عائلة الجندي حسن إبراهيم الذي قتل الضابط الإسرائيلي في الناقورة: نخاف تسييس الحادثة

الجندي حسن إبراهيم
الجندي حسن إبراهيم


عائلة جندي الناقورة: نخاف تسييس الحادثة

لم تعد أم حسن قادرة على الصمت أكثر من ذلك، فوالدة الجندي الأول في الجيش حسن عادل إبراهيم (27 عاماً) تريد معرفة مصير ابنها، وما ستؤول إليه التحقيقات معه على خلفية إطلاقه النار على الحدود مع فلسطين المحتلة، وقتله جنديا إسرائيليا.

اعتادت الوالدة أن تسمع صوت إبنها البكر مرتين في اليوم، وهي منذ الأحد الماضي لم تعرف عنه شيئاً سوى ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام.

تعبت الوالدة من كثرة الأقاويل والشائعات حول كيفية حصول الحادثة، وما الذي دفع بابنها لإطلاق النار على الجنود الإسرائيليين. "لا أعلم ماذا حدث حينها، ولكن أنا أكيدة بأن حسن فعل ما يمليه عليه واجبه الوطني، لأنه اندفاعي، لا يهاب الموت، ولا يسكت على شيء ولا ينام على ضيم".

تروي الوالدة أنها كانت تلهو مع أحفادها عندما طرق عدد من الرجال الباب فظنت انهم "عمال تصليح الأدوات الكهربائية، ولكن سرعان ما دخلوا وعرفوا عن أنفسهم وفتشوا المنزل، وطلبوا هاتف إبني الجوال، فأعطيناهم إياه عن طيب خاطر، كما طلبوا جهاز الكومبيوتر وألحوا في طلبهم، فأخبرتهم أن ابني لا يعرف كيف يستخدم الكومبيوتر".

في منزل حسن إبراهيم المتواضع في بلدة حلبا حيرة وترقب لكل معلومة عن سير مجريات التحقيق، وقد زار شقيق حسن وزارة الدفاع للقاء شقيقه والاطمئنان إليه، بعد حصوله على إذن بالزيارة.

استقبلت الوالدة العديد من الزوار المطمئنين على حسن، والمهنئين للعائلة على شجاعته وما قام به. تغص الوالدة، وتقول: "الخوف على مصير حسن غلب على الشعور بالفرح، وبالتأكيد كنت لأفرح كثيراً لو أن من قام بهذا العمل شخص غير ابني، خصوصا بعدما بات البعض يقول إن حسن سيعاقب، فهل قتل أحد جنود العدو نصر أم جريمة؟".

لا تعرف الوالدة الجواب، بل جلّ ما تعرفه أن ابنها "شريف نظيف الكف، يحب وطنه ويحترم البذة التي يرتديها، ومن مثله لا يجب أن يعاقب".

كل ما تريده زوجة حسن أن يعود زوجها إلى أبنائه الثلاثة، لأنهم لم يعرفوا حنان والدهم بعد، فابنته البكر لم تبلغ الثلاث سنوات بعد، "أشكر الله أن زوجي ما زال على قيد الحياة، سمعنا بالخبر مساء الأحد مثلنا مثل الجميع ولم يخبرنا الجنود الذين قاموا بتفتيش المنزل عن السبب، فظننت أن حسن أقدم على عمل مشين، وعرفنا الحقيقة صبيحة الاثنين بعدما عاد إلى مركزه".

ولفت فادي عقب عودته من زيارة حسن إلى أن "شقيقه بصحة جيدة، وقد تمكن من لقائه لمدة من الوقت وسمع منه ما حدث". وقال: "نحن لا نريد الدخول في تفاصيل الحادث، ولدينا كل الثقة بقدرة قيادة الجيش على إنصاف شقيقي، وكل ما نتمناه أن لا تدخل القضية في زواريب السياسة لأننا لا ننتمي لأي فريق سياسي، وتربينا على حب الوطن والجيش، ونحن لا نسعى سوى لكسب لقمة العيش وتأمين حياة كريمة". أضاف: "لم نحصل بعد على أي جواب رسمي حول مدة التوقيف والإجراءات التي ستتخذ بحق شقيقي، بل كل ما تم إبلاغنا به هو عبر بعض المعارف في وزارة الدفاع".

في مقابل ذلك، أكدت مصادر مطلعة أن "ما قام به حسن لم يكن عملاً فردياً، بل حصلت اشتباكات بين دورية الجيش الإسرائيلي وعناصر الجيش لمدة ساعتين، انسحب بعدها عناصر الجيش اللبناني ما عدا الجندي حسن الذي لم يتمكن من الانسحاب فبقي وحيداً، واضطر إلى الاختباء فوق الشجرة والزحف على الأرض حتى غادرت دوريات العدو التي استخدمت قنابل مضيئة لتمشيط المكان، ودوريات اليونيفيل، فعاد إلى نقطة تمركز الجيش اللبناني".

وأكدت المصادر أن "العملية أوقعت قتيلاً وجريحين جرى سحبهما لاحقاً إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن ما قام به حسن لم يكن مقصوداً بل كان دفاعاً عن النفس".

تعليقات: