الخيام هذا الصيف: ارضٌ صلبة تروي أسطورة المجد والإنتصار

الخيام هذا الصيف: إحتفالات وأناشيد.. ونصرك هزّ الدني
الخيام هذا الصيف: إحتفالات وأناشيد.. ونصرك هزّ الدني


إقتربت الساعة وازداد قلقي، أنا معلقة بين ألارض والسماء.

أنظر حولي فتجتاحني العواصف..

أتطلع إلى الأسفل فأغرق في بحور الرمال..

لماذا أفكاري تائهة تسبق رحلتي؟

ها أنا أحدق في الناس أبحث في عيونهم ريثما أقرأ فيها ما يهدىء روعي، فأجد عيونهم الحائرة تحدق بي ؤكأنها تسألني: "كيف سيكون الصيف هذا العام؟"

بين سوأل ولا جواب حطّت الطائرة في مطار بيروت.

ها قد وصلت إليك يا لبنان الحبيب فافتح ذراعيك يا وطني، ضمّني فأنا أحمل في جعبتي كل الشوق والحنين إليك، إلى بيتي وأهلي وأصحابي.

ساعات قليلة تفصلني عنك يا خيام فكيف سألقاك بعد غياب عام؟ هل نفضت عن ثوبك الجميل غبار الحرب؟

عند الوصول قرأت: "الخيام ترحب بكم"، فرحتي بالعودة ولقاء الأحبة لا توصف!

تبدد خوفي عندما وجدت ارضي صلبة ترفض الأستسلام:

- كأن المدافع التي أصابت قلبها في تموز 2006 كانت الشعلة التي أنارتها بدل أن تحرقها!

- والصاعقة التي ضربتها وسعت شراينها بدل أن تمزقها!

بدأت أسمع من أهلي وجيراني عن قذائف سقطت هنا وهناك وعن بيوت دمرت فتركت أناسا بلا مأوى لكنهم رفضوا الرحيل أوالإبتعاد عن المكان فنصبوا خيماً إلى جانب أحجارهم المفتته وكأنهم يواسونها في آلامها.

قصص كثيرة عن الصمود والتشرد والأحزان ولكنني وجدت في أصواتهم أملاً يرسم لمستقبل جديد وكأن النبض الذي في قلوبهم يعانق الأرض فتضج فيها الحياة.

نظرت إلى بلدتي فرأيتها تنهض من تحت الرماد آيادي تنحت الصخور فتجعل منها قصوراً وكأنها تروي لمن يشاهدها أسطورة المجد والإنتصار!

رأيت أحبتي ما زالوا يسقون التراب بدمائهم ويغرسون بأناملهم حروفاً فيها حكايات عن أطفال كانوا يبحثون عن لعبة مفقودة فوجدوا قنابل عنقودية، مزروعة هنا وهناك، إنفجرت فتركت وراءها ملائكة دون أجنحة وألعابا بلا أطفال..

إلى متى ستدفعون الثمن يا أبناء بلدي؟

كيف سيكون تموز هذا العام وماذا نقول إذا سُألنا عنه؟

- الأبنية التي دُمرت عادت وارتفعت!

- الجسور التي قُطعت أُعيد وصلها!

... لكن

من يعيد الفرحة الى قلب أم ثكلى وأب مجروح وطفل يتيم؟

من يمسح للناس دموعهم ويداوي جراحهم؟

ها قد أقبل تموز 2007 يحمل غصن الزيتون ويمشي في جبالنا وسهولنا وقرانا ومدننا يوقظ الشهداء من ثباتهم ويطرق الأبواب مهنئا بعيد الإنتصار.

رأيت الصبح يلبس وشاحا مخمليا والشمس ترسل إلى الأرض خيوطها الذهبية وحمامة بيضاء تنشد ألحان الحرية:

لن ينفجر البارود هذه السنة والأرزة الخضراء تغني الملاحم الخالدة للمقاومين الأبطال، والنسيم العليل ينفض عن الجباه غبار الذل وأغصان الأشجار ترسم المجد والعزة، والشوارع فيها دفء وألوان من فرح...

فطوبى يا تراب بلادي النصر لك عزّ وفخر وكرامة.

لن يكتب تموز هذا العام على صفحاتك ناراً ودماً ولهيبا بل سيترك فيك أنقى الحروف بأجمل الألوان!

ويا رفاقي وأخواتي إعلموا أن هذه الحروف ليست حبرا إنما هي لون من القلب ونغم من الروح، فصلّوا معي إلى الله من أجل الخير لكل الناس ولا شيء غيره!

----------------

مقالة سابقة لنفس الكاتب

معرض الصور الذي أقيم في الخيام هذا الصيف: ذاكرة الخيام
معرض الصور الذي أقيم في الخيام هذا الصيف: ذاكرة الخيام


الخيام هذا الصيف: تكريم فريق العمل القطري على جهوده المبذولة
الخيام هذا الصيف: تكريم فريق العمل القطري على جهوده المبذولة


الكثير من الأنشطة الثقافية والإجتماعية أقيمت في الخيام هذا الصيف
الكثير من الأنشطة الثقافية والإجتماعية أقيمت في الخيام هذا الصيف


الخيام كرّمت الأوائل من أبنائها وبناتها
الخيام كرّمت الأوائل من أبنائها وبناتها


الخيام كرّمت شيوخها المعطاءة.. وشعارها: شكراً قطر
الخيام كرّمت شيوخها المعطاءة.. وشعارها: شكراً قطر


تعليقات: