من عراقة الأَرضِ الخَلِيجِيَّةِ.. أنا قدساوية عرباوية خيامية بيروتية


يَسْأَلُونَنِي لَمْ تُحِبِّينَ الكويت

وَلُمَّ أَنْتَ فِي حُبُّكَ لَهَا عُنْصُرِيَّةٌ

وَأَنْتِ تَمَلُّكَيْنِ وَطُنًّا قَدْ أَعْطَاكِ إسمًا وَجَوَازَ سَفَرٍ وَهُوِيَّةٌ أَجَبْتِهُمْ أَنَا اِمْلِكْ مِنْ الدُّنْيَا وَطَنَيْنِ

وَطَنٌ يُسْكِنُ بِالقَلْبِ وَوَطَنٍ يُحَرِّكُ لِلأَوَّلِ دَوْرَتُهُ الدَّمَوِيَّةُ

أَنَا فِعْلًا أَمْلِكُ وَطَنَيْنِ أَحَدُهُمَا سَقَطَ مِنْ السَّمَاءِ وَالآخَرِ تَلْقَفُهُ بِمُعْجِزَةٍ إِلَهِيَّةٍ

أَنَا اِمْلِكْ وَطَنَيْنِ وَهُمَا تَوْأَمَيْنِ وُلِدَا مِنْ ارتطام بُوَيْضَةَ ثَلْجٍ بِصُلْبٍ نَوَاةٌ شَمْسِيَّةٌ

وَمِنْ اِتِّحَادِ قَوْسِ قُزَحٍ بِلُزُوجَةِ أَمْطَارٍ نَفْطِيَّةٍ

لُبْنَانُ بِدلَالِهِ وَغُنْجِهِ وَطَرَابِيشِهِ وَالكُوَيْتُ يُسْدُوهَا وَغُتْرَتِهَا الخَلِيجِيَّةُ

لُبْنَانُ بَارَزَهُ وَمَرْجِهِ وَوِدْيَانِهِ وَالكويت نَخُلُّهَا وَأَسْوَارُهَا وَطِيبَتِهَا العَفَوِيَّةُ

لُبْنَانُ بِفيروزِهِ وَبَرَدِهِ وَزَهْرِهِ وَالكُوَيْتُ بِيَدِهَا ووبصماتها الاِنْسَانِيَةُ

لُبْنَانُ إِيليَا أَبُو مَاضِي وجبران خليل جبران وَبلال الصنديد وَالكُوَيْتُ فهد العَسْكَرُ وخالد الشايجي وإقبال النهام وَأَسْمَاءُ أُخْرَى أدبية

فَأَنَا قَدْ وَلَدَتْ مِنْ ضِلْعَيْنِ وَفَصِيلَةِ دَمِي فِي قَائِمَةِ البَشَرِ لُبْنَانِيَّةٍ كُوَيْتِيَّةٍ

أَنَا مَزِيجٌ مِنْ الحَضَارَةِ وَالرَّقْيِ وَمِنْ سَمْرَة الأَرْضِ الصَّحْرَاوِيَّةِ

أَنَا قُرْصٌ مَعْمُولٌ بِالْتَمْرِ وَقَعَ فِي غَرَامِ قَهْوَةٍ عَرَبِيَّةٍ

وكَاسٍ جلاب بِالصَّنَوْبَرِ وَمُكَعَّبَاتِ ثَلْجٍ يُرَطِّبُ فَم الدرابيل ولفائف الرهش المنغمسة بِالطَّحِينِيَّةِ

أَنَا أَعْوَادُ خَيْزُرَانٍ وَدَوَالِي عِنَبٍ وَرُمَانٍ اتكأت عَلَى كَتْفِ سرايات موسمية

آنَّا مَنَارَةٌ وَقِلَاعُ وروشة وَأَبْرَاجٌ ودانات اِخْتَبَأَتْ فِي مَحَارَةِ الجَاذِبِيَّةِ

و مَزِيجٌ مِنْ الحَضَارَةِ وَالرَّقْيِ وَمِنْ عراقة الأَرْضِ الخَلِيجِيَّةِ أَنَا شَمَالِيَّةٌ بقاعية جَنُوبِيَّةٌ جَبَلِيَّةٌ حَضَرِيَّةٌ بَدَوِيَّةٌ

قدساوية عرباوية جهراوية خيامية بيروتية

أَغْنَى نَشِيدُ لُبْنَانَ كُلِّنَا لِلوَطَنِ كُلَّنَا لِلعِلْمِ للوطنية

وَأَرْفَعُ يَدِي لِوَطَنِيِّ الكويت سَلَّمْتُ لِلمَجْدِ وَالبَشَرِيَّةِ

أَنَا اِبْنَةُ الحَرْبِ فَطَمَتْ عَنْ صَدْرٍ وَطَنِيٍّ

وَتُرِكْتِ قِرْمِيدَ بِيْتِِيٍّ وَأَقْلَامِي وَمَدْرَسَتَي وَكُرَّاسِي صَفِّيٌّ الخَشَبِيَّةُ

وَظُنِنْتِ أَنَّ العُمْرَ فَإِنْ وَأَنَّنِي بَتٌّ مغتربة أُحَاوِلُ حَمْلَ إِشْعَارِي وَقَصَائِدِي وَإِنْ أَرْسُمْ فِي حُلْمَيْ حُرِّيَّةِ

آلَّا أَنَّنِي حِينَمَا سَكَنَتْ الكُوَيْتُ وَسَكَّنَتْنِي أَجْهَضَتْ الغُرْبَةُ دُونَ مُسَكِّنَاتٍ أَوْ عَمَلِيَّاتٍ جِرَاحِيَّةً

فَكُنْتُ أَصْحُو عَلَى مَلَامِحِ أَمِيرِهَا وَأُشَارِكُ الفَرَحَ فِي عِيدِهَا

وَأَعْرِفُ مَوَاعِيدَ شُرُوقِ شمسها وَأَوْقَاتِ مُغَيَّبٍ شتاءها بحواسى الخَمْسُ وبفراستي الشعرية



تعليقات: