إنني في حضرة روح أمي

أنا الساكن في عاصمة وطني غريب وكأنني بعيداً عن وطني. سبب وحدتي هو أني أشتقت إلى أمي وكيان أمي، وكلام أمي، وروح أمي
أنا الساكن في عاصمة وطني غريب وكأنني بعيداً عن وطني. سبب وحدتي هو أني أشتقت إلى أمي وكيان أمي، وكلام أمي، وروح أمي


صباح هذا اليوم شعرت بغربة ووحدة غريبة. وأنا الساكن في عاصمة وطني غريب وكأنني بعيداً عن وطني. سبب وحدتي هو أني أشتقت إلى أمي وكيان أمي، وكلام أمي، وروح أمي. ولما الإشتياق إليها وهي القريبة من كياني وروحي وعنفواني!!!؟

عقدت العزيمة على لقاءها. توضأت. هيأت أغراضي. غسّلت شعري وكافة بدني. وضعت العطر من أنبوبة أحفظها للمناسبات الجميلة لأنها هي من إختارها وأهدتها لي.

إنطلقت إلى بلدة أهلي وقومي. هناك على مشارف الخيام الجميلة رأيت وجهها بالغيوم التي تحمي عروسة القنديل خيامي، وشممت عطرها من رائحة الورود التي تزين دردارة حدود وطني. يا إلهي ما أجمله من بداية لقاء. إن روحها تستقبلني وترحّب بمقدمي...

وصلت إلى ميدان الخيام وهناك ركنت جسد روحي. قرأت الفاتحة لسكانه وبدأت أبحث بين الأرواح عن مسكنها في أرض ميدان يوماً سيستقبل جسدي وجسماني وسيكون عنواناً لتاريخي وكياني: إنك ميّت وإنهم ميّتون.

وجدته. يعلوه وردة حمراء وكلمات تسبّح بحمد ربها. هناك في حضرتها قرأت الفاتحة عن روحي. تبسّمت روحها. روحها أدركت غرضي ،، مسّحت وجهي وعرقي. قبّلتني. بدأت بجبهتي. وخدودي. وعيوني. مسّحت دمعتي. لقد أيقظتني وأنعشت روحي وأزالت وحدتي.

إنني في حضرة روح أمي.

تعليقات: