المعقد لمعضلة الغجر، ومسألة المزارع المحتلة بالنسبة للبنان.

وعمدت عناصر مدنية اسرائيلية، في ظل حماية قوة عسكرية مؤلفة من سيارتي جيب هامر إلى تشغيل مضخات مياه ضخمة تم تثبيتها بمحاذاة الخط الحدودي في الجانب الإسرائيلي، وتوجيه خراطيمها باتجاه الأراضي اللبنانية لتصريف المياه المتراكمة في البساتين القريبة، مع ما يمكن أن يتسبب ذلك من إتلاف للمزروعات وحقول الزيتون، وإغراق الأراضي في كفركلا، والطريق الحيوي الذي يربط قضاء مرجعيون بمنطقة جبل عامل وقضاء بنت جبيل بالمياه، حيث شكلت بحيرة عائمة بمثابة مصيدة للسيارات العابرة، الامر الذي استدعى تدخل الجيش اللبناني واستنفار قوات اليونيفيل، حيث حضرت دورية من الجيش اللبناني تلاها دورية مؤلله للكتيبة الاسبانية العاملة في اطار قوة «اليونيفيل» المعززة، تمركزت على الطريق العام قبالة موقع العبارة، وعلى مقربة من نقطة المراقبة الدولية المستحدثة. وجرت اتصالات مع قيادة اليونيفيل للعمل على سحب مياه الأمطار التي غمرت طريق عام كفركلا ـ العديسة بواسطة الصهاريج. وفي الجهة المقابلة، استنفر الجيش الإسرائيلي خلف الحدود، وشوهدت سيارتا جيب هامر اختبأتا في البساتين القريبة، راقب عناصرها بواسطة المناظير، التحركات في الجانب اللبناني.

الجدير ذكره أن مشكلة عبارة المياه بين اسرائيل ولبنان عند بلدة كفركلا الحدودية، تعود إلى الواجهة كل عام، مع حلول فصل الشتاء والأمطار. وحاولت بلدية كفركلا إغلاق العبارة من الجانب اللبناني، فتدخل الجيش وبعد سلسلة مشاورات، أغلق العبارة بسد ترابي، في تشرين الأول من العام الماضي. ومنذ أسابيع حصل لقاء في بلدية كفركلا، بين لجنة الإرتباط الدولية والجيش اللبناني ورئيس البلدية، لمعالجة المشكلة المستعصية التي لم تجد بعد حلاً لها، بحيث تتجمع المياه في الجانب الاسرائيلي، بفعل انحدار الأرض، وتتدفق المياه المتراكمة باتجاه الأراضي اللبنانية بواسطة العبارة التي ذاع صيتها، والتي يمكن أن تكون فتيل توتر في أي مناسبة.

تعليقات: