المرأة قبل الإسلام وبعده «الجزء الأول»


نحن عالة على التاريخ نأخذ من هنا وهناك وعن هذا وذاك ، وبتجرد نحلل آيه الأقرب الى العقل والمنطق ، وموضوعنا اليوم عن المرأة قبل الإسلام وبعده ، وحتى نصل الى ما هو اقرب للحقيقة علينا ان نعرف على ما كانت عليه المرأة في المجتمعات القديمة وما أصبحت عليه بعد الإسلام والحقوق الذي أعطاها للمرأة ، ومن ثم نقارن بين تلك الحقوق وهذه لنحكم على اي من الإمتيازات الأفضل للمرأة في عصر ما قبل الإسلام وبعده .

المرأة قبل الإسلام لم تعطى بل لم تنل شيئا من الحقوق ، بل على عكس ذلك كانت مسلوبة الإرادة لا رأى لها ولا كلمة وحتى لا مكانة لها في المجتمع .

المرأة في الحضارة اليونانية لم يكن لها حق يذكر، والكلام لم يكن مسموحا به لها، فضلا عن ان لا حق لها في الميراث ، وكانت عبدة عند الرجل بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى لأنها كانت وما تملك ملكا للرجل .

ولم يكن كافيا عند اليونانيين هذا الوضع بل تعداه الى إلزام المرأة الحبس في بيتها ، ونتيجة لهذا الحبس فقد تدهورت مكانتها بشكل خطير ، حتى وصل الأمر اعتبار اي عمل يقوم به اي إنسان تحت تأثير المرأة عمل باطل قانونا ، الى هذه المكانة وصل حال المرأة عند اليونان .

ولم تكن المرأة أفضل حالا عند الرومان ، حيث كانت سلطة الرجل على المرأة مطلقة ، وكان الرجل هو صاحب الحقوق ، وكانت المرأة تحت رقابة الرجل في كل ادوار حياتها ، فهي تحت رقابة أبوها او زوجها او اخوها او حتى ابنها ، كما وأنها كانت لا تستطيع التصرف في مالها وكانت تزوج بغير رضاها .

وباختصار وحتى ننتقل الى عصر الرسالات السماوية في الجزء الثاني فإن المرأة كانت عند الصينيين بلا قيمة ، وانحدرت مكانتها كثيرا ، حتى كانت تعطى احقر الأعمال ، وعند الهنود القدماء لم تكن المرأة أوفر حظا ، حيث كانوا يعتبرون الموت والوباء والجحيم والسم والنار خير من المرأة ، كما وأنهم كانوا يرون انه لا حق للمرأة في الحياة بعد موت زوجها فتحرق معه وهي حية .

هذا نموذج مختصر جداً من الحضارات القديمة السابقة للإسلام عن المرأة وحقوقها .

(يتبع)

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

الجزء الثاني من موضوع "المرأة قبل الإسلام وبعده" للكاتب صبحي القاعوري


تعليقات: