هل خُطف التشيكيون الخمسة لإطلاق موقوف لبناني في بلدهم؟

السيارة التي كانت تقل التشيكيين المخطوفين
السيارة التي كانت تقل التشيكيين المخطوفين


تختلف حكاية اختفاء أو اختطاف التشيكيين الخمسة وسائقهم اللبناني منير صائب طعان، على طريق كفريا في البقاع الغربي، عن سواها من عمليات الخطف، إذ أن أهم ما فيها أنها لا ترتبط بسواها من عمليات الخطف بهدف الفدية المالية إنما قد تتعلق بموضوع توقيف المدعو علي فياض منذ فترة في دولة تشيكيا بتهمة الاتجار بالسلاح.

وعليه فان عملية اختطاف التشيكيين الخمسة تهدف إلى نوع من المبادلة مع فياض الذي يحمل الجنسية الأوكرانية، وكان يشغل منصب رسمي في أوكرانيا، وتم توقيفه في تشيكيا.

وما يعزز فرضيه الخطف بهدف المبادلة يتلخص باختفاء المدعو صباح فياض ابن بلدة انصار الجنوبية، الذي يعمل سائق سيارة أجرة في "مطار رفيق الحريري" الدولي، في بيروت. كما أن السائق طعان هو من بلدة أنصار في الجنوب اللبناني، أيضاً ويرتبط بعلاقه قرابة مع فياض وقريبه الموقوف في تشيكيا.

وكانت عمليه الاختطاف قد اكتشفت بعد العثور ظهر اليوم على سيارة " ميني فان" من نوع "كيا" رقمها 102470مركونة إلى جانب الطريق لجهة بلدة خربة قنفار على بعد 250 متراً من حاجز الجيش اللبناني عند مفرق كفريا.

وقد عثر في السيارة على آلات تصوير وجوازات سفر التشيكيين الخمسة وهم شرفاك جان، حمصي آدم، دوبلس ميرسكلاف، كوفون بارفيل وديبسيك مارلين بيسيك. وكانوا قد وصلوا إلى لبنان في 1 ايار الماضي، ثم عادوا من جديد في 7 من الشهر الجاري.

ومن المرجح، وفق بعض المصادر، أن هدف مجيئ التشيكيين الخمسة الذين يعملون كممثلي وسائل إعلامية تشيكية بهدف تحقيق صحافي عن علي فياض، ما يبرر زيارتهم الى بلده أنصار مسقط رأس الموقوف في تشيكيا. وقد نقلت شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي السيارة ومحتوياتها إلى بيروت لاستكمال التحقيق.

ومن جهته، كان والد صائب منير طعان سائق السيارة، إدعى لدى مخفر الدوير أن نجله إختفى في ظروف غامضة.

وفي وقت لاحق، ذكرت وزارة خارجية التشيك أن خمسة مواطنين من التشيك وسائقهم اللبناني فقدوا في لبنان.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ميتشيلا لاغرونوفا، للصحافيين، إن وزارة الخارجية تعرف اسماء المفقودين التشيك لكنها لن تنشر أي معلومات حتى لا تضر بالتحقيقات.

وأضافت أن وزير الخارجية التشيكي لوبومير زاوراليك سيجري اتصالاً هاتفياً بنظيره اللبناني في وقت لاحق اليوم، كما ذكرت وكالة "رويترز".

ووفق وكالة "فرانس برس"، فإن لبنان شهد عمليات خطف عديدة استهدفت غربيين خلال الحرب الأهلية (1975-1990)، وكانت بغالبيتها لأسباب سياسية.

وندرت هذه العمليات بعد الحرب، لكن منطقة البقاع خصوصًا تشهد عمليات خطف متكررة تطال اجمالا لبنانيين ويكون الهدف منها المطالبة بفدية.

وقد تم تسجيل بضع حالات خطف شملت عربًا وأجانب، وكان أبرزها خطف سبعة استونيين في آذار العام 2011 على طريق زحلة في البقاع، بينما كانوا يتنقلون على دراجاتهم الهوائية.

وأعلنت مجموعة غير معروفة مسؤوليتها عن خطف الأستونيين الذين أُفرج عنهم بعد أربعة أشهر تقريباً.

وذكرت تقارير أنه تم دفع فدية مقابل ذلك، لكنه امر لم يتم التحقق من صحته. كما تم توقيف اشخاص تورطوا في عملية الخطف في وقت لاحق، من دون ان تعلن تفاصيل العملية واسبابها بوضوح.

وفي العام 2013، خُطف ألمانيان لبضع ساعات، قبل ان يفرج عنهما ويتم توقيفهما لدى السلطات اللبنانية بتهمة تهريب مخدرات.

تعليقات: